
ودعت المملكة إلى التحرك العاجل لوقف المجزرة الإنسانية التي تشهدها غزة، وشددت على ضرورة فتح الممرات الإنسانية الآمنة، وإلزام دولة الاحتلال الإسرائيلي بالالتزام بالقانون الدولي.
نيابة عن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، ترأس وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، وفد المملكة المشارك في “قمة القاهرة للسلام”، أمس، التي عقدت لبحث الصراع في غزة ومحيطها، و مستقبل القضية الفلسطينية.
وشدد وزير الخارجية على أن الأحداث المأساوية الراهنة في فلسطين تتطلب تحركا عاجلا لوضع حد فوري للعمليات العسكرية، وتوفير الحماية للمدنيين، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وفقا للأعراف والقوانين الدولية، والمبادئ الإنسانية المشتركة، لافتا إلى أن وشدد على ضرورة إيجاد حل سلمي لهذه الأزمة يخرج المنطقة من دوامة العنف. تكرار وإراقة الدماء وأساس السلام العادل والشامل والمستدام.
موقف حازم
وأكد وزير الخارجية رفض المملكة القاطع لانتهاكات القانون الدولي الإنساني من أي طرف كانت وتحت أي ذريعة، معربًا عن استنكار المملكة لكافة عمليات استهداف المدنيين أينما كانوا، ومطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم بإلزام على إسرائيل أن تحترم القانون الإنساني الدولي.
وقال: “نرفض الازدواجية والانتقائية التي يمارسها البعض في المجتمع الدولي، وهنا الكلمات لا تكفي، ولكن يجب أن يكون هناك تحرك جدي، ونطالب المجتمع الدولي بالضغط على الجانب الإسرائيلي لرفع الحصار”. ووقف العمليات العسكرية التي أودت بحياة الأبرياء، والتي تهدد بعواقب غير مرغوب فيها على الأمن والاستقرار. إقليمية ودولية. كما نؤكد رفضنا القاطع لمحاولات إسرائيل تهجير الفلسطينيين قسراً”.
خيبة الامل
وأعرب الأمير فيصل بن فرحان عن خيبة أمله لعدم قدرة مجلس الأمن الدولي على اتخاذ موقف من الأزمة الحالية حتى الآن، داعيا إلى الفتح الفوري للممرات الإنسانية الآمنة، والسماح بإجلاء المصابين، وتمكين إيصال المساعدات الإغاثية والمساعدات الإنسانية. المعدات الطبية دون قيود، للتخفيف من الكارثة الإنسانية ومنع تفاقمها.
وأكد تمسك المملكة بالسلام كخيار استراتيجي، من خلال الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية ضمن حدود عام 1967، وفق قرارات الشرعية الدولية.
توقف فوري
وأكد وزير الخارجية حرص المملكة منذ اندلاع الأزمة على التشاور والتنسيق مع أشقائها وشركائها في المجتمع الدولي، معربًا عن أمله في أن تساهم هذه القمة في تحفيز التحرك الحاسم من جانب المجتمع الدولي لإيجاد حل لها. سينهي هذه الأزمة، ويفتح المجال أمام الخروج من نفق المعاناة، ويمهد الطريق لحوار جدي حول… مستقبل القضية الفلسطينية، ومناقشة سبل دعم المجتمع الدولي للسلام العادل والدائم في الأرض الفلسطينية المحتلة. المنطقة بما يحقق الأمن والرخاء للجميع، مؤكداً أن المملكة ستواصل جهودها مع كافة الشركاء للوصول إلى هذا الهدف.
وفي ختام الكلمة، قال إن الأولوية القصوى للمملكة هي الوقف الفوري للتصعيد العسكري، ووقف إراقة الدماء، وإغاثة المتضررين، من أجل تهيئة الظروف المناسبة للعمل على تحقيق السلام.
الصمت العالمي
وشدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في افتتاح القمة، على أن الإنسانية تتعرض للاختبار أمام ما يحدث في غزة الآن، وأضاف: “ندين بوضوح استهداف المدنيين المسالمين”، مشددًا على أن تصفية القضية الفلسطينية دون ولن يتم التوصل إلى حل عادل، خاصة على حساب مصر، مطالبا بوضع خارطة طريق لإنهاء المأساة الإنسانية في غزة وإحياء عملية السلام.
ويجب أن تبدأ خارطة الطريق بوقف إطلاق النار وأن تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
وقال في كامل كلمته: “نتابع بدهشة الصمت العالمي تجاه ممارسات العقاب الجماعي في غزة. وندعو إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء في غزة”، مضيفًا أن مصر تبذل جهودًا مضنية لتنسيق المساعدات الإنسانية للمحاصرين في غزة.
تصفية القضية
وشدد الرئيس المصري على أن القصف الإسرائيلي المستمر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح أعاق المساعدات، ويجب ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة بطريقة مستدامة وآمنة.
وأضاف أن تهجير الفلسطينيين يعني إنهاء القضية الفلسطينية وتصفيتها، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يرفض ترك أرضه حتى لو كان تحت الاحتلال.
وأضاف: “الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو أن يحصل الفلسطينيون على حقهم في تقرير المصير”. ولا بد من إحياء الأفق السياسي لتنفيذ حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية.
لن نغادر
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن بلاده تواجه عدواناً إسرائيلياً موجهاً ضد المدنيين في غزة، ونحذر من تداعيات سياسة تهجير الفلسطينيين.
وأكد أن دوامة العنف تتجدد باستمرار بسبب غياب العدالة وإهمال حقوق الفلسطينيين.
وأضاف أن حل الدولتين وإنهاء الاحتلال وفق جدول زمني معروف هو الحل للأزمة الحالية، وختم الرئيس الفلسطيني بالقول مكررا 3 مرات: “لن نخرج وسنبقى في أرضنا”. “
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى زيارته لمعبر رفح الحدودي أمس.
وقال إن شاحنات المساعدات تصطف على معبر رفح ولا تصل إلى غزة بسبب التناقضات. وقال إن معاناة الشعب الفلسطيني يجب أن تنتهي لأن مطالبه عادلة ومشروعة، ويجب تطبيق القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين في غزة.
العقاب الجماعي
وأشار ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى أن بلاده تتابع بألم العقاب الجماعي الذي يتعرض له المدنيون في غزة، وقال: “تأتي هذه القمة في ظل التطورات الإنسانية المأساوية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، والتي تحمل تداعيات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة والعالم أجمع”.
وأضاف: “نتابع بألم استمرار تطورات الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة والعقاب الجماعي الذي يتعرض له المدنيون”.
وتسعى القمة، التي دعا إليها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى وضع حد للحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي دخلت أسبوعها الثالث.
حضور قمة القاهرة للسلام
- 31 دولة
- 3 منظمات دولية
- قادة الإمارات وقطر والبحرين وتركيا واليونان.
- رؤساء وزراء الكويت وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وقبرص.
- وزراء خارجية المملكة سعوديوم السعودية والمغرب والنرويج ورئيس المجلس الأوروبي.
- الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
- نائب وزير خارجية روسيا.
- المبعوث الأمريكي الخاص.