
وقال مفكر أميركي شهير إن «عام 2023 قدم للعالم ثلاثة دروس رئيسية، أهمها أن الإيمان بقضية الوطن والدفاع عنه قادر على هزيمة الجحافل العسكرية مهما كانت قوتها».
في تحليل نشرته وكالة بلومبرج نيوز، يعرض المفكر الأمريكي تايلر كوين، أستاذ كرسي هولبرت إل. هاريس في قسم الاقتصاد بجامعة جورج ماسون بالولايات المتحدة، ثلاثة دروس يرى أنها تستحق الدراسة خلال العام الحالي، والتي كانت مليئة بالأحداث التي تحتم إعادة النظر في كثير من وجهات نظرنا العلمية الاجتماعية. .
ويتوقف كوين، المدير المشارك لمدونة «الثورة الهامشية» على الإنترنت، عند الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة والحرب الروسية في أوكرانيا، ويقول إن الدرس الأوضح من هاتين الحربين هو أن القدرة على الردع لم تعد موجودة. بالقوة التي تصورناها، وذلك الإصرار يأتي مع إيمان المرء بقضيته والتزامه بالدفاع عنها. “يمكن أن تتفوق على القوة العسكرية الساحقة للخصم.”
الدرس الأول
ويؤكد أنه على الرغم من الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي وخليفته الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن المقاومة الفلسطينية واصلت ضرباتها العميقة والمؤثرة في قلب إسرائيل، وفي الوقت نفسه، أوكرانيا، بكل الوسائل الاقتصادية والمالية. الدعم العسكري من الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لم يتمكن من منع روسيا من مواصلة الحرب، رغم الخسائر الفادحة التي تتكبدها، سواء على المستوى العسكري أو السمعة الدولية، وذلك ببساطة بسبب ويريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السيطرة على أوكرانيا، ويؤمن بحق بلاده في السيطرة على العديد من المناطق هناك.
ويرى أن أياً من هذه التطورات لا يمثل أخباراً جيدة للولايات المتحدة، التي تعتمد على الردع لدعم العديد من حلفائها. كما أنها أخبار سيئة للعالم ككل لأن الردع يدعم النتائج السلمية والحفاظ على الوضع الراهن، وهذا ما جعل كوين يميل إلى رفض رؤية عالم النفس ستيفن بينكر بأن العالم الآن أكثر سلاما، كما هو الحال للأسف وتشير الأدلة المتوفرة إلى أن الصراعات الدولية تتزايد الآن بعد فترة طويلة من الزمن. التراجع.
ولذلك فإن نظريات دورية السلام والصراع العالمي تحتاج إلى تحديث، وخاصة النظرية التي تقول إن السلام يخلق لاحقا الظروف الملائمة للحرب.
الدرس الثاني
الدرس الثاني الذي تناوله كوين في تحليله يتعلق بالمكاسب الهائلة التي يمكن تحقيقها في مجال التكنولوجيا بسرعة. قبل عام أو حتى بضعة أشهر، لم يكن معظم الناس يدركون أن الذكاء الاصطناعي، وخاصة منصة chatbot ChatG. معي. سيؤدي T4 إلى تحولات كبيرة متعددة الأبعاد مثل هذا.
والآن يتوقع الخبراء أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في معظم مجالات التفكير خلال أقل من 10 سنوات، وهناك العديد من الخبراء يتوقعون حدوث ذلك خلال أقل من 3 سنوات. ولذلك تعلمنا أن أحد أهم التطورات في تاريخ البشرية يمكن أن يتسلل إلى حياة معظم الناس. فهو يؤثر عليهم في غضون ما يزيد قليلاً على عام، ويتعين علينا أن ننعش تفكيرنا حول ما إذا كانت الإبداعات الكبرى “قادرة على الخروج من العدم” بعد سنوات من الركود.
ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك ما حدث في جائحة فيروس كورونا المستجد. في بداية الجائحة أوائل عام 2020، اعتقد العديد من الخبراء أن تطوير لقاح فعال ضد الفيروس سيستغرق سنوات، لكن ما حدث هو أن اللقاحات المعتمدة على تقنية “messenger RNA” تم تطويرها في أقل من عام، وبالتالي فإن وضع يجب أن ترتفع النظريات. قفزات مفاجئة في العلوم. وتعتمد هذه الإنجازات التكنولوجية على التراكم البطيء للخبرة والممارسة، ولكنها تفرض نفسها في لحظة على الساحة.
الدرس الثالث
وينتقل كوين، كاتب عمود “المشهد الاقتصادي” في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، والذي يحتل المرتبة 72 في قائمة مجلة فورين أفيرز لأهم 100 مفكر عالمي، إلى الدرس الثالث المستفادة من عام 2023، وهو أن: الحوكمة ليست مهمة حتى ثبت خلاف ذلك.
ويقول: “دليله على ذلك هو الجامعات الأمريكية، وخاصة الصراعات الأخيرة حول معاداة السامية في الحرم الجامعي، والحرية الأكاديمية، وسلامة الطلاب، وما إلى ذلك”. ويضيف: «لن يناقش كل هذه النقاط، لكنها تكفي للقول إنها أصبحت كارثة على صورة التعليم الجامعي الأميركي». ما يحدث في الجامعات الأميركية حالياً يعني على الأقل أن أداءها سيئ.
ويرجع ذلك جزئيا إلى أن آليات الإدارة لديها لم تتطور للتعامل مع الأزمات أو حل المشاكل الكبرى. على سبيل المثال، يضم مجلس إدارة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) المرموق 74 عضوًا، ويضم مجلس إدارة جامعة بنسلفانيا 48 عضوًا مصوتًا بالإضافة إلى 36 عضوًا فخريًا آخر يمكنهم الحضور والتحدث في الاجتماعات. تم تشكيل هذه المجالس الكبيرة جزئيًا لتكريم المانحين أو منحهم صوتًا في عملية صنع القرار بالجامعة.
ولكن عندما احتاجت الجامعات إلى اتخاذ قرارات مهمة وعاجلة، أصبح من الواضح أن نظامها يتصرف بطريقة غير منتظمة ومترددة.
وأخيرا، يقول تايلر كوين: «لو أراد أن يلخص أهم ملامح العام الحالي لقال إنه شهد مفاجآت أكثر مما يتوقعه علماء الاجتماع».
إحدى هذه المفاجآت هي أن الردع الفاشل يُنظر إليه باعتباره شيئًا سلبيًا للغاية، في حين يمكن اعتبار طفرة الذكاء الاصطناعي أمرًا إيجابيًا للغاية.
خسائر إسرائيل في طوفان الأقصى:
- 1329 قتيلا
- وكان من بين القتلى 500 ضابط
- 25 مليار دولار خسائر اقتصادية
- 350 ألفاً نزحوا من قطاع غزة