أموال الجريمة تصبح ذهب السلام.. بيترو يُحوّل مصادرة المخدرات إلى إغاثة غزة

في خطوة جريئة تجمع بين مكافحة الجريمة المنظمة والتضامن الدولي، أعلن الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، اليوم (الثلاثاء)، عن إرسال الذهب المصادر من عصابات تهريب المخدرات إلى قطاع غزة لتمويل جهود الإغاثة الإنسانية، وذلك بعد يوم واحد فقط من توقيع اتفاقية شرم الشيخ للسلام التي أنهت عامين من الصراع المدمر في القطاع.

ويأتي القرار الذي تقدر قيمته بملايين الدولارات، تعبيرا عن التزام كولومبيا بـ”تحويل أموال الشر إلى أعمال صالحة”، كما وصفها بترو في كلمة تلفزيونية.

5 طن من الذهب

وبحسب الإعلان الرسمي الصادر عن قصر روسيو الرئاسي، سيتم تحويل حوالي 5 أطنان من الذهب الخالص التي تمت مصادرتها خلال عمليات مكافحة تهريب المخدرات العام الماضي – بقيمة تقدر بـ 300 مليون دولار – إلى منظمات الإغاثة الدولية مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر، لدعم إعادة إعمار غزة وتوفير الغذاء والدواء لملايين السكان المتضررين.

وقال الرئيس الكولومبي: “هذا الذهب الذي سرقته العصابات من أرضنا وشعبنا، سيصبح اليوم أداة لإنقاذ الأرواح في غزة”، مشيراً إلى أن العملية ستتضمن بيع الذهب عبر السوق الدولية وتحويل العائدات مباشرة إلى حسابات الإغاثة.

وأوضح غوستافو في منشور رسمي على حسابه بمنصة “X” أن هذه الخطوة تهدف إلى تقديم الرعاية الطبية للأطفال الذين أصيبوا خلال الحرب التي استمرت عامين على غزة، مشيراً إلى أنه أصدر تعليمات مباشرة لجمعية الأصول الخاصة، وهي الجهة المسؤولة عن إدارة الممتلكات المصادرة، بإرسال الذهب فوراً لاستخدامه في دعم القطاع الطبي في غزة، وتحديداً في علاج الأطفال المتضررين من العدوان.

ويأتي القرار في سياق حملة بترو الشاملة ضد تجارة الذهب غير القانونية، التي تمول 70% من عمليات العصابات في كولومبيا، حيث صادرت السلطات أكثر من 10 أطنان في عام 2024 وحده، مرتبطة بتدمير غابات الأمازون.

الالتزام الثابت بدعم فلسطين

إلا أن هذا الإجراء يسلط الضوء على التزام بترو الثابت بدعم فلسطين، وهو ما أثار جدلا دوليا في السابق. فقد قطع العلاقات مع إسرائيل في مايو/أيار 2024، وطرد دبلوماسييها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي ردا على اعتراض أسطول الإغاثة إلى غزة، ودعا في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى “جيش عالمي لتحرير فلسطين”، مما أدى إلى إلغاء تأشيرته الأمريكية.

والرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الذي تولى منصبه في أغسطس 2022 كأول رئيس يساري في تاريخ البلاد، هو ناشط بيئي واجتماعي سابق في حركة المقاومة إم-19، ومعروف بمواقفه الجريئة ضد الإمبريالية والفساد، خاصة في مكافحة تجارة المخدرات التي تدر مليارات الدولارات سنويا في كولومبيا، أكبر منتج عالمي للكوكايين.

أخبار ذات صلة


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى