
صدرت مؤخراً دار الأدهم للنشر والتوزيع ديوان «جرد مفاجئ في مخازن الروح» للشاعر «أحمد لطفي رشوان». والديوان هو الديوان الثالث في مسيرة الشاعر الشعرية بعد ديوانه “احتفال تقليدي بالحزن التجريبي” الصادر عام 2003، و”كما تفعل الطيور في أعيادها الرسمية”. الذي صدر في عام 2019.
تتضمن المجموعة ثماني قصائد تتجاور فيها أشكال شعرية مختلفة. بين النصب والنثر، وبين الفصحى والعامية، رغم أن المجموعة يغلب عليها وجود الشعر النثري.
من قصائد الديوان:
لقد سار بي عبر خطوطه
زجاجة حزن مغلقة
فيعطيها الشيخ لمن يختاره
رفعت الغطاء دون أن أكشفه
استمع إلى ضجيج الطقطقة
واستنشقت فقاعات الغربة
غسلت قلبي بالحزن سبع مرات
تقيأ النوافذ والحطام
وكثرة المارة
وجميع الأطراف
ثم قمت بتعديل مقعدي
وحصلت على الشعر
وكما هو واضح من القصيدة، تهيمن على المجموعة أجواء تجسد مواقف مختلفة، إلا أن الشاعر استطاع أن يصفها جميعا لتجتمع لتشكل سيمفونية مبهرة من الموسيقى العذبة والمعاني الرقيقة التي تجوب النفس، كاشفة من خلال الكلمات عن معاني متعالية أراد الشاعر أن يصل إليها بالكلمات والمعاني والذكريات التي قدمها ضمن نصه فيما يمكن أن يكون… معتبراً إياه نصاً مختلفاً، فهو يقدم قصيدة النثر في شكلها الحديث، لكنه يراعيها الموسيقى الداخلية التي توفر جواً من الانسجام مع المعنى، إذ يبقى المعنى محاطاً طوال الوقت بأشكال الموسيقى التي يغمرنا بها الشاعر، وكأنه يطلقها من مصدر لا ينضب بداخله.