
وصفت منظمة الصحة العالمية يوم الأحد الوضع في مستشفى الشفاء بأنه “منطقة الموت” بعد أن قادت بعثة تقييم إلى أكبر مجمع طبي في غزة يوم السبت ودعت إلى إخلائه بالكامل.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها إنها تعمل مع شركائها على “وضع خطط عاجلة للإجلاء الفوري لمن تبقى من المرضى والموظفين وعائلاتهم”، مضيفة أن 291 مريضا و25 عاملا صحيا ما زالوا داخل المستشفى.
وقالت المنظمة إنها قادت فريقا مشتركا للأمم المتحدة ضم خبراء في الصحة العامة ومسؤولين لوجستيين وموظفين أمنيين من مجموعة من الوكالات في مهمة قصيرة “شديدة الخطورة” إلى المستشفى يوم السبت.
وأشارت إلى أن فريق التقييم توجه إلى الشفاء بعد أن أمر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق بإخلاء نحو 2500 نازح لجأوا إلى المستشفى.
وقالت في بيانها: “كان هؤلاء، إلى جانب عدد من المرضى والعاملين في المستشفى، قد أخلوا المنشأة بالفعل بحلول وقت وصول الفريق”.
وشوهدت طوابير من المرضى والجرحى، بعضهم بترت أطرافهم، تخرج، السبت، من مستشفى الشفاء باتجاه الواجهة البحرية، دون سيارات إسعاف، برفقة النازحين والأطباء والممرضين، فيما سُمعت أصوات انفجارات في محيط المجمع.
ولم يتمكن فريق التقييم التابع للأمم المتحدة من قضاء سوى ساعة واحدة داخل المستشفى بسبب الوضع الأمني.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الفريق وصف المستشفى بأنه “منطقة الموت” وأن الوضع هناك “يائس”.
وأشارت منظمة الصحة العالمية في بيانها إلى أن “آثار القصف وإطلاق النار كانت واضحة. وشاهد الفريق مقبرة جماعية عند مدخل المستشفى وقيل له إن أكثر من 80 شخصا دفنوا هناك.
وأشارت المنظمة إلى أن نقص المياه النظيفة والوقود والدواء والغذاء وغيرها من المساعدات الأساسية خلال ستة أسابيع تسبب في توقف أكبر المستشفيات وأكثرها تقدما في غزة عن العمل.
وأضافت: “امتلأت أروقة المستشفى وساحاته بالنفايات الطبية والصلبة، ما زاد من خطر الإصابة بالعدوى”.
وذكرت أن من بين المرضى المتبقين في المستشفى 32 طفلاً، “حالتهم حرجة للغاية”.
كما كان هناك شخصان في العناية المركزة دون تهوية، و22 مريضا بالكلى تأثرت إمكانية حصولهم على العلاج بشكل كبير، وآخرون في حالة صدمة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية وفاة عدد من المرضى خلال اليومين أو الثلاثة أيام الماضية بسبب غياب الخدمات الطبية.
ونظرا لوضع المستشفى، قالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، إن فريق البعثة تلقى طلبا لإجلاء العاملين الصحيين والمرضى إلى مرافق أخرى.
وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس على منصة إكس (تويتر سابقا): “نعمل مع الشركاء لوضع خطة إخلاء عاجلة ونطلب التسهيل الكامل لهذه الخطة”.
وأضاف: “نواصل الدعوة لحماية (القطاع) الصحي والمدنيين”، معرباً عن أسفه لأن “الوضع الحالي لا يطاق وغير مبرر”، داعياً إلى “وقف إطلاق النار الآن”.
وشددت المنظمة على أنه سيتم إرسال بعثات إضافية “خلال الـ 24 إلى 72 ساعة المقبلة، في انتظار (الحصول) على ضمانات المرور الآمن” للمساعدة في نقل المرضى إلى مجمع ناصر الطبي ومستشفى غزة الأوروبي جنوبي غزة، رغم أن هذين الطبيين فالمؤسسات “تعمل بالفعل بما يتجاوز قدرتها”.
وقبل أيام، أصبح مستشفى الشفاء بؤرة للعمليات البرية، واقتحمه يوم الأربعاء الجيش الإسرائيلي، الذي يتهم حركة حماس باستخدامه كغطاء لمنشآت عسكرية وقيادية، وهو ما تنفيه الحركة.