إطلالة نصرالله.. تخفيف الضغوط أم نعي لمبادرة باريس؟

تزامناً مع الحديث عن عودة الوسيط البحري الأميركي عاموس هوكشتاين إلى المنطقة، بما فيها لبنان، قبل نهاية الشهر الجاري، لدراسة إمكانية ترسيم الحدود البرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل بشكل مباشر، لا سيما النقطة 13، الأمين العام لحزب الله حسن وظهر نصر الله مطلعاً على المعنيين بالأمر، فقرر مجدداً الانخراط أو التعاون في مسألة ترسيم الحدود البرية، كما فعل في ترسيم الحدود البحرية.

وطرح نصر الله، في ظهوره أمس (الاثنين)، خريطة التفاوض التي تضمنت ثلاث نقاط. أولاً: النقاط الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي والتي يريد لبنان تحريرها، وأبرزها B1. ثانياً: منطقة شمال الغجر. ثالثاً: مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

وكان لافتاً في كلمة نصر الله أنه أعاد السيناريو نفسه الذي اعتمده خلال ترسيم الحدود البحرية، معتبرا أن مسألة ترسيم الحدود البرية هي من مسؤولية الدولة اللبنانية، وأن حزب الله ملتزم بالتعاون معها.

وأكثر من ذلك، أرسل نصر الله إشارات تطمين للأطراف الغربية بأن ملف الحدود البرية ليس مرتبطاً بالملف الرئاسي، أو ملف التفاوض الإيراني الأميركي، أو الملف النووي الإيراني.

وهذا الارتياح الذي أظهره نصر الله في الجنوب ليس هو نفسه في تعامله مع الشمال الذي يشهد نزوحاً سورياً مخيفاً، وعلى النقيض من التطمينات التي أرسلها في ملف ترسيم الحدود، فقد أرسل تهديدات شديدة اللهجة إلى أوروبا من خلال مطالباً بفتح البحر أمام النازحين السوريين باتجاه أوروبا، وهو ما… سيؤدي من وجهة نظره إلى قدوم دول أوروبية خاضعة إلى بيروت لتقول: ماذا تريدون أن توقفوا هجرة النازحين هذه؟!

فهل يسعى نصر الله من خلال تهديداته إلى تخفيف الضغوط أو رفع العقوبات التي لا تزال مفروضة على سورية، لتسارع الدول الغربية المعنية إلى حل هذه القضية من جذورها؟ أم أنه نعي رسمي للمبادرة الرئاسية الفرنسية بعد دعوة المبعوث جان إيف لودريان الأخيرة إلى التخلي عن المرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، واعتماد خيار ثالث؟




مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى