
تدخل الحرب في غزة وإسرائيل يومها الرابع، ولا يوجد في الأفق ما يشير إلى إمكانية وقفها، أو التوصل إلى تفاهمات تخفف من حدتها. ودعت المملكة إلى ضرورة ضبط النفس ووقف التصعيد بين الجانبين، وتلقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن. وبحث الوزيران خطورة استمرار التصعيد العسكري في غزة ومحيطها، وضرورة العمل على إيجاد السبل اللازمة لنزع فتيل التوتر.
وتحولت السجالات العالمية حول الحرب إلى جهود غربية لإثبات وقوف إيران وراء عملية “طوفان الأقصى”، لكن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومساعده أكدا عدم وجود دليل قاطع يؤكد تورط طهران، محذرا وأن أي سلوك خاطئ من جانب إسرائيل تجاهها سيقابل برد عنيف. ورغم أن الرئيس جو بايدن أمر بإرسال حاملة طائرات وسفن حربية إلى مياه البحر الأبيض المتوسط لدعم إسرائيل؛ لكن محللين في واشنطن أقروا بأن أميركا لن تكون قادرة على فعل أكثر من ذلك. وأرجعوا ذلك إلى حالة الفوضى التي يشهدها مجلس النواب الذي لم يتمكن من القيام بعمله منذ إقالة رئيسه كيفن مكارثي الأسبوع الماضي.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ وتحولت الحرب إلى كابوس، حيث اعترف جيش الاحتلال أمس بأنه لا يزال يقاتل فصائل في عدد من المستعمرات اليهودية قرب غزة. وأصبحت قضية الرهائن الإسرائيليين، الذين قدرت السلطات الإسرائيلية عددهم أمس بـ 150، بينهم 73 جنديا، صداعا مؤلما لنتنياهو، وسط مطالبات من ممثلي اليمين المتطرف في الكنيست لنتنياهو بالسماح بتدمير كل مكان في إسرائيل. غزة، حتى لو أدى ذلك إلى قتل الرهائن. كما يواجه نتنياهو أسئلة صعبة، من بينها تحديد أسباب مقتل نحو 1000 إسرائيلي في الهجوم الحالي.
وقال ممثلون إسرائيليون إنهم ينتظرون توقف القتال ليطلبوا من رئيس الوزراء إجراء تحقيق فيما وصفوه بفشل استخباراتي كبير سمح للفلسطينيين بمهاجمة إسرائيل على أراضيها. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين في الفصائل الفلسطينية قولهم: إنهم سيطلقون سراح الرهائن إذا أطلقت إسرائيل سراح جميع الأسرى الفلسطينيين من سجونها، والذين يقدر عددهم بـ 4500، لكن مصدرا نفى ذلك، مؤكدا أنه لا يوجد وقت للحديث عن تبادل الأسرى.
وقالت السلطات الصحية، أمس، إن حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة ارتفعت إلى أكثر من 560 شهيداً وأكثر من 2900 جريح، فيما فشل مجلس الأمن في إصدار بيان حول الوضع في الشرق الأوسط عقب اجتماع طارئ (الأحد). وحذر الأمين العام للجامعة سعوديوم أحمد أبو الغيط أمس من أنه ما لم يتم حل القضية الفلسطينية بشكل جذري فإن هذه الحرب لن تكون الأخيرة في المنطقة. وانتقل الصراع، أمس، بشكل أكبر إلى أراضي الجنوب اللبناني، فيما وقع اشتباك على الجبهة الشمالية، إثر تسلل مسلحين من الأراضي اللبنانية. وأعلنت الدول الغربية أمس دعمها لإسرائيل ونددت بالعملية الفلسطينية. وقال نتنياهو أمس: ردنا على حماس سيغير شكل الشرق الأوسط.