وشدد المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، على أنه لا يمكن لأي طرف حل هذا الصراع عسكريا، ويجب أن يكون هناك حل سياسي. وقال في حديث لـ«عكاظ»، على هامش مشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، إن النهج السوري يحتاج إلى تنازلات إقليمية ودولية، محذراً من أنه ما لم يحدث ذلك فقد نشهد 12 عاماً أخرى من الصراع. وشدد بيدرسن على أن القضية اليوم هي: كيف سننتصر بالسلام وليس بالحرب؟ و تفاصيل الحوار :
• كمبعوث للأمم المتحدة، إلى أين تتجه الأزمة السورية؟
•• دعوني أوضح المراحل التي مرت بها الأزمة السورية. وقد مر هذا الصراع بعدة مراحل. الأولى حدثت بين عامي 2011 و2015، وهي مرحلة تغيير النظام من قبل المجتمع الدولي، لكنها لم تنجح. أما المرحلة الثانية فكانت بين عامي 2015 و2020، حيث تدخلت روسيا واعتقدت مع إيران أنه من الممكن حل الصراع عسكرياً بالتوافق الإقليمي التركي الروسي الإيراني، وهي مرحلة اتفاق وقف إطلاق النار ووقف التصعيد. واسمحوا لي أن أقول إنه قبل عام 2020، كانت خطوط الصراع تتغير كل 3 أسابيع. على الأكثر، لكن بعد التاريخ المذكور لم يتغير وشهدنا تهدئة كبيرة وتوقف تغيير الخريطة العسكرية على الأرض، أي أن هناك انخفاضاً كبيراً في أعداد الضحايا.
ما حدث في مارس 2020 هو أن جميع الأطراف أدركت أن ما قيل علناً كان بالفعل واقعاً، وهو أنه لا يمكن لأي طرف أن يحل هذا الصراع عسكرياً ولا بد من مخرج سياسي.
• ما هو المخرج برأيك بعد كل ما حدث؟
•• المشكلة هي أنه لم تتم معالجة كافة عناصر الأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، مسألة السيادة، انسحاب القوات الدولية والإقليمية، القتال ضد داعش، مصير جبهة تحرير الشام وما إلى ذلك، لكن النهج السوري يحتاج إلى تنازلات إقليمية ودولية، وما لم يحدث ذلك، فقد نرى 12 أو 13 عاماً أخرى من الصراع. ويبقى السؤال: متى يندلع الوضع من جديد، وهذا ما زال يشكل خطراً على سوريا.
• تزور دمشق بانتظام.. ماذا تسمع من القيادة السورية عن الحل السياسي؟
•• عندما أزور دمشق أسمع قصصاً مختلفة. وتقول دمشق إن المشكلة تكمن في المعارضة والتدخلات الإقليمية والدولية والإسرائيلية، وأن الأولوية التي ينبغي التركيز عليها هي التخلص من الاحتلالات على الأراضي السورية ومحاربة داعش.
وعندما أجلس مع كل طرف أدعوهم إلى التحرك والانخراط وعدم انتظار الأطراف الأخرى، وأن الأطراف الأخرى قد تنضم لاحقا. والسؤال اليوم هو: كيف سنكسب السلام وليس الحرب؟
• ماذا تحتاج سوريا في المرحلة الحالية؟
•• نحن بحاجة إلى أشياء أساسية الآن: خفض التصعيد واحتواء الصراع وزيادة المساعدات الإنسانية حتى لا يستمر التدهور الاقتصادي للشعب السوري. وفي الوقت نفسه، نحن بحاجة إلى مواصلة الدفع بعمل اللجنة الدستورية، لكنها ليست حلاً في حد ذاتها، بل هي مكان للقاء الحكومة السورية والمعارضة للتوصل إلى حل. بشكل مشترك، وبشكل متوازٍ، لمعالجة كافة العوامل التي تساهم في تأجيج الأزمة. أما المقاربة الأوسع للعملية السياسية فهي مسألة سيادة واستقلال سوريا، وانسحاب القوات العسكرية الخارجية، وحماية المدنيين، ومسألة الأمن ومكافحة الإرهاب، فضلاً عن العقوبات. تعافي سوريا لا يمكن أن يتحقق دون معالجة هذه القضايا، وبالطبع هناك قضايا المعتقلين والمفقودين والنازحين واللاجئين… في الحقيقة، دون معالجة هذه القضايا لا يمكننا المضي قدماً.
• تمت الدعوة لدورة جديدة للجنة الدستورية هذا الشهر. ماذا تتوقع من هذه الجولة؟
•• نعم المسار السياسي يجب أن يستمر لأنه الحل الجيد في سوريا، ونحن ننتظر أن تعقد هذه الجولة. والحقيقة أنني لا أتفق مع التوقعات بقدر ما أؤكد لجميع الأطراف أن الحل سياسي، ويجب الحفاظ على المسار السياسي لأنه لا يوجد بديل آخر.