
ورغم الجهود السعودية الحريصة على سفك دماء اليمنيين ورأب الصدع وإنهاء الحرب التي استنزفت الاقتصاد والمصالح العليا للشعب، إلا أن مليشيا الحوثي تواصل انتهازها وعرقلة تلك الجهود المخلصة التي لاقت ترحيبا إقليميا وإقليميا. دولياً، وآخرها الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له قوة دفاع البحرين المتمركزة على الحدود الجنوبية للمملكة، والذي أدى إلى مقتل عدد من جنودها البواسل وإصابة آخرين.
ولا شك أن هذا الهجوم الغادر يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الحل في اليمن يكمن في وقف استمرار تدفق الأسلحة إلى المليشيات الإرهابية، ومنع تصديرها إلى اليمن، وضمان عدم مخالفتها لقرارات الأمم المتحدة.
وظلت السعودية تقدم المبادرات الواحدة تلو الأخرى، بدءا بالمبادرة الخليجية، ثم دعمها للحوار الوطني واتفاق السلام والشراكة، الذي خرقته المليشيا ورفضت الاستجابة لدعوات الحوار في الرياض عام 2015، ثم الظهران. اتفاقية الجنوب. إضافة إلى تعنتها وعرقلتها لمفاوضات جنيف 1.2 والكويت، وأخيرا مبادرة السلام التي أعلنها وزير الخارجية.
رفض السلام والإصرار على العنف
وفي هذا السياق قال وكيل وزارة الإعلام فياض النعمان لـ«عكاظ»: السعودية قدمت مبادرة سياسية تضع نهاية حتمية للحرب وتعيد مؤسسات الدولة اليمنية عقب الانقلاب الذي قادته مليشيا الحوثي على السلطة السياسية. الإجماع ومؤسسات الدولة، وأغرقت اليمن في حرب مدمرة لأكثر من تسع سنوات. . وأكد أن السعودية كانت مع اليمن ولا تزال تطرح الحلول والاتفاقات والتفاهمات لتقريب وجهات النظر بين الأطراف اليمنية للجلوس على طاولة الحوار اليمني، لكن كل هذه الجهود التي تبذلها الرياض تصطدم دائما بتعنت الميليشيا. الذي يريد تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية من خلال المبادرات التي يقدمها الأصدقاء والأخوة.
وأشار النعمان إلى أن التصعيد الحوثي واستهداف القوات البحرينية المتمركزة على الحدود السعودية ضمن قوات التحالف العربي خير شاهد على مشروع الميليشيا الإرهابي الذي يرفض خيار السلام ويصر على العنف والإرهاب رغم الظروف الصعبة. التسهيلات والدعم الذي تقدمه الحكومة الشرعية لجهود السلام من أجل إنهاء معاناة الشعب اليمني.
وأضاف: رغم التقارب السياسي الذي تشهده المنطقة والتحولات التي أحدثتها الدول الفاعلة، إلا أن مليشيا الحوثي لا تزال دون اتخاذ قرار، وتمارس التعنت وتصر على ممارساتها من منطلق الابتزاز وتحاول القفز على الجديد. التطورات التي تشهدها المنطقة.
الرصاصة الأخيرة
وأشار النعمان إلى أن المناقشات الأخيرة التي استضافتها الرياض جعلت اليمنيين ينظرون إليها من زاوية إيجابية، لكن في المقابل فإن مسار الانتهازية الذي أظهر تعامل الميليشيا مع الأحداث كشف أنها جماعة إرهابية لا يمكن أن تكون صانعة سلام. أو مجموعة تبحث عن حالة المساواة والشراكة.
وأكد أن تحالف دعم الشرعية، منذ تأسيسه، جعل من أولوياته إجبار الحوثي على الاستسلام للسلام. ولذلك فإن المملكة تؤكد مراراً وتكراراً أن الحل في اليمن سياسي ولا يمكن أن يتحقق إلا بتوافق المكونات اليمنية، وأن النجاح في ذلك يعد انتصاراً للحكومة الشرعية والتحالف ويعكس تنفيذ إرادتهما السياسية ضد الحوثيين. كل من يسعى إلى إدامة الصراع والأزمات في ظل التطورات الإيجابية الأخيرة التي تشهدها المنطقة.
وبحسب المسؤول اليمني، فإن الفرصة أصبحت أكثر نضجا من أي وقت مضى لتحقيق السلام بين الأطراف والمكونات اليمنية، لكن المليشيا تحاول الهروب منها نحو التصعيد والعنف لأنها لا تستطيع العيش والتعايش إلا على دماء وبقايا الوطن. والشعب اليمني يعتبر السلام في نظره الرصاصة الأخيرة في مشروعه.
جهود صادقة للتوصل إلى حل شامل
من جانبه، رأى رئيس تحرير المشهد اليمني عبد الرحمن البيل، أن استضافة المملكة لمباحثات الرياض وما تلاها من خداع الحوثيين يكشف بما لا يدع مجالاً للشك أن الجهود السعودية المخلصة لا تتوقف عند العسكريين. والجوانب الإنسانية، بل تمتد إلى تحقيق الاستقرار النفسي والمعنوي للشعب اليمني.
وقال إن المملكة حريصة على دعم كافة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية يحقق الأمن والاستقرار لليمن وشعبه، بالإضافة إلى الدعم المستمر للمجلس القيادي الرئاسي، لكن السؤال الأهم هو: فهل تتحلى مليشيا الحوثي بالحكمة والعقل وتستغل هذه الفرصة الثمينة؟
لقد أصبح الجواب على هذا السؤال بعد الهجوم الإرهابي على الحدود واضحا، وهو أن هذه الميليشيا لا يمكن أن تكون مع السلام أو تخضع للسلام والحوار وإعلاء مصالح الشعب اليمني. بل إن خيار الإرهاب والعمل في إطار منظومة التنظيمات التي يتبناها مثل القاعدة وداعش هو منهجه الذي لا يمكن أن يخرج عنه. ولن تكون جزءاً من النسيج الاجتماعي اليمني الطامح إلى السلام والاستقرار.
وأكد أن الوساطة السعودية بين الأطراف اليمنية تمثل الخيار الصحيح لإنهاء الحرب. ونظراً للعلاقة المتينة بين البلدين والشعبين، والدور التاريخي الوفي للمملكة سعوديوم السعودية في لم شمل اليمنيين وتحقيق التوافق وتصالح العلاقات بين بعضهم البعض.
وأشار البيل إلى أن السعودية وتحالف دعم الشرعية بذلتا جهودا جبارة في اليمن سياسيا واقتصاديا وإنسانيا وإغاثيا، وأثمرت تلك الجهود التوصل إلى اتفاق الرياض، ثم نجاح مخرجات المشاورات اليمنية اليمنية، وأخيراً وديعة بقيمة 1.2 مليار دولار لدعم البنك المركزي اليمني، بالإضافة إلى تقديم منح مشتقات نفطية بقيمة 622 مليون دولار، والمشاريع والمبادرات التنموية التي قدمت من خلال البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بقيمة بأكثر من 400 مليون دولار، وما زالوا مستمرين في تقديم الدعم للمجلس القيادي والحكومة والشعب اليمني.
وحذر مليشيا الحوثي من خطورة اللعب بالنار وتعارض المصالح العليا للشعب اليمني، خاصة أن السلام يمثل خارطة طريق للانتقال من الحروب والصراعات إلى التنمية والبناء والاستقرار، وإنهاء تسع سنوات من الفقر والجوع، البطالة والدمار الذي خلفته تلك المليشيا بإصرارها على العنف والإرهاب.