خبير آثار: رمسيس الثانى سيظل علامة بارزة فى تاريخ مصر القديم – سعوديوم

نجحت البعثة الأثرية المصرية الأمريكية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة كولورادو، برئاسة الدكتور باسم جهاد والدكتورة إيفونا ترنكا، والعاملة بمنطقة الأشمونين بمحافظة المنيا، في الكشف عن الجزء العلوي من قطعة أثرية ضخمة. تمثال للملك رمسيس الثاني أثناء أعمال الحفائر التي قامت بها البعثة بالمنطقة.

وفي ضوء هذا الاكتشاف، يوضح الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة المجلس الأعلى للثقافة والتاريخ والآثار، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن رمسيس الثاني هو العامل المشترك الأكبر في كل الاكتشافات حول آثار مصر القديمة. إنه الملك الذي يربط الماضي بالحاضر. واستقبلته فرنسا عام 1976، وحظي باستقبال رسمي يليق بملك حي. حصل على جواز سفر واستقبل بالموسيقى العسكرية في مطار لو بيرجي في باريس. ثم تم نقل مومياءه إلى متحف الأنثروبولوجيا بباريس. تم اكتشاف مومياء رمسيس الثاني عام 1881م على الساحل الغربي للأقصر، ثم تم نقلها إلى المتحف المصري بالتحرير ومنه إلى متحف الحضارة.

تمثال رمسيس

ويضيف الدكتور ريحان أن تمثال رمسيس الثاني هو الأكثر شهرة في العالم. يبلغ عمر التمثال 3200 عام. وهو يصور رمسيس الثاني واقفاً. تم اكتشاف التمثال عام 1820 على يد المستكشف جيوفاني باتيستا كافيليا في “معبد ميت رهينة الكبير” بالقرب من ممفيس في مصر. منطقة ميت رهينة أو ممفيس هي تابعة لمركز ومدينة البدرشين بالجيزة. وهو الموطن الأصلي لتمثال رمسيس الثاني.

تم العثور على التمثال في ستة أجزاء منفصلة، ​​وفشلت المحاولات الأولية لربطها. ويبلغ طول التمثال 11 مترا ووزنه 80 طنا. وهي منحوتة من الجرانيت الوردي. وفي مارس 1955، أمر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بإعادة وضع التمثال في ميدان باب الحديد بالقاهرة. وهي الساحة التي تم تغيير اسمها إلى ميدان رمسيس.

تم نقل تمثال رمسيس الثاني من الميدان الذي يحمل اسمه إلى موقعه الجديد بالمتحف المصري الكبير الذي يقع في بداية طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، وذلك في 25 أغسطس 2006م، وذلك حفاظاً على التمثال. من التلوث البيئي الناتج عن حركة القطارات والسيارات. وكان وصول التمثال إلى المتحف الكبير يمثل افتتاح أعمال المتحف.

وخلال نقله، جاب تمثال رمسيس شوارع القاهرة والجيزة وسط ترحيب حار من المواطنين الذين حرصوا على رؤية التمثال أثناء سيره في القاهرة. وقطعت مسافة 30 كيلومترًا بمعدل 5 كيلومترات في الساعة، وقدرت تكلفة رحلتها بستة ملايين جنيه مصري بعد إجراء الدراسات لتحديد الطريقة الأمثل. ولتحريك التمثال، تم تحريك التمثال باستخدام الطريقة المحورية، والتي أثبتت نجاحها، حيث جعلت هذه الطريقة التمثال قابلاً للتحمل على مركز ثقله. وتم إجراء تجربة محاكاة عملية النقل باستخدام كتلة خرسانية وزنها 83 طناً للتأكد من سلامة نقل التمثال.

ظهور رمسيس الثاني

وأشار الدكتور ريحان إلى أن رمسيس الثاني تم تعيينه وليا للعهد وهو في الرابعة عشرة من عمره من قبل والده سيتي الأول، وحكم مصر في الفترة من 1279 إلى 1213 قبل الميلاد لمدة 67 عاما وشهرين. توفي عن عمر ناهز 90 أو 91 عاما، واحتفل رمسيس الثاني بالذكرى الرابعة عشرة لـ”سيد”. “وهو العيد الذي يحتفل به لأول مرة بعد ثلاثين سنة من حكم الفرعون، ثم كل ثلاث سنوات في فترة حكمه. ودفن في مقبرة بوادي الملوك؛ وتم نقل جثته فيما بعد إلى الخبيئة الملكية، حيث تم اكتشافها عام 1881م.

وهو ابن الفرعون سيتي الأول والملكة تويا. لُقب بالحاكم المشارك لوالده، حيث كان يرافق والده خلال حملاته العسكرية في النوبة والشام وليبيا. في سن الرابعة عشرة، تم تكليف رمسيس بمشاريع ترميم واسعة النطاق وبناء قصر جديد في أفاريس. تولى السلطة بعد وفاة سيتي الأول وتزوج العديد من النساء. ومن بينهم أميرات الأسرة المالكة مثل نفرتاري وإست نفرت. كما تزوج من ابنة ملك خيتا وأعطاها الاسم المصري “ماتنفرو رع”. وتولى أبناؤه الذكور مناصب مهمة في الدولة، أهمهم ابنه خعمواس. وخلفه على العرش ابنه الثالث عشر مرنبتاح من زوجته إست نفرت. وقد اختاره والده ولياً للعهد بعد وفاة خمواس.

رمسيس هو بطل حرب

ويشير الدكتور ريحان إلى أن رمسيس الثاني بدأ عهده بتوجيه اهتمامه إلى ترسيخ حكمه، فأمر بإنهاء كافة الأعمال غير المكتملة التي بدأها والده، مثل معبد أبيدوس. ثم فكر في استغلال مناجم الصحراء متبعاً سياسة والده. وفي حوالي السنة الرابعة من حكمه، ذهب في حملة إلى مشارف آسيا. ولتعزيز النفوذ المصري وتأمين الموانئ والمواصلات، عاد إلى هناك خلال عامه الخامس في السلطة، وحشد جيوشه للاشتباك مع الحيثيين، وكان ذلك في معركة قادش. وذكر أنه في عهد رمسيس الثاني بلغ عدد أفراد الجيش المصري نحو مائة ألف رجل، فكانت قوة هائلة استخدمها في تعزيز النفوذ المصري.

قاد رمسيس الثاني عدة حملات شمالًا إلى بلاد الشام، وفي معركة قادش الثانية في العام الرابع من حكمه (1274 ق.م.)، اشتبكت القوات المصرية تحت قيادته مع قوات موثاليس ملك الحيثيين، واستمرت حتى خمسة عشر عاماً، ولم يتمكن أي من الطرفين من هزيمتهم. الحفلة الاخرى.

رمسيس الثاني بطل السلام

وأضاف الدكتور ريحان أنه في العام الحادي والعشرين من حكم رمسيس الثاني (1258 قبل الميلاد)، أبرم رمسيس الثاني معاهدة بين مصر والحيثيين مع خاتوشيلي الثالث، وهي أقدم معاهدة سلام في التاريخ.

كما قاد رمسيس الثاني عدة حملات جنوب الشلال الأول إلى النوبة. أنشأ رمسيس مدينة بر رمسو في شرق الدلتا، ومن هناك أجرى معاركه مع الحيثيين. وادعى البعض أنه جعلها العاصمة الجديدة للبلاد. وهذا بالطبع غير صحيح، فعاصمة البلاد كانت في مكانها في طيبة. وكانت أعظم المعابد والآثار التي تركها وراءه موجودة هناك. تميز رمسيس الثاني في فنون القتال والحرب. وكان ماهرا في ركوب الخيل، والقتال بالسيف، والمبارزة، ورمي السهام. كان طيبًا، ذا روح أخلاقية، ومحبًا لشعبه.

آثار رمسيس الثاني

وأضاف الدكتور ريحان أن رمسيس الثاني قام في عهده ببناء عدد كبير من المباني أكبر من أي ملك مصري آخر. بدأ بإكمال المعبد الذي بدأه والده في أبيدوس، ثم بنى معبدًا صغيرًا خاصًا به بجوار معبد والده، لكنه هدم ولم يبق منه إلا أطلال، وفي الكرنك أكمله. بدأ بناء المعبد على يد جده رمسيس الأول، وكان يقيم في طيبة. الرمسيوم (أطلق علماء القرن التاسع عشر على هذا المعبد الجنائزي اسم الرمسيوم نسبة إلى رمسيس الثاني)، وهو معبد جنائزي ضخم بناه رمسيس لآمون وله، وله رأس ضخم مأخوذ من هذا المعبد و نقل إلى المتحف. بريطاني.

أنشأ رمسيس الثاني معبدي أبو سمبل، المعبد الكبير له محفور في الصخر. ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني وهو جالس، ويتجاوز ارتفاع كل تمثال 20 مترًا. كما أن المعبد الصغير المنحوت في الصخر مخصص لزوجته نفرتاري وكان مخصصًا لعبادة الإلهة حتحور إلهة الحب والتي تم تصويرها برأس. بقرة. يوجد أمام المعبد ستة تماثيل ضخمة واقفة، أربعة منها لرمسيس الثاني واثنان للملكة نفرتاري. ويصل ارتفاع التمثال إلى حوالي 10 أمتار.

ووجود كل هذه الآثار له في الجنوب يدحض ادعاء البعض بأن عاصمة الحكم في عهده كانت في الدلتا في مدينة بر رمس، لأن كل الآثار والمعابد العظيمة التي تركها وراءه كانت في جنوب مصر. مصر، حيث كانت العاصمة، كما هي طيبة، وأقام رمسيس الثاني العديد من المسلات، بما في ذلك المسلة. وهي لا تزال قائمة في معبد الأقصر، كما توجد حاليا مسلة أخرى في فرنسا في ساحة الكونكورد بباريس، والتي قام بنقلها مهندس فرنسي يدعى ليباس.


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى