العلاقات السعودية العُمانية.. رؤى مشتركة وآفاق مستقبلية واسعة

تربط المملكة سعوديوم السعودية وسلطنة عمان علاقات وثيقة وممتدة، وتشتركان في العديد من الروابط أبرزها الدين والجوار واللغة، مما يمنح هذه العلاقات مكانة خاصة بين الشقيقتين.

يعود تاريخ العلاقات بين المملكة سعوديوم السعودية وسلطنة عمان إلى عام 1971 في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز، عندما زار المغفور له السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان المملكة لأول مرة لتوطيد العلاقات. بين البلدين. وصدر بيان مشترك بعد الزيارة تضمن اعتراف السعودية بسلطنة عمان. وأعرب الزعيمان عن عزمهما التعاون الصادق والبناء لما فيه خير شعبيهما وكافة الدول سعوديوم في المنطقة، وبما يحقق الأمن والاستقرار لها. وبعد حوالي 11 عاماً، وتحديداً في 23 فبراير 1982، تم توقيع اتفاقية التعاون الأمني ​​بين البلدين في العاصمة الرياض.

تقارب كبير

وفي مايو 2016، وعلى هامش اجتماع الجمعية العمومية للهيئة سعوديوم بجدة، وقعت المملكة والسلطنة الشقيقة محضر اتفاقية بين سلطات الطيران المدني في البلدين لتنظيم حقوق النقل الجوي بينهما. ونصت الاتفاقية على زيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين، بحيث يحق لشركات الطيران التابعة لكل دولة، بالإضافة إلى تشغيل 112 رحلة أسبوعية بين البلدين، مقارنة بإجمالي 35 رحلة سابقاً.

في 6 يوليو 2021 وافق مجلس الوزراء خلال جلسته برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على التفويض بمناقشة وتوقيع مشاريع اتفاقيات بين المملكة وسلطنة عمان في مجالات الشباب. والرياضة والثقافة والتقييس والتجارة والإعلام المرئي والمسموع والإذاعة والتلفزيون وتشجيع الاستثمار. والاتصالات وتقنية المعلومات والبريد والنقل، وتحميل النسخ النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.

ترسيم الحدود

وفي 8 أغسطس 1988، اتفق البلدان على الإسراع بحل مشكلة الحدود بينهما، والتوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود، وذلك بعد عدد من الزيارات المتبادلة بين الملك فهد بن عبد العزيز والسلطان قابوس بن سعيد – رحمهما الله. رحمهما – الذي قام بزيارتين متتاليتين للمملكة، قبل أن يدعو السلطان قابوس الملك. زيارة فهد بن عبد العزيز -رحمه الله- لعمان، وهو ما حدث بالفعل في 23 ديسمبر 1989، عندما اتفقت الدولتان على ترسيم حدودهما.

وبعد أشهر قليلة من الزيارة، في 21 مارس 1990، وقع الملك فهد بن عبد العزيز والسلطان قابوس بن سعيد في مدينة حفر الباطن اتفاقية ترسيم الحدود الدولية بين السعودية وسلطنة عمان، وملاحقها. وأعقب ذلك زيارة السلطان قابوس للمملكة في 21 مايو 1991، حيث تم تبادل وثيقتي التصديق على الاتفاقية، وتم التوقيع على تبادل الخرائط النهائية في عام 1995 بعد الانتهاء من عملية ترسيم الحدود.

منفذ حدودي

توجت العلاقات الثنائية بين البلدين بتوقيع وزيري داخلية البلدين على اتفاقية إنشاء معبر حدودي بين البلدين، وذلك بعد لقاء كبار المسؤولين من الطرفين في مدينة الرياض خلال الفترة في الفترة من 2 إلى 4 ديسمبر 2006م. وكان المعبر في المملكة يسمى “الربع الخالي”، وفي عمان “الرملة”. “خيلة”، ويربط الميناء محافظة الأحساء في السعودية ومحافظة الظاهرة في سلطنة عمان.

الزيارات المتبادلة

وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز استقبلت المملكة العديد من القادة والمسؤولين من السلطنة. واستقبل -حفظه الله- الشيخ شهاب بن طارق آل سعيد مستشار السلطان قابوس الذي شارك في القمتين الخليجيتين وسعوديوم والإسلامية الطارئة بمكة المكرمة في يونيو/حزيران الماضي. 2019. كما استقبل فهد بن محمود آل سعيد الذي ترأس وفد سلطنة عمان في القمة الخليجية التاسعة والثلاثين بالرياض في ديسمبر 2018.

وفي يناير 2020، زار خادم الحرمين الشريفين السلطنة لتقديم التعازي في وفاة السلطان الراحل قابوس بن سعيد إلى سلطان عمان هيثم بن طارق.

كانت المملكة، في 11 يوليو 2021، المحطة الأولى لسلطان عمان هيثم بن طارق في زياراته الخارجية منذ توليه مقاليد السلطة في يناير 2020، تلبية لدعوة أخيه خادم الحرمين الشريفين. الحرمين الشريفين، تأكيداً على مكانة الشقيقة الكبرى وريادتها على المستويين السياسي والشعبي في عمان، وما تشكله من عمق استراتيجي، وشخصية مؤثرة على الساحة الإقليمية والدولية، وشهدت الزيارة توقيع مذكرة تفاهم تفاهم بشأن إنشاء مجلس التنسيق السعودي العماني، وقعه وزيرا خارجية البلدين الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وبدر بن حمد البوسعيدي.

التبادل التجاري

وخلال السنوات العشر الأخيرة ارتفع التبادل التجاري بين البلدين من 4.7 مليون ريال (1.2 مليار دولار) عام 2010 إلى 11.5 مليون ريال (3 مليارات دولار) عام 2020، لكن حجم التبادل التجاري مع سلطنة عمان تراجع بنسبة 6.56% في عام 2020. 2021 مقارنة بعام 2020.

وتعتبر المنتجات الزراعية والحيوانية والمنتجات الصناعية والثروات الطبيعية والمنتجات المعدنية والبلاستيك ومستحضرات الفاكهة والخضروات من أهم السلع والمنتجات الرئيسية في التبادل التجاري بين البلدين.

ومن المشاريع التي من المتوقع أن تساهم في توسيع وتسريع حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، مشروع الميناء البري المباشر الذي يربط بين البلدين بطول 680 كيلومترا، ومن المتوقع افتتاحه قريبا. حيث يختصر الطريق المسافة بينهما بأكثر من 800 كيلومتر، مما يتيح مجالاً لحركة البضائع من المملكة عبر الطرق البرية للسلطنة والوصول إلى موانئها، مما يسهل تصدير البضائع السعودية إلى العالم.

اتفاقيات الاستثمار

ومؤخرا وقعت السعودية وسلطنة عمان 13 مذكرة تفاهم استثمارية بقيمة تزيد على مليار ريال، على هامش “المنتدى السعودي العماني” الذي عقد في الرياض، وشملت مجالات متعددة، مثل تخزين النفط والبتروكيماويات والطاقة المتجددة الطاقة والهيدروجين الأخضر، والاستثمار في مجال التعدين، والخدمات اللوجستية والنقل، ومصائد الأسماك، والسياحة.

وصف وزير الاستثمار خالد الفالح السلطنة بـ”الشريك المهم والمؤثر” اقتصاديا واستثماريا، مشيرا إلى التكامل التنموي بين “رؤية المملكة 2030” و”رؤية عمان 2040″، خاصة لجهة السعي لتمكين القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار. الشركات، وتسهيل ممارسة الأعمال التجارية، وإزالة كافة التحديات، لخلق المزيد من الفرص. استثمار.

وبالتنسيق أيضًا، عُقد “المنتدى العماني السعودي للاستثمار والتجارة” عام 2014، كأول حدث من نوعه لتعريف القطاع الخاص السعودي بأهم الفرص الاستثمارية والتجارية في السلطنة.

التبادل التجاري بين المملكة وسلطنة عمان

– 52.9 مليار ريال حجم التداول خلال 5 سنوات الماضية.

– 123% زيادة في التبادل التجاري بين البلدين بنهاية 2022.

– 4.4 مليار ريال الصادرات السعودية إلى السلطنة عام 2021.

– مليار ريال حجم اتفاقيات الاستثمار الأخيرة.


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى