تجارب الشعراء الذاتية فى قصائد أمسية بيت الشعر بالشارقة.. صور – سعوديوم

نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة بالشارقة أمسية شعرية شارك فيها الشعراء أحمد عماد الدين، وروضة المطف، وماجد عبدالله، وسليمان الزعبي، بحضور الشاعر محمد عبدالله الزعبي. البريكي مديرا للمجلس.

قدمت الأمسية مريم كويس، التي أعربت عن امتنانها للدور المحوري الذي يلعبه بيت الشعر على الساحة الثقافية، لا سيما أنه يوثق مرحلة مهمة في تاريخ الشعر العربي، من خلال تسليط الضوء على العديد من النماذج الشعرية التي تستمتع بإلقاء الشعر. في جو تفاعلي، وسط جمهور يحب الشعر ويقدره. لما تشهده البيئة الثقافية من إبداع، في ظل وجود تجارب حقيقية لها طابعها الخاص، ولها القدرة على التحليق في فضاءات الجمال، مقدرين هذه الجهود التي تنمو بفضل توجيهات ودعم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والذي تمثل مبادراته أهمية. عظيم للشعر والشعراء في كل مكان.

حلقت قصائد الشعراء في فضاء الجمال، واستطاعت التأثير بشكل فعال في نفوس الجمهور، حيث ركزت القصائد على إبراز الهم الإنساني وتراكماته في الحياة، بما يتناسب مع تجارب الشعراء الشخصية، لذلك واكتمل المشهد بكلمات مضيئة حملت عطر الإبداع، إضافة إلى أن قصائدهم عبرت عن أساليبهم. وطرحوا في تناولهم لقضاياهم الأدبية أسئلة جوهرية تحاكي الواقع وكانت مليئة بالصور التعبيرية والخيال الحر. وتفاعل معها الجمهور الذي امتلأ أبيات الشعر، رغم تنوعها وتمثلها كافة الفئات المثقفة التي تقدر دور الشعر في تجميل وجه الحياة.

جزء من الأمسية الشعرية
جزء من الأمسية الشعرية

افتتح القراءات الشاعر أحمد عماد الدين الذي امتلك طاقة خيالية عالية وقدرة على ملامسة مشاعر المتلقين. قرأ أولاً قصيدة “الصمت الدائم” التي وظف فيها مشاعره بوعي. ولا يتخلى عن مثاليته التي هي أداته الوحيدة في صد سهام الظلام، وفق معادلته الشعرية الخاصة. ويقول:

سأحمي نفسي مما يشفي مرضي

أطيل الصمت فالكلام مؤجل

هناك شبح الراحل يخبرني

أنا سهم يجري في الظلام

الشعراء لا يثقلهم الموت القادم

وذلك لأن الشعر أثقل

وأكمل الشاعر أحمد عماد الدين القراءة بقصيدة أخرى بعنوان “الذاكرة” يقدم فيها مناجاته ويكشف عن دموعه، بتكثيف شعري رائع، فيقول:

الصمت ذكرى الشتاء ووحيه

والذكرى والأمل الطويل البائس

كم يشبه الثقل المعلق في السماء

في عزلة الأحبة هناك جفن مغلق

الدموع يحرسها خيال الأحباء

مثل السحابة، يحركها السحاب السائد

واستطاعت الشاعرة روضة المطف، شاعرة الأمسية الثانية، بإيقاعاتها الممزوجة بعبق الشعر، أن تستجمع معانيها الرقيقة في القصيدة الأولى التي قرأتها والتي حملت عنوان “أعظم الشعراء”. ووضعت رؤيتها الخاصة للشعر برمزية عالية:

ومن قال: أنا شاعر، فتح له

أبواب هذا المنزل هي حيث البوصلة

هناك الكثير من الشعراء عندما تحصهم

وهم القلة.. يا لها من معضلة!

قصيدة تكفي لتخليد شاعر

مر الزمن على يديه وقبلاته؟!

ثم قرأت قصيدة بعنوان “وأنت من أنت” المليئة بالمشاعر الإنسانية المتناقضة، ويسكنها زخم الحب، تقول فيها:

كل الخسائر باستثناء الحب فارغة

أوه، كم تكون الروائح سعيدة عندما يكون شخص ما ممسوسًا

من فطم القلب عن القلب الذي تعلق به

منذ أن قرع الحب جرساً في الهواء

فالنفس لا تدمن إلا إذا تعذبت

وكل حب بلا تعذيب يدرس!

وعبّر الشاعر ماجد عبدالله، شاعر الأمسية الثالثة، عن نموذجه الإبداعي، من خلال قراءاته الشعرية التي تفاعل معها الجمهور. القصيدة الأولى كانت بعنوان “هذا أنا الأمل الذي لا ينتهي” والذي يتميز بروح التفاؤل يقول فيه:

النور الذي في قلبي ووجهي مشرق

وعلى شفتي ترتعش البسمة

اطمح إلى الأعلى بقلب حالم

مثل طائر في السماء أحلق

أسير في الدنيا بغصن عزمي

متين، وباب تفاؤلي لا يغلق


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى