
يبدو أن لعبة رفع السقوف احتدمت إلى حدودها بين إسرائيل وحسن نصر الله، بعد أن أعلن الأخير اليوم (الأحد) أنه مستعد منذ 99 يوما للحرب، وأنه سيقبل ويقاتل بلا سقوف ولا ضوابط. إذا فُرضت عليه، بعد أن أعلنت إسرائيل مراراً وتكراراً عن نيتها الحقيقية لشن الحرب. على لبنان.
ولا شك أنه منذ عام 2006، اعتاد الطرفان على قواعد هذه اللعبة (رفع السقوف) وأثبتا أنهما مطلعان على أعرافها وظروفها ويدركان أصغر تفاصيلها، لكنهما في الفترة الأخيرة واجهوا المعضلة نفسها، وهي افتقارهم إلى قراءة معمقة للواقع، والمتابعة الدقيقة التي يتطلبها «فن الصراع»، لأن الفشل في تقدير الخطأ، حتى ولو كان صغيراً، قد يتحول في أي لحظة الجداول على الجميع، ليس فقط في المنطقة، بل في المنطقة أيضاً.
وإذا عدنا إلى الخطاب، فقد أكد نصر الله استعداده للحرب، وأعلن فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها في قطاع غزة لأنها لم تحقق أي نصر حقيقي بعد 100 يوم من القتل. كل ما ذكره نصرالله من إعلان فشل هذا وتجاهل ذلك وتوجيه التهديدات لم يخرج. وفي سياقها المألوف قد لا يتوقف بعض المراقبين عند هذه الأمور، لكن هناك ما يمكن أن يمنع البعض الآخر، وهو أن نصر الله كان يسعى إلى الاستثمار في جبهة البحر الأحمر ربما للتخفيف من حدة الوضع على الجبهة الجنوبية التي ظلت متوترة. احترق لمدة 100 يوم وألحق خسائر بكوادره وكسر فزاعة قوته الرادعة.