
انصبت أنظار العالم، أمس (السبت)، على العاصمة الأردنية عمان، حيث اجتمع وزراء خارجية الدول سعوديوم. وناقش المجتمعون، بما في ذلك المملكة سعوديوم السعودية، موقفهم الموحد إزاء العدوان الإسرائيلي المستمر ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، فيما يقترب عدد الشهداء في غزة من 10 آلاف شهيد. اجتمع وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر وقطر والإمارات والأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمس، مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي وصل إلى عمّان بعد إجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وبدا واضحاً أنهم فشلوا في الحصول على رد. ومع مطالبة الديمقراطيين الأمريكيين بوقف مؤقت لإطلاق النار، لتمكين الإمدادات والأدوية والوقود من دخول قطاع غزة، طلب بلينكن أيضًا من نتنياهو العمل على تقليل عدد الضحايا المدنيين الفلسطينيين. إلا أن إسرائيل استجابت للطلب الأمريكي بالمزيد من الغارات، واستهدفت بشكل خاص المستشفيات التي ظلت في الخدمة في قطاع غزة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا والجرحى، وتدمير أجزاء حيوية من مباني المستشفيات. بل إن إسرائيل استهدفت سيارة إسعاف تقل جرحى مدنيين كان من المقرر نقلهم للعلاج في مصر. وهو تطور استدعى عددا من الإدانات من المنظمات الدولية. وذكرت صحف واشنطن أن بلينكن يواجه ضغوطا متزايدة من الديمقراطيين في الكونغرس، الذين طالب قادتهم، أمس، بوقف كامل لإطلاق النار، وليس هدنة إنسانية، وهو ما يطالب به الرئيس جو بايدن. وذكرت صحيفة واشنطن بوست أمس أن الولايات المتحدة تعلق أملاً كبيراً على التوصل إلى توافق مع الدول سعوديوم، مهما كان صغيراً، ليس فقط لوقف الفظائع في غزة؛ بل إرساء أسس لمستقبل غزة من دون وجود حماس، إذا نجحت إسرائيل في محو حماس من الوجود. وأبلغ الوزراء العرب نظيرهم الأميركي أمس -بعد اجتماع تنسيقي- بالموقف العربي الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتوصيل المساعدات الإنسانية بشكل فوري وعاجل إلى القطاع، وناقشوا مع بلينكن التداعيات وسبل إنهاء هذا الوضع الخطير. تدهور يهدد أمن المنطقة برمتها. والتقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وزراء الخارجية قبل لقائهم بالوزير الأمريكي، وأكد ضرورة مواصلة التنسيق العربي للتحدث بصوت واحد مع المجتمع الدولي حول التطورات الخطيرة في غزة. وقال إنه من واجب الدول سعوديوم الضغط على المجتمع الدولي والقوى الدولية الفاعلة لوقف الحرب على غزة، وإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل مستمر، وحماية المدنيين. وأعرب الملك عبد الله الثاني عن رفض الأردن التام لأي محاولة لفصل الضفة الغربية وقطاع غزة باعتبارهما “امتدادا للدولة الفلسطينية الواحدة”. وقصفت إسرائيل، أمس، مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا بغزة، ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين بينهم نساء وأطفال. وزعمت إسرائيل أنها استهدفت سيارة الإسعاف في غزة لأن خلية تابعة لحماس كانت تستخدمها لأغراض قتالية. إلا أن صحيفة واشنطن بوست ذكرت أن مقاطع الفيديو التي شاهدتها أظهرت جثث نساء وأطفال وجرحى، دون أي أسلحة، ولا أفراد يرتدون الزي القتالي. وفي لندن؛ وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن وزير الخارجية جيمس كليفرلي ناشد إيران استخدام نفوذها لدى الجماعات التي ترعاها في الشرق الأوسط لمنع التصعيد في قطاع غزة. وأوضح أن كليفرلي اتصل هاتفيا بنظيره الإيراني حسين عبد اللهيان، (الجمعة)، وطالب إيران بتحمل مسؤوليتها تجاه تصرفات حماس وحزب الله اللبناني.