
تناول الرئيس الأمريكي جو بايدن، في خطابه السنوي عن حالة الاتحاد أمام الكونجرس بمجلسيه، عدة قضايا داخلية وخارجية اليوم (الجمعة). واستغل بايدن خطابه الرابع والأخير للترويج لحملته الانتخابية والتركيز على مهاجمة منافسه الرئيس السابق دونالد ترامب في كل فرصة ممكنة.
وأكد من جديد دعم إدارته الكامل وغير المشروط لإسرائيل وحقها في ملاحقة حماس، واعتبر أن حماس تستطيع إنهاء هذا الصراع اليوم من خلال إطلاق سراح الرهائن، وإلقاء الأسلحة، وتسليم المسؤولين عن يوم 7 أكتوبر.
ودعا بايدن إسرائيل إلى تحمل المسؤولية الأساسية عن حماية المدنيين الأبرياء في غزة، مشددا على أن الحرب تسببت في خسائر في صفوف المدنيين الأبرياء أكبر من جميع الحروب السابقة في غزة مجتمعة.
ولعل ما كان ملفتاً في الخطاب الذي استمر نحو 67 دقيقة، هو أن الرئيس بايدن ذكر ترامب نحو 12 مرة، ووصفه بـ”السلفي”، وامتنع عن ذكر اسمه صراحة، حيث جاء حديثه عن ترامب حول قضايا مثل الإجهاض والهجرة وحرب أوكرانيا وغيرها. وهاجم بايدن ترامب على اعتبار أنه اعتبره “خاشعاً لروسيا، وفشلاً في التعامل مع جائحة كورونا، ومتستراً على هجوم الكابيتول”.
من جانبه، شن الرئيس السابق هجوما على بايدن في كل ما جاء في خطابه، من كلامه إلى نوبات السعال المتكررة، مرورا بحجم الوقت الذي قضاه في الحديث عن أزمة الحدود الجنوبية (الذي استغرق حوالي 40 دقيقة). بالإضافة إلى “صراخه” ونحو ذلك. من خلال منشورات المدونة ومقاطع الفيديو على منصته “Truth Social”. وقال ترامب لشبكة فوكس نيوز إنه من الواضح أن بايدن “يعاني من حالة حادة من متلازمة ترامب”. وأضاف أن بايدن “يعاني من حالة مزمنة من متلازمة اضطراب ترامب، والتي لا يمكن علاجها إلا من خلال عزله”.
وعندما سئل عن سبب شعوره بأن بايدن ذكره مرارا وتكرارا، قال ترامب: “لأنني أتقدم عليه بـ14 نقطة في استطلاعات الرأي… لقد كان غاضبا للغاية، وهذا أيضا أحد أعراض نوع معين من المشاكل”.
وافتتح بايدن خطابه السنوي بانتقاد مباشر لترامب بسبب تصريحاته التي دعا فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى غزو الدول الأخرى في حلف شمال الأطلسي إذا لم تنفق المزيد على الدفاع.
وقال: “الآن يقول سلفي الرئيس الجمهوري السابق لبوتين: افعل ما تريد. “أعتقد أن هذا أمر شائن وخطير وغير مقبول.” وأكد بايدن أن الولايات المتحدة “لن تتخلى” عن حليفتها.
وقارن بايدن مواقفه بمواقف ترامب بشأن الديمقراطية وحقوق الإجهاض والاقتصاد، وذلك خلال خطاب تابعه ملايين الأميركيين، ورأى فيه الديمقراطيون فرصة كبيرة لبايدن للضغط من أجل ولاية ثانية.
واتهم بايدن الرئيس السابق والجمهوريين بمحاولة إعادة كتابة التاريخ فيما يتعلق بأعمال الشغب في الكابيتول في 6 يناير 2021، والتي نفذها أنصار ترامب الذين كانوا يسعون إلى قلب فوز بايدن في انتخابات 2020.
وتأتي هذه التطورات بعد اكتساح ترامب للانتخابات التمهيدية يوم الثلاثاء الكبير، مما دفع آخر منافسيه في الحزب الجمهوري، حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هيلي، إلى الانسحاب من السباق.