
كشف تحليل أصدرته مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، عن مجموعة جديدة من الأكاذيب الإسرائيلية الأمريكية في الحرب على غزة، وقال: “إن الاحتلال الغاشم فشل في تحقيق هدفه، بعد أن كشفت وسائل الإعلام استخدام إسرائيل لأدلة كاذبة لدعم قصتها بخصوص مستشفى الشفاء الذي شهد استشهاد إسرائيل”. مئات”.
وأكد محلل الاستخبارات الأميركية بول بيلار أن إسرائيل ما زالت تفتش موقع المستشفى بحثاً عن أي شيء يمكن أن يكون دليلاً أكثر إقناعاً على استخدامه من قبل حماس. ويعيد هذا التفتيش إلى الأذهان ذكريات الحرب الأميركية على العراق قبل 20 عاماً، بعد غزو القوات الأميركية للعراق بحجة امتلاك الأسلحة. الدمار الشامل. وأمضى الأمريكيون وقتا طويلا في البحث عن هذه الأسلحة.
وبمرور الوقت، أصبح البحث عن أسلحة الدمار الشامل أقل أهمية لتأمين القوات الأمريكية أو أي شخص آخر في العالم، وأكثر أهمية لتبرير إحدى أهم الحجج التي استخدمتها إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش آنذاك لشن الحرب. وأصبح البحث عن أسلحة الدمار الشامل انحرافًا عن الأهداف. الحرب الأولية.
كارثة إنسانية
وتقول صحيفة نيويورك تايمز: “ما ستجده أو لا تجده إسرائيل في مستشفى الشفاء بمدينة غزة يمكن أن يحدد شكل الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في قطاع غزة”.
وفي ضوء الاهتمام الذي تحظى به قضية مستشفى الشفاء، ومهما كانت تطوراتها، فمن المرجح أن تساعد في تشكيل المزاج العام والنقاش الدولي حول ما ترتكبه إسرائيل في قطاع غزة. لكن الأسئلة المتعلقة بهذه الحرب والتي تستحق الاهتمام الحقيقي هي: ما الذي يضمن أو لا يضمن أمن المواطنين الإسرائيليين؟ ما الذي يبرر أو لا يبرر الكارثة الإنسانية التي تفرضها إسرائيل على غزة؟ وبالتالي، يصبح ما هو موجود أو غير موجود في المستشفى غير مهم.
ويقول بيلار في تحليل نشرته مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، إن “الحكومة الإسرائيلية اعتمدت في حملتها الدعائية على قضية مستشفى الشفاء، وخصصت جهدا كبيرا للمكان، وليس بهدف محاربة حماس، بل العثور على أي شيء يمكنها تقديمه لوسائل الإعلام العالمية وللعالم كدليل على استخدام الحركة الفلسطينية للمستشفى كمركز قيادي. أو مستودع أسلحة مهم”.
عادل كاذب
ويقول مراسلو نيويورك تايمز الذين كانوا ضمن مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام العالمية الذين سمحت لهم إسرائيل، في خطوة نادرة، بزيارة المستشفى بعد سيطرة القوات الإسرائيلية عليه، أنهم رأوا حفرة في الأرض في المستشفى، ولم تسمح لهم قوات الاحتلال بالتحدث مع العاملين فيها، أو رؤية أي شيء آخر في الموقع.
ورغم كل المحاولات الإسرائيلية لإقناع وسائل الإعلام العالمية بأن اقتحامها للمستشفى وإخلاء المرضى له مبرر بسبب استخدام حماس له في نشاطاتها العسكرية، إلا أنها فشلت في تحقيق هدفها، بعد أن كشفت وسائل الإعلام استخدام إسرائيل لأدلة كاذبة. لدعم قصتها عن المستشفى.
ويعود بيلار إلى نفس السيناريو الذي استخدمته أمريكا في العراق عندما احتلت البلاد ودمرت منشآته، ولاحقا أصبح البحث عن أسلحة الدمار الشامل انحرافا عن الأهداف الأولية للحرب.
الدمار الشامل
ويرى المحلل الاستخباراتي أنه على الرغم من أن الإدارة الأمريكية استخدمت موضوع أسلحة الدمار الشامل لحشد التأييد لحربها، إلا أنها لم تكن الدافع الأساسي لشن الحرب. وكما قال بول وولفويتز، نائب وزير الدفاع الأمريكي آنذاك وأحد أشد المؤيدين للحرب، فإن مسألة أسلحة الدمار الشامل، لأسباب بيروقراطية، كانت مجرد موضوع يمكن أن يتفق عليه الجميع كأساس. للترويج للحرب.
وتكمن الدوافع الرئيسية في مكان آخر، خاصة فيما يتعلق بطموحات المحافظين الجدد في واشنطن لاستخدام القوة المسلحة لتغيير النظام في العراق كوسيلة لنشر الديمقراطية واقتصاديات السوق الحرة في الشرق الأوسط.
وسواء تم العثور على أسلحة الدمار الشامل أم لا، فإن أسباب الحرب كانت مكلفة.
هذه الحرب، التي شنتها الإدارة الأميركية بمحض إرادتها، أدت إلى مقتل أكثر من 4400 أميركي، وجرح 32 ألفاً، وكلفت دافعي الضرائب الأميركيين أكثر من تريليوني دولار.
تبرير الخسائر
ويؤكد أن الحرب عمقت الانقسامات الطائفية في الشرق الأوسط، وسمحت بنمو الجماعات الإرهابية في المنطقة، وتركت العراق في حالة اضطراب مزمن، ودمرت مصداقية الولايات المتحدة عندما حاولت محاسبة أي دولة قامت بغزوها. دولة أخرى، كما هو الحال في الغزو الروسي الحالي لأوكرانيا. وكل هذه الأضرار حدثت سواء كانت هناك أسلحة دمار شامل أم لا.
ويعود المحلل الاستراتيجي الأميركي بيلار، الذي أمضى أكثر من 28 عاماً في المخابرات الأميركية حتى أصبح مسؤولاً عن ملف الشرق الأدنى وجنوب آسيا في مجلس الاستخبارات الوطني الأميركي، إلى قضية مستشفى الشفاء في قطاع غزة. ويقول: “سواء وجدت إسرائيل شيئًا مهمًا في المستشفى أم لا، فلن يخدم هدفها الرئيسي، وهو حماية مواطنيها من المزيد من العنف في المستقبل، ولن يكون هناك أي معنى في تبرير الخسائر المروعة التي لحقت بالفلسطينيين”. نتيجة القصف الإسرائيلي واقتحام المستشفى”.
الغضب الفلسطيني
علاوة على ذلك، فإن تحقيق الأمن للمواطنين لا يتوقف على تحقيق الهدف المعلن للحرب الحالية، وهو «القضاء على حماس»، لأن العنف لم يبدأ في 7 أكتوبر، وحماس ليست الشريرة الوحيدة التي تنتهي مشكلة العنف بمجرد انتهائها. يتم القضاء عليها. وهي حركة وطنية وإحدى المنظمات التي تعبر عن غضب الكثير من الفلسطينيين لأنهم حرموا من طموحاتهم الوطنية، وبالتالي لا يمكن القضاء عليهم.
تزايد الغضب الفلسطيني إزاء الخسائر الفادحة التي ألحقتها الآلة العسكرية الإسرائيلية بسكان غزة سيزيد المخاطر ولن يقللها
مما يهدد المواطنين الإسرائيليين في المستقبل. إذا لم تكن هناك حماس في شكلها الحالي لممارسة العنف ضد الإسرائيليين، فستكون هناك حماس 2 أو أي مجموعة أو أفراد وخلايا فلسطينية جديدة بالكامل ستستخدم الأسلحة ضد الإسرائيليين.
ومرة أخرى فإن ما قد تجده إسرائيل في مستشفى الشفاء لن يغير من هذه الحقيقة شيئاً.
وثيقة سرية
ويؤكد أن عملية التدمير الشامل التي تنفذها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة هي متعمدة وليست أضرارًا جانبية للحرب ضد حركة حماس. وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ: “لا يوجد مواطنون أبرياء في غزة”، والشعب الفلسطيني كله مسؤول عما فعلته حماس.
وأخيرا، تمثل الحرب الحالية فرصة لإسرائيل لتسريع عملية طرد الفلسطينيين من أرض فلسطين، وهناك وثيقة حكومية إسرائيلية سرية توصي بطرد سكان غزة إلى سيناء المصرية. وفي الوقت نفسه، يطلق الجيش الإسرائيلي العنان للمستوطنين لممارسة العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، مما أدى إلى إخلاء العديد من القرى الفلسطينية من سكانها المحاصرين بسبب عنف المستوطنين. إلا أن كل ذلك لن يحقق الأمن لمواطني إسرائيل، ولن يتحقق إلا من خلال تلبية تطلعات الشعب الفلسطيني في تحقيق الأمن. ويتحقق مصيره من خلال التسوية السلمية للصراع.
كيف تحقق إسرائيل الأمن لمواطنيها؟
- وقف الدمار الذي يحدث في غزة والأراضي المحتلة.
- الدخول في عملية سلام شاملة تضمن التضامن والتعايش الآمن للجميع.
- – الموافقة على حل الدولتين والتسوية النهائية للصراع التاريخي.
- وقف الاعتداءات والانتهاكات ضد المسجد الأقصى.
- وضع حد لأساليبه التآمرية والتدميرية في المنطقة.