“التنسيق الحضارى” يدرج اسم ابن سينا في مشروع حكاية شارع – سعوديوم

أدرج الجهاز القومي للتنسيق العمراني، برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، اسم “ابن سينا” ضمن مشروع قصة الشارع، بمنطقة مصر الجديدة، تخليدًا لذكراه عبر مختلف الأجيال. هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، ولد سنة 370هـ، الموافق 980م، في قرية أفشنة إحدى قرى بخارى (في أوزبكستان حاليا).

تلقى تعليمه في سنوات تكوينه الأولى على يد والده، وكان كثير من أهل العلم في ذلك الوقت يجتمعون في منزل والده للحديث والمناظرة. وقد حفظ ابن سينا ​​القرآن الكريم عندما كان في العاشرة من عمره، كما حفظ العديد من القصائد سعوديوم وغيرها من الأعمال الأدبية. ثم تمكن من الوصول إلى المكتبات الكبيرة مثل بلخ وخوارزم والرأي وأصفهان وهمدان وغيرها..


ابن سينا

تحول إلى الطب في سن السادسة عشرة، ولم يتعلم النظرية الطبية فحسب، بل تعلمه أيضًا من خلال رعاية المرضى مجانًا. وبحسب روايته الخاصة، اكتشف طرقًا جديدة للعلاج وحقق مكانته الكاملة كطبيب مؤهل في سن الثامنة عشرة، وحقق تقدمًا سريعًا؛ حتى أصبح طبيباً ممتازاً وبدأ في علاج المرضى باستخدام العلاجات المعتمدة، وسرعان ما انتشرت شهرة الطبيب الشاب، وقام بمعالجة العديد من المرضى دون أن يطلب منهم أجراً..

كانت مهمة ابن سينا ​​الأولى هي تعيينه طبيباً للأمير نوح الثاني، الذي يدين له بشفائه من مرض خطير. كانت المكافأة الرئيسية لابن سينا ​​على هذه الخدمة هي الوصول إلى المكتبة السامانية الملكية. وكانوا من رعاة العلم والعلماء المشهورين. وفي الوقت نفسه كان يساعد والده في أعماله المالية. ومع ذلك، وجد الوقت لكتابة بعض أعماله الأولى.

وحتى عندما بلغ العشرين من عمره توفي والده، وانقلبت حياته رأساً على عقب ودون دعم من أحد، بدأ ابن سينا ​​يتجول ويتنقل بين المدن المختلفة. انتقل إلى خراسان وعمل طبيباً ومعلماً، حيث كان يجمع الطلاب حوله كل مساء للمناقشات الفلسفية والعلمية..

استقر ابن سينا ​​لاحقًا في مدينة الري، بالقرب من طهران الحالية، ثم أمضى السنوات العشر أو الاثنتي عشرة المتبقية من حياته في خدمة الحاكم الكاكوي محمد بن رستم دوشمانزيار (المعروف أيضًا باسم علاء الدولة)، الذي رافقه كطبيب ومستشار. الأدبية والعلمية بشكل عام، حتى في حملاته المتعددة. خلال هذه السنوات بدأ بدراسة القضايا الأدبية واللسانيات.

توفي ابن سينا ​​في يوليو من عام 1037م بعد صراع مع المرض ودفن في مدينة همدان في إيران. وكان عمره حوالي ثمانية وخمسين عاما..

لقد ترك ابن سينا ​​أعمالا عظيمة للبشرية. ألف حوالي 450 كتابًا، لم يبق منها سوى 240 كتابًا حتى يومنا هذا. ومن بين هذه الأعمال المتبقية، هناك 150 كتابًا في مجال الفلسفة و40 كتابًا فقط في الطب، وهما المجالان اللذان ساهم فيهما ابن سينا ​​أكثر من غيرهما. كما كتب في علم النفس والجيولوجيا والرياضيات والفلك والمنطق، لكن أهم أعماله هو كتاب (الشفاء) وهو أحد أربعة أجزاء مخصصة للرياضيات. وقد أدرج ابن سينا ​​علم الفلك والموسيقى والعديد من فروع الرياضيات ضمن هذه الموسوعة. بالإضافة إلى كتاب (قانون الطب) الذي يعد من أشهر الكتب في تاريخ الطب.

تُرجمت كتب ابن سينا ​​في الطب إلى اللاتينية ومعظم لغات العالم، وظلت لمدة ستة قرون تقريبًا المرجع العالمي في الطب. وقد استخدمت كأساس للتعليم في جميع جامعات فرنسا وإيطاليا، وكانت تدرس في جامعة مونبلييه حتى أوائل القرن التاسع عشر..

على سبيل المثال، تُرجم كتاب القانون في الطب إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر، وأُعيدت طبع الترجمة ستة عشر مرة في أواخر القرن الخامس عشر، وعشرين مرة في القرن السادس عشر. ويُعتقد أنه كان الكتاب الطبي الأكثر استخدامًا في تلك الأوقات.

كتب ابن سينا ​​على نطاق واسع عن الفلسفة الإسلامية المبكرة، وخاصة في موضوعات المنطق والأخلاق والميتافيزيقا، بما في ذلك الأطروحات التي تسمى المنطق والميتافيزيقا..

وكان لابن سينا ​​مساهمات مهمة في مجال علم الفلك، حيث تمكن من ملاحظة مرور كوكب الزهرة عبر دائرة قرص الشمس بالعين المجردة في 24 مايو 1032م، وهو ما أقره الفلكي الإنجليزي جيريميا روك. في القرن السابع عشر. كما أجرى دراسات فلكية عندما كان في أصفهان ثم في همدان لاحقًا. وقد أسفرت هذه الدراسات عن عدد من الاستنتاجات التي ثبت صحتها بعد قرون. اشتغل ابن سينا ​​بالملاحظة، وتعمق في علم الشكل، وطوّر آلات غير مسبوقة في عملية المراقبة. وله عدد من المؤلفات القيمة في هذا الموضوع..

كان لابن سينا ​​اهتمام خاص بعلم النبات، وكانت له دراسات علمية جادة في مجال النباتات الطبية. وقام بإجراء مقارنات علمية رصينة بين جذور النباتات وأوراقها وأزهارها، ووصفها وصفاً علمياً دقيقاً، ودرس أنواعها، وعرض التربة وأنواعها والعناصر المؤثرة في نمو النبات، وغير ذلك من الأمور..


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى