
الجلسة الأولى من “ملتقى قراءة النص” الذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة بالتعاون مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا تحت عنوان “الخطاب الأدبي والنقدي في نادي جدة الأدبي قراءات ومراجعات في الأدب العربي” “مرحلة مكتملة”، شهدت تقديم (5) أوراق بحثية، أدارها الدكتور يوسف العارف، وبدأها الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيعي بورقة بعنوان “دورية الجذور.. من التراث”. “تحقيق في نقد التراث”، أوضح من خلاله فكرة الدورية وأهدافها، من حيث تحقيق النصوص التراثية القصيرة، ونقد أعمال المحققين، والتعريف بالتراث، وتحليله، والموقف منه. المبالغة في تقديسه والتنصل منه والنقد الموضوعي للتراث… متسائلاً: هل حققت «جدور» الأهداف المرسومة لها؟ ثم انتقلنا بعد ذلك إلى الإجابة على هذا السؤال من خلال دراسة وتحليل الأعداد الخمسة الأولى والأعداد الخمسة الأخيرة (52-56) من مجلة (جذور) قبل التحول إلى النشر الإلكتروني، مشددين على ضرورة إعداد دراسة شاملة لجميع أعداد المجلة في المستقبل.
كما شارك الدكتور حمد بن ناصر الدخيل أستاذ الأدب والنقد في بحثه “ملامح النشاط الأدبي والثقافي لنادي جدة” والذي قدم فيه جولة في منجزات جدة الأدبية، مشيراً إلى أنه أقدم نادي أدبي رسمي في المملكة سعوديوم السعودية. تأسست عام 1395هـ/1975م بناءً على طلب أدباء جدة وعلى رأسهم الشاعر محمد حسن عوض، فيما اعتبر إنجازاً مهماً في الحركة الأدبية والثقافية ليس في جدة فحسب، بل على مستوى المملكة، حيث واصل نشاطه في مختلف القنوات المتاحة، ونوع اهتماماته الأدبية والثقافية، واستفاد من التجارب الأدبية الوطنية، ومن غيرها في الوطن العربي، مورداً ثم أهم إنجازات جدة الأدبية التي حققها خلال فترة حكمه. مهنة امتدت لنصف قرن.
“”المطبوعات التي تعلمت منها.”” تحت هذا العنوان شارك الدكتور عبد الله ثقفان بورقة أشار فيها في البداية إلى أن “البحث والتحصيل عمل شاق، لكن لهما حلاوة لمن يكافح بهما بالعاطفة”. ثم انتقل بعد ذلك إلى تعداد ما تعلمه من دوريات «جدة الأدبية» الشهيرة؛ جذور وعلامات ونوافذ، من موضوعات مهمة، كنظرية الأدب في التراث العربي، البنية الوزنية من منظور تحليلي، نشوء النهضة الأدبية القديمة في نظر النقد المعاصر، التراث السردي متأثرا بالجديد الاتجاهات واللسانيات… والخطاب الأدبي، وغيرها من المواضيع التي ذكرها ثقفان في طيات ورقته.
جعل الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الحيدري أستاذ الأدب والنقد الأسبق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من افتتاحيات مجلة إشارات في النقد مسرحا لأبحاثه، وحصر دراسته في فترة محددة وهي من (2003-2016)، عازماً على استعراض الأعداد التي أصدرتها المجلة خلال هذه الفترة، وهي (35) عدداً، ورصد اتجاهاتها وأبرز الاهتمامات الثقافية التي تثيرها وتعالجها، وتتعامل معها عبر مراحل وفق رؤساء التحرير الذين أشرفوا عليهم. وتحلل الورقة محتويات الافتتاحيات وتقدم لمحات نقدية ومناقشة حول بعض الأفكار والرؤى الواردة فيها.
تناولت ورقة بحث الدكتور صلوح مصلح السريحي “قراءة في قراءة جابر عصفور… قراءة التراث النقدي – مقدمات منهجية”، مشيرة فيه إلى أن “ملتقى قراءة النص” يقف على ثلاثة مفاهيم تحمل الاستمرارية من ناحية والتجديد من ناحية أخرى، الاستمرارية التي لا يشوبها التكرار، والتجديد لا يلغي الأصالة ولا يذوب في الحداثة.
مستعرضاً ما احتفل به الملتقى، ومنه مشاركة عدد من أقطاب الأدب والنقد والفكر في الوطن العربي، وما صدر في مجلدين. وفي القسم الأول من المجلد الأول تم عرض قراءات متعددة للتراث بعنوان “نقد النقد: قراءة التراث النقدي – مقدمات منهجية” للدكتور جابر عصفور، مشيراً إلى أن هذا البحث يمثل نموذجاً لملتقى قراءة النص و التأسيس والانفتاح والبعث والإحياء وتكوين الوعي النقدي. وكان يقف على محورها بوابة حاول الدخول من خلالها للتعرف على مفهوم قراءة النص.