أسرار المفاجأة المدوية التي فضحت الموساد


أجمع المراقبون على أن هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حركة حماس والفصائل الفلسطينية على إسرائيل، أحدث مفاجأة مدوية في العالم، وتسبب في فضيحة كبرى للموساد الإسرائيلي.

وأكد فشل أجهزة المخابرات الإسرائيلية في التنبؤ بالهجوم، وافتقر الجيش الإسرائيلي في البداية إلى الرد السريع والفعال، ونجاح الفصائل الفلسطينية في الساعات الأولى من الهجوم في تحقيق أهدافها. ورغم أنه لا يزال من السابق لأوانه تحديد أسباب هذه الإخفاقات، إلا أن هناك تخمينات مبنية على أدلة يمكن استخلاصها. بحسب مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية.

مواجهة إيران
وأشار عمران محمدين، المحاضر في مجال الدراسات الروسية والشؤون الدولية والباحث في معهد الأمن العالمي والقومي بجامعة جنوب فلوريدا، إلى أنه في السنوات الأخيرة، كان تركيز مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي إلى حد كبير على إيران. وحدودها مع سوريا ولبنان.
وقال: “إن الإسرائيليين يستخدمون قدراتهم التجسسية بالدرجة الأولى لمواجهة تطور برامج إيران النووية والباليستية، وكذلك لمنع نقل المعدات العسكرية المتقدمة من إيران إلى حزب الله في لبنان عبر سوريا”.
وأضاف الكاتب في تحليله: “حالة التأهب القصوى الأخيرة في تل أبيب، والتي جاءت ردا على بناء إيران وحزب الله مطارا في جنوب لبنان، وأنشطة لواء الحسين المدعوم من إيران في سوريا، ونصب حزب الله مؤخرا الخيام في مدينة الغجر كلها مؤشرات على تحول اهتمام مجتمع الاستخبارات”.

تدريبات القسام
وأشار إلى أن حماس وداعميها، خاصة إيران وحزب الله، يعولون على هذا الإلهاء ويحاولون تكثيفه، وقال: “بعيدا عن سبب الهفوة الاستخباراتية الإسرائيلية، علينا أن نفهم تأثيرها. وقبل أسابيع وتحديدا في 12 سبتمبر الجاري، أجرت غرفة العمليات المشتركة عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، الذي يضم مختلف الميليشيات الفلسطينية التي تقودها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. لقد تدربوا على الهجمات الصاروخية الجماعية، واستخدموا قدرات الطائرات بدون طيار الهجومية، وقاموا بتحسين تقنيات حرب العصابات في المناطق الحضرية. وقد تم استغلال كل هذه التكتيكات في الهجوم الحالي، وعلى الرغم من “أن هذا هو فشل مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي في التنبؤ بالهجوم”.
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى تشتيت انتباه أجهزة المخابرات، “يبدو أن إسرائيل حرمت من إحدى مميزاتها الأساسية في الهجوم الأخير، وهو عنصر المفاجأة”.

الشلل الاستراتيجي
وأشار الكابات إلى أنه، باستثناء حرب أكتوبر عام 1973، وفي معظم الصراعات الأخرى، كانت إسرائيل تنفذ هجمات جوية جماعية لإحداث “شلل استراتيجي” في الجانب الآخر. لكن إسرائيل في هذا الصراع لم تحرم من عنصر المفاجأة فحسب، بل استغلت هذا العنصر. ضد جيشها.
استخدم الفلسطينيون استراتيجية أشبه بالحرب الخاطفة لمضاعفة الشلل التكتيكي، فحشدوا قواتهم عند نقاط دخول محددة، ثم تقدموا بسرعة، ونشروا عناصرهم بشكل دوري خلف خطوط الدفاع الإسرائيلية.
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن حماس حاولت إثارة الفوضى وتشتيت انتباه الجيش الإسرائيلي باستخدام الزوارق الآلية والطائرات الشراعية.

ابتكارات حماس
وتضمنت الابتكارات التكتيكية لحماس أيضًا استخدام أسلحة جديدة وعرض قوة نيران غير مسبوقة، وبالنظر إلى صراعها مع إسرائيل في عام 2021، أدركت أنه على الرغم من عدم قدرتها على التفوق على تكنولوجيا القبة الحديدية، إلا أنها قد تتفوق على قدراتها في إعادة التحميل وتركيز صواريخها. النار، وإطلاق العديد من الصواريخ. والصواريخ والطائرات الانتحارية المسيرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وكانت حماس تأمل في تحميل القبة الحديدية بما يتجاوز قدراتها، ويبدو أن نجاحها في هذه المهمة مختلط. واستلهاماً للصراع الروسي الأوكراني الحالي، استخدمت طائرات بدون طيار مع أربع مروحيات يصعب اكتشافها لاستهداف القوات الإسرائيلية ومراكز المراقبة.
وأوضح أنه في هذا الصراع يبدو أن حماس تحاول تحييد إحدى المزايا الأساسية التي تتمتع بها إسرائيل، وهي التفوق الجوي. من خلال احتجاز مئات الإسرائيليين كرهائن.
وفي حين أن الهدف الأساسي المتمثل في احتجاز الرهائن من المرجح أن يستخدمهم كورقة مساومة في المفاوضات المستقبلية، إلا أن حماس ذكرت أيضًا أن لديها ما يكفي من الرهائن لإطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين.

حرب استنزاف
ويرى الكاتب أن هذه الخطة ستقيد حرية حركة سلاح الجو الإسرائيلي، وتزيد من احتمال حدوث أضرار جانبية. إذا هاجمت إسرائيل فإنها ستخاطر بمواطنيها، وإذا لم تهاجم فإنها ستواجه تحديات رغم ذلك.
في النهاية، وعلى الرغم من هذه التكتيكات، فإن القدرة العسكرية غير المتكافئة بين إسرائيل وحماس تظل واضحة، حيث أن العدوان الإسرائيلي متفوق بشكل مطلق على جميع المستويات.
وهذا يثير السؤال: لماذا شن الفلسطينيون هجومهم في المقام الأول؟ ومع تطور الأحداث، ربما نقترب من الإجابة على هذا السؤال.
وفي هذه اللحظة، يبدو أن حماس تأمل أن تتمكن من خلال الاستفادة من الرهائن من ممارسة الضغط على إسرائيل لتخفيف القيود المفروضة على قطاع غزة أو إطلاق سراح السجناء، أو ربما تكون كل تحركات حماس هذه مجرد جزء من استراتيجية. وهدفها الأكبر هو استدراج الجيش الإسرائيلي إلى اجتياح بري لقطاع غزة، وإغرائه بالمشاركة في حرب الاستنزاف.

ضربة حماس المفاجئة.. لماذا؟

  • وتكبد الجانب الإسرائيلي أكبر عدد من الخسائر.
  • – ممارسة الضغوط على إسرائيل للقبول بحل الدولتين.
  • تخفيف القيود المفروضة على القطاع.
  • يحاولون إطلاق سراح معتقليهم.
  • استدراج الجيش الإسرائيلي إلى حزب الاستنزاف.




مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى