
رفضت وزارة الخارجية الإثيوبية، اليوم (الخميس)، نتائج الاجتماع الوزاري العربي الذي عقد أمس (الأربعاء) عبر الفيديو، وبيان الخارجية المصرية الرافض لاتفاق بين إثيوبيا وأرض الصومال غير المعترف به دوليا، ويسمح لأديس أبابا أبابا لاستغلال ميناء بحري على البحر الأحمر.
وأكدت الخارجية الإثيوبية أن وصولها إلى البحر الأحمر أمر استراتيجي ولا يوجد ما يمنعها من ذلك، وهو ما يعني تطورا جديدا يهدد بنشر الفوضى في المنطقة بعد فشل مفاوضات أزمة سد النهضة.
ويرى مراقبون مصريون أن وصول أديس أبابا إلى البحر الأحمر عبر منطقة أرض الصومال -التي تسمى أرض الصومال- ينذر بتوتر جديد في العلاقات الصومالية الإثيوبية، بعد حالة من الصراعات والخلافات بين الجانبين حدثت في السبعينيات.
قال الدكتور رامي زهدي، الخبير في الشئون الإفريقية بالقاهرة، إن تدخل إثيوبيا في أرض الصومال مرفوض دوليا، خاصة وأن إقليم أرض الصومال جزء من دولة الصومال وفقا للدستور الصومالي، والاتفاق الذي تم في الظلام إن النزاع بين أرض الصومال وإثيوبيا يشكل انتهاكا صارخا لسيادة دولة الصومال وسلامتها الإقليمية. خاصة وأن الموقع الصومالي لم يحصل على اعتراف دولي رغم إعلانه الانفصال والحكم الذاتي عام 1991.
وأضاف زهدي في تصريحات لـ”عكاظ” أن دعوة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود شعبه للاستعداد للدفاع عن بلادهم تمثل بداية حرب جديدة بين البلدين، حتى لو شكل ذلك عبئا أمنيا على القوات الصومالية التي تم قصفها. وتواجه منذ سنوات حربا داخلية مع حركة الشباب الإرهابية، محذرا من أن التحركات الإثيوبية للوصول إلى البحر الأحمر تؤدي إلى حرب في منطقة القرن الإفريقي، في ظل انتقادات عربية وإفريقية ودولية لهذه التدخلات الخطيرة.
وأشار إلى أن إثيوبيا لا تريد استقرار الصومال، وتسعى إلى تقسيمه إلى أقاليم، حتى تتمتع بسيادة أكبر على أراضيها. كما سيؤدي هذا الاتفاق إلى تفاقم التوترات القائمة بالفعل في المنطقة، ووصف الاتفاق بأنه لعبة جيوسياسية إقليمية خطيرة في القرن الأفريقي، ويمهد الطريق لحروب ستدمر الأرض الخضراء والجافّة وربما يفتح حربا على أخرى. الدول التي ليس لها سواحل بحرية.
وشدد بالقول: سبق لإثيوبيا خلال القرن الماضي استخدام ميناء أسمرة الإريتري، وبعد انفصال إريتريا عن إثيوبيا دخلت في عنق الزجاجة، مما جعلها تتجه إلى ميناء جيبوتي مقابل حصة سنوية تقدر بـ 1.5 مليار دولار. .