أودت بحياة الآلاف بثوان.. كوارث أخرى زلزلت المغرب!

لم يكن الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب مساء الجمعة الماضي هو الوحيد من نوعه، فقد سبقه كثيرون، لكنه كان الأعنف على الإطلاق.

أعادت إلى الأذهان عددا من الكوارث التي شهدتها المملكة المغربية عبر تاريخها، وأعادت إلى الأذهان الذكريات المؤلمة التي عاشها المغاربة مع الزلازل.

ووصفت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية زلزال 8 سبتمبر بأنه “أقوى زلزال يضرب البلاد منذ أكثر من 120 عاما”.

وتبين أن المغرب يقع في منطقة تعاني من عدم الاستقرار الزلزالي، لأنه ينتمي إلى حوض البحر الأبيض المتوسط، الذي شهد زلازل قوية عبر التاريخ، أودت بحياة الآلاف في ثوان معدودة.

وقال ناصر جبور، رئيس قسم بالمعهد الوطني للجيوفيزياء بالمغرب، إن هذه هي المرة الأولى منذ أكثر من قرن التي يسجل فيها المركز مثل هذا الزلزال العنيف في المغرب.

أكادير.. 1960

وشهد المغرب طوال تاريخه العديد من الزلازل، كان أعنفها الزلزال الذي ضرب مدينة أغادير جنوب البلاد، في 29 فبراير 1960، وأودى بحياة نحو ثلث سكان المدينة. إضافة إلى نزوح عشرات الآلاف وتسبب في خسائر مادية فادحة، حيث تعرضت مدينة أغادير آنذاك للدمار جراء زلزال. وبلغت قوتها 5.7 درجة على مقياس ريختر. واستمرت من 12 إلى 14 ثانية. وخلف 15 ألف قتيل، و12 ألف جريح، و35 ألف نازح، وخسائر مادية قدرت حينها بـ290 مليون دولار.

الدمار الذي خلفه الزلزال في سوق بمراكش

كما اعتبر هذا الزلزال “الزلزال الأكثر دموية في المغرب” من حيث حجم الخسائر. انهارت المباني على سكانها، وتحولت إلى أكوام من الركام، وارتفع الغبار الكثيف، مما حجب الرؤية، وانقطعت الكهرباء، وانقطعت مياه الشرب، وانقطعت خطوط الهاتف، مما جعل المدينة تفقد أي اتصال بالعالم الخارجي.

زلزال الحسيمة

ولم تكن هذه الكارثة الوحيدة. في 24 فبراير 2004، ضرب زلزال عنيف مدينة الحسيمة شمال المغرب، وبلغت قوته 6.3 درجة على مقياس ريختر.

وتسبب هذا الزلزال في خسائر بشرية ومادية وعمرانية كبيرة، حتى أن المناطق المحيطة بالمدينة تضررت.

قُتل ما بين 628 و631 شخصًا، معظمهم من سكان المناطق الريفية، وأصيب 926 آخرون، ونزح ما يصل إلى 15 ألف شخص.

كما اهتزت الحسيمة عدة مرات بسبب الزلازل، أبرزها عامي 1910 و1927، وكذلك سنة 1994، حيث شهدت نفس المنطقة زلزالا بقوة 5,4 درجات، أدى إلى انهيار آلاف المنازل، خاصة في مدينة الحسيمة. القرى والمناطق النائية.

زلزال لشبونة العظيم

ومن الكوارث الطبيعية التي شهدتها مدينة طنجة المغربية، زلزال لشبونة الكبير والتسونامي الذي أعقب هذا الزلزال.

الزلزال الذي وصفته معظم المصادر العالمية، بما فيها المغربية، بـ”الزلزال الكبير والعظيم”، وقع في 1 نوفمبر 1755، وكان مركز الهزة في المحيط الأطلسي قبالة السواحل الغربية البرتغالية والإسبانية.

سُمي بزلزال لشبونة، لأن مدينة لشبونة كانت أكثر المدن تضرراً منه، لدرجة أنها دمرت بالكامل بشكل فظيع.

وقع هذا الزلزال في الساعة التاسعة والنصف صباحًا، وضرب ثلاث مرات، بفاصل دقيقة تقريبًا بين كل هزة.

وكانت هذه الهزات الثلاث كافية أيضًا لإحداث دمار في لشبونة، ومدن الساحل الإسباني، ومدينة طنجة. ووصلت الهزات حتى إلى الجزائر والعاصمة الإسبانية ومدريد وبعض المدن في فرنسا، بالإضافة إلى فاس ومكناس في المغرب.

وهذا الزلزال الذي قدرت الأبحاث العلمية الحديثة قوته بـ 9 درجات على مقياس ريختر، أعقبته موجات تسونامي كبيرة ضربت سواحل البرتغال والمغرب. وكانت طنجة وسلا من بين المدن المغربية الأكثر تضررا من هذا التسونامي القوي الذي وصل إلى سواحل أيرلندا واسكتلندا في شمال أوروبا.

وتقول العديد من المصادر إن ضحايا هذين الحدثين الكبيرين كان عددهم كبيرا يتراوح بين 40 ألفا و100 ألف قتيل، أغلبهم ماتوا في لشبونة، ومنهم نحو 10 آلاف بالمغرب، وتحديدا في طنجة وسلا وفاس ومكناس، إضافة إلى ذلك. لخسائر مادية كبيرة.

الزلازل الأخرى

كما حدث زلزال عنيف في 12 أبريل 1773، وكان تأثيره على مدينة طنجة المغربية مدمرا. أطلق عليه اسم زلزال خليج قادس، حيث ضرب الساحل الغربي الإسباني، وخاصة مدن مقاطعة قادس. ووصل الزلزال إلى طنجة وسلا وأحدث خسائر كبيرة في المدينتين.

وفي أغسطس 1792، ضرب زلزال عنيف مدينة مليلية مرة أخرى وأدى إلى تدمير عدد من المباني.

في 11 فبراير 1848، تسبب زلزال عنيف في إحداث خسائر فادحة في مدينة مليلية، وشعر به عدد من مناطق المغرب.

ووقعت 100 ضحية يومي 12 و22 يناير 1909 عندما دمر زلزال الدواير في قبيلة غمارة بضواحي مدينة تطوان.

حدثت زلازل بالحسيمة سنة 1927 مسببة بعض الخسائر.

ضحايا 2012 حتى الآن

يشار إلى أن وزارة الداخلية المغربية كانت قد أعلنت في بيان سابق مساء أمس أن عدد الوفيات الناجمة عن زلزال الجمعة وصل إلى 2012 شخصا.

فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 2059، بينهم 1404 في حالة خطيرة، بحسب المصدر نفسه، الذي أشار إلى أن السلطات “تواصل جهودها لإنقاذ الجرحى وإجلائهم وإسعاف المصابين وحشد كل الإمكانات اللازمة”. “


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى