اتفاقية نووية سعودية ـ أمريكية تعيد تشكيل مزيج الطاقة والوظائف بالمملكة

تتجه السعودية نحو مرحلة أكثر تقدما في مزيج الطاقة الوطني من خلال اتفاقية التعاون النووي المدني مع الولايات المتحدة، وهي خطوة تضع المملكة ضمن واحدة من أكبر الأسواق للتكنولوجيا شديدة التعقيد، وتفتح الباب أمام استثمارات ضخمة تقدر عالميا بأكثر من 500 مليار دولار، وفقا لوكالة الطاقة الدولية (IEA – 2024).

ويرتكز جوهر الاتفاقية على نقل التقنيات النووية المدنية الأمريكية إلى المملكة، بما في ذلك تقنيات محطات الطاقة النووية.

وتشير أرقام دولية إلى أن بناء محطة نووية بقدرة 1.2 جيجاوات يتكلف ما بين 5.6 و7.2 مليار دولار (21-27 مليار ريال)، بحسب الرابطة النووية العالمية.

إن وجود هذه التقنية داخل المملكة يعني الانتقال من نموذج الاستيراد إلى نموذج الإنتاج والمعرفة المحلية.

وتشير بيانات وزارة الطاقة الأمريكية (DOE) إلى أن توطين التشغيل والصيانة يمكن أن يقلل التكاليف بنسبة 20-25%، مما يعزز كفاءة المشروع ويقلل الأعباء المالية طويلة المدى.

ويعتبر قطاع الطاقة النووية القطاع الأعلى دخلاً في العالم. ويتراوح متوسط ​​رواتب الوظائف النووية بين 90 ألف دولار و125 ألف دولار سنويًا (28 ألف إلى 41 ألف ريال شهريًا)، وفقًا لتقرير القوى العاملة للطاقة التابع لوزارة الطاقة لعام 2023.

ومع فتح الباب أمام الشركات الأمريكية لدخول المشاريع السعودية، فمن المتوقع: توليد 3000-5000 وظيفة نووية متخصصة خلال السنوات الثلاث الأولى، وبرامج تدريب وطنية بقيمة تزيد على 250 مليون ريال سنويا، وإنشاء قاعدة من الكوادر السعودية القادرة على تشغيل المحطات النووية وقيادة التطبيقات الإشعاعية المتقدمة.

ويعمل تشغيل محطة نووية واحدة على خفض استهلاك النفط المستخدم لإنتاج الكهرباء بمقدار 25-30 مليون برميل سنوياً، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية، ومع دخول عدة محطات في مزيج الطاقة السعودي، يمكن أن يصل التوفير السنوي إلى: 30-40 مليار ريال من تقليل حرق النفط محلياً.

وسيؤدي إنشاء العديد من المحطات النووية خلال العقد المقبل إلى رفع حجم الاستثمارات إلى 100-130 مليار ريال، بحسب تقديرات وكالة الطاقة النووية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. كما سيرتفع المحتوى المحلي في المشاريع من 15% إلى 40% خلال السنوات الخمس الأولى، مع التوسع في سلاسل التوريد المحلية وإنشاء الصناعات المساندة.

وترسم الاتفاقية مسارًا جديدًا للمملكة في اقتصاد عالي التقنية، وتعزز مكانة المملكة سعوديوم السعودية كقوة طاقة متعددة المصادر، وتفتح الطريق أمام تطوير التطبيقات النووية الطبية والصناعية والزراعية. فهو يمنح المملكة القدرة على بناء شراكات بحثية وتقنية عالية الجودة، ويؤسس لوجود سعودي مؤثر في قطاع عالمي منظم وحساس للغاية.

وجاء الاتفاق النووي المدني بين المملكة والولايات المتحدة كأحد أبرز مخرجات زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، وهي الزيارة التي حملت طابعاً استراتيجياً مكثفاً، انعكس بشكل مباشر على مستوى وحجم الملفات الموقعة بين البلدين، وأبرزها ملف الطاقة النووية المدنية.


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى