إسرائيل لـ «حماس»: اليوم آخر مهلة لإعادة جثث الأسرى

حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن عملية إعادة جثث الرهائن الإسرائيليين من غزة قد تستغرق وقتا طويلا، ووصفت المهمة بـ”التحدي الهائل” بسبب صعوبة العثور على الجثث وسط أنقاض القطاع المدمر.

الصليب الأحمر يحذر

وقال المتحدث باسم اللجنة كريستيان كاردوني: “هذا تحدي أكبر من إطلاق سراح الأحياء، وهو تحدٍ هائل”، مضيفاً أن هناك خطراً واضحاً من أن تستمر العملية لأيام أو أسابيع، وقد لا يتم العثور على بعض الجثث أبداً.

ودعا كاردوني الأطراف إلى جعل هذه المهمة أولوية قصوى، مشددا على ضرورة التعامل مع الجثث بكرامة وإنسانية، بما في ذلك توفير أكياس الجثث والمركبات المبردة.

وتأتي هذه التصريحات في سياق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة برئاسة الرئيس دونالد ترامب، والذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025.

وأطلقت حماس سراح جميع الرهائن الأحياء (20 رهينة)، مقابل إطلاق إسرائيل سراح حوالي 2000 أسير فلسطيني. لكن إسرائيل تسلمت حتى الآن جثث 4 رهائن فقط، في حين لا تزال هناك 24 جثة أخرى في غزة، على أن تنتهي المهلة المتفق عليها في 13 أكتوبر/تشرين الأول.

مهلة إسرائيلية لحماس

واتهمت إسرائيل حركة حماس بخرق الاتفاق، وحددت موعدا نهائيا للتقدم مساء اليوم (الثلاثاء)، محذرة من رد “مناسب” في حال التأخير.

وعلى الرغم من التقدم المحرز في المرحلة الأولى، لا تزال هناك قضايا عالقة تهدد الاستقرار. وسحبت إسرائيل قواتها من المدن الرئيسية إلى “الخط الأصفر” الذي يسيطر على نحو 53% من قطاع غزة، مع خطط لانسحابات إضافية في مراحل لاحقة مرتبطة بقوة استقرار دولية ومنطقة أمنية دائمة.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد سيطرة الجيش الإسرائيلي على “نقاط السيطرة الرئيسية”، الأمر الذي يثير الشكوك حول الانسحاب الكامل. أما التخلص من سلاح حماس فهو مطلب مركزي في خطة ترامب، لكن مسؤولا في حماس رفضه بشكل قاطع.

الحكومة الانتقالية في غزة

وفيما يتعلق بالحكم الانتقالي، أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي تشكيل لجنة من 15 فلسطينيا لإدارة غزة بعد الحرب، بموافقة إسرائيل وحماس، ويرأس ترامب مجلس السلام الذي يشرف على تمويل إعادة الإعمار. لكن الخطة تفتقر إلى مشاركة المجتمع المدني الفلسطيني، ويرفض نتنياهو دور السلطة الفلسطينية التي تعتبر غير شعبية في غزة.

في المقابل، أشاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في البرلمان البريطاني باتفاق وقف إطلاق النار، واصفا إياه بـ”التاريخي”، ومعترفا بدور ترامب الأساسي، لكنه سلط الضوء على جهود بريطانيا مع الولايات المتحدة ودول عربية وأوروبية.

إعادة إعمار غزة

أما فيما يتعلق بإعادة الإعمار، فقد أفاد مسؤول في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الدول الأوروبية وسعوديوم والكندية والأميركية مستعدة لتمويل ما يقدر بـ 70 مليار دولار لإعادة إعمار غزة، حيث أنتجت الحرب 55 مليون طن من الركام، ودمرت 80% من المباني في مدينة غزة.

وأعلنت مصر أنها ستستضيف مؤتمر إعادة الإعمار بمساعدة الولايات المتحدة وألمانيا، مع بدء عمليات التطهير رغم معوقات الذخائر غير المنفجرة.

ومع ذلك، أثارت تقارير الأمم المتحدة الجدل، حيث خلصت لجنة تحقيق في سبتمبر 2025 إلى أن إسرائيل ارتكبت “إبادة جماعية” في غزة منذ أكتوبر 2023، من خلال القتل الجماعي والحصار والتهجير القسري وتدمير مرافق الخصوبة، في انتهاك لاتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948.

أما المساعدات الإنسانية، فقد بدأت تدخل بكميات كبيرة، مع خطط لـ 600 شاحنة يوميا لمواجهة المجاعة، حيث أدى الحصار السابق إلى أزمة غذائية حادة، وقال رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس: “إن أفضل دواء هو السلام”، مؤكدا على إعادة بناء النظام الصحي بطريقة أفضل.

أخبار ذات صلة


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى