
في الماضي لم يكن المشجع الرياضي يهتم بالحكم الموجود في الساحة أو اسمه، لكن مع تطور كرة القدم والاحتراف العالمي، تحولت الأنظار أولاً إلى الحكم الذي سيقود المباراة. وقد يعرب المشجع عن رضاه بمجرد معرفة اسم الحكم ومدى خبرته، وقد يردد مقولة “الله يستر” إذا كان حكم المباراة من الشخصيات التي تتردد وتخطئ في اتخاذ القرارات في محلها. الوقت، وقد يتعامل مع المباراة بأخطاء تحكيمية تجعله موضع انتقادات وسخرية من الجماهير والإداريين.
قالت الأخصائية الاجتماعية مروج محمد شاهيني لـ عكاظ:
يعلم الجميع أن معظم ما يدور خلال المباراة هو مسؤولية الحكم نفسياً، لذلك قد يعاني من القلق والتوتر داخل الساحة طوال المباراة لتجنب ارتكاب أي أخطاء، لكن هناك بعض الحكام قد يترددون في ذلك. اتخاذ القرارات في الوقت المناسب، وهذا الأمر يضعه في موقف محرج. والبعض الآخر يشعر بالخذلان في طريقة تعامله مع الموقف، ويكون صارماً وقد يتخذ قرارات صادمة وغير متوقعة. وفي جميع الأحوال يجب أن يكون الحكم محفزاً ومتطوراً في التعامل مع اللاعبين، وغير متحيز، وأن يلتزم ويعمل وفق قواعد الشرف الرياضي.
ويضيف مروج: قد يتردد بعض الحكام في استخدام البطاقات الصفراء أو الحمراء، وهذا -من وجهة نظري- يدل على أن الحكم تعرض لمستوى عالٍ من القلق والتوتر، ولم يدرك كيفية التصرف تجاه المواقف، لكن ومن ناحية أخرى نجد أن تقنية VAR المدعومة للحكم تقلل الضغط الواقع عليه، وتساعد في اتخاذ القرارات الدقيقة، وإثبات صحة الموقف أو مراجعته قبل إعلان الهدف، وتأكيد التسلل، وإصدار البطاقة الحمراء، أو تأكيد سلوك معين صادر من أحد اللاعبين.
ويشير مروج إلى أن هناك بعض أساليب الإرشاد النفسي لمواجهة القلق لدى اللاعبين والحكام، منها إجراء جلسات إرشاد جماعي للفريق لمواجهة القلق والتوتر ومكافحة الخوف من المنافسة، وعقد محاضرات للتعرف على كيفية تعامل الحكم مع اللاعب. وتقييم سلوكه وتصحيحه، واستخدام العلاج السلوكي المعرفي لفعاليته في علاج الاضطرابات الانفعالية والسلوكية. يمنح الحكم مهارات جديدة تساعده في حل المشكلات.
وتختتم مروج حديثها قائلة: لا يجب أن ننسى أن القرارات السلبية التي اتخذت بحق اللاعبين من قبل الحكم تؤثر سلباً على الجماهير وتزيد من التعصب الرياضي والانحياز والضغط النفسي عليهم. ومن الأفضل للحكم أن يبرر تصرفاته الخاطئة وألا يأخذ ردود الفعل هذه على محمل شخصي. وشهدت الرياضة في كافة المجالات، وخاصة كرة القدم، نقلة نوعية على المستوى المحلي والخليجي والعالمي.