
بدأ عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين العودة إلى منازلهم المهجورة والمدمرة بعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ، وبدء القوات الإسرائيلية بالانسحاب من بعض مناطق قطاع غزة بموجب اتفاق إنهاء الحرب. وتحركت حشود ضخمة من النازحين شمالاً باتجاه مدينة غزة، وهي أكبر منطقة حضرية في القطاع، والتي كانت هدفاً لهجوم واسع النطاق في واحدة من أعنف العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الحرب.
وشق العائدون في الجنوب طريقهم عبر خان يونس، ثاني أكبر مدن غزة التي دمرتها القوات الإسرائيلية، وسار معظمهم منهكين من التعب والنزوح المتكرر.
وفتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطرق المؤدية إلى المدن، لتبدأ أول تدفق كبير للفلسطينيين العائدين من المخيمات المؤقتة إلى منازلهم التي غادروها.
منذ اللحظة التي أعلن فيها الجيش الإسرائيلي دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، تدفق آلاف النازحين عائدين من الجنوب إلى الشمال، لتفقد ما تبقى من منازلهم التي تحولت إلى أنقاض. حتى أن بعضهم عبر شارع الرشيد سيراً على الأقدام، في رحلة اعتادوا عليها خلال العامين الماضيين. وعاد آخرون إلى أنقاض منازلهم في خان يونس جنوبا.
وعبر العديد من النازحين عن فرحتهم بالعودة ووقف الحرب، رغم الدمار الشامل الذي وثقته الأقمار الصناعية والصور والفيديو في خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة، ومدينة غزة وجباليا شمالا. وكشفت الصور الجوية حجم الدمار الهائل الذي شهدته خان يونس جنوبا، ومناطق أخرى شمالا أيضا.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، مساء أمس الجمعة، عن عودة ما يقارب 200 ألف شخص إلى الشمال.
أفادت مصادر طبية فلسطينية أن الطواقم الطبية انتشلت خلال الـ 24 ساعة الماضية جثث 155 شهيداً استشهدوا خلال الأسابيع الماضية في مدينة غزة قبل انسحاب قوات الاحتلال من بعض المناطق. وأوضح مصدر طبي أن سيارات الإسعاف لم تتمكن في السابق من نقلهم لخطورة الأوضاع الميدانية واستمرار القصف.
ومع إعلان وقف إطلاق النار، طالبت رابطة الصحافة الأجنبية في القدس، والتي تضم مراسلي كبريات وسائل الإعلام الأجنبية، السلطات الإسرائيلية بالسماح بوصول المستقلين إلى غزة، مؤكدة أنه لم يعد هناك أي مبرر لعرقلة الدخول إلى القطاع، خاصة وأن إسرائيل فرضت قيودا على وصول المراسلين الأجانب إلى القطاع منذ عامين.
أخبار ذات صلة