حمزة غوث.. سيرة توثق لصفحات من تاريخ الدبلوماسية السعودية – سعوديوم

صدر كتاب “حمزة غوث.. سياسي دولتين وإمارة” عن دار جداول في بيروت، للكاتب والمؤرخ السعودي محمد السيف، رئيس تحرير المجلة سعوديوم. يتناول الكتاب السيرة الذاتية للمستشار السياسي حمزة غوث. أحد أبرز مستشاري الملك عبد العزيز ومندوبه لدى الكويت وسفيره لدى العراق وإيران.

ويعد هذا الإصدار إضافة إلى فئة السير الذاتية في المكتبة سعوديوم. سبق للمؤلف أن نشر سيرتين بارزتين، أرخ فيهما سيرة عبد الله الطريقي وناصر المنقر، ليروي من خلالهما صفحات من تاريخ المملكة سعوديوم السعودية الاجتماعي والسياسي الحديث.

تتضمن السيرة الذاتية لحمزة غوث أعماله السياسية في العهد العثماني وفي إمارة الرشيد. يقع الكتاب في 700 صفحة، ويتضمن وثائق تنشر لأول مرة. ولد غوث عام 1299هـ/1882م في حي الساحة غرب المسجد النبوي، وكان مفاوضاً شهد لبنانه سواء مع الإنجليز أو مع أمراء وملوك البلاد سعوديوم، ويسجل الكتاب أكثرها محطات بارزة في رحلة غوث الدبلوماسية التي تكشف حقائق تاريخية لم تسجل من قبل.

استغرق السيف سنوات من البحث والتنقيب في كل ما يتعلق بحمزة غوث، وما نشر عنه في الصحف، وارتباطاته، وجولاته السياسية والصحفية، وارتباطها بتاريخ المنطقة سعوديوم. ويشير السيف إلى أن سيرة غوث تميزت بقرن عربي كامل، بكل تحولاته وتغيراته السياسية. مشيراً إلى أنه كان شاهداً على حدثين سياسيين مهمين، بداية القرن العشرين؛ الأول كان انهيار وانهيار الدولة العثمانية، والثاني كان نمو وصعود الدولة السعودية، وما بينهما كان انهيار إمارة الرشيد في حائل.

ويشير الكتاب إلى أنه في خضم الأحداث السياسية المتلاحقة للقرن العشرين، كان غوث شاهدا وفاعلا، منذ انضمامه كغيره من الطلائع سعوديوم المثقفة إلى جمعية الاتحاد والترقي، وعمله رئيسا لبلدية المدينة. المدينة، ورئيس تحرير صحيفة «الحجاز» التي قادها بشراسة في مواجهة صحيفة «القبلة». الناطقة باسم الثورة سعوديوم، وأرسلها الملك الحسين لملاحقته والاعتداء عليه وإصدار الأمر بإعدامه.

وبعد ذلك، وفي إطار عملية “سفر برلك”، انتقل إلى بلاد الشام، حيث انضم إلى جبهة الجهاد الإسلامي، المقاتل أحمد السنوسي، تحت راية مصطفى كمال أتاتورك، ليقوده القدر للعمل في الإمارة. من آل الرشيد في حائل مستشاراً سياسياً ومندوباً لها في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق. وما كان له، السياسي المخضرم، الذي يرى ظهور وتألق نجم “ابن سعود”، إلا أن ينتقل للعمل معه وفي ظله، وأصبح محط الآمال وموطن التطلعات لكل العرب، فكان عمله في العهد السعودي قمة العطاء والإخلاص في كل المسؤوليات والمهام التي أوكلها إلى الملك عبد العزيز، في الداخل والخارج.

يقول السيف: كان حمزة غوث اعتزازاً كبيراً بنفسه ورأيه، مما أعطاه صلابة في الرأي، مما أدى به إلى النجاح كثيراً، والتصادم في اللحظات والمناصب، وهذا ليس غريباً على من سار فوق أشواك السياسة. مشى طريقاً وعراً جداً، عاش فيه لحظات مليئة بالأمل والإحباط، والإنجازات كما النكسات، حتى ابتسم له القدر في الرياض”.


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى