
أصدر المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب، برئاسة الدكتور محمد الكحلاوي، بيانا أوضح فيه المساحة الفعلية للمسجد الأقصى ومعالمه المعمارية، وأن اسم الأقصى يشير إلى إلى كل المسجد وما أحاط به الحائط، من خلال مشاركتها في لجنة خبراء القدس التابعة للإيسيسكو، والتي قامت بتصحيح بعض الأخطاء الشائعة فيما يتعلق بتعريف المسجد الأقصى وحدوده ومحيطه. .
أكد اتحاد الآثاريين العرب أن المسجد الأقصى، بسبب عوامل تفريغ الغبار في الحفريات العشوائية أسفل المسجد، مهدد بانهياره في أي وقت بسبب زلزال بسيط أو اختراق طائرة لحاجز الصوت، وذلك من خلال دراسة علمية متكاملة على الآثار. – المسجد الأقصى للدكتور محمد الكحلاوي بعنوان “نظرة جديدة في أسس تصميم عمارة المساجد”. الأقصى” منشور في مجلة الاتحاد العام للآثاريين العرب، المجلد 23، العدد 2 – 2022.
المسجد الأقصى
وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير المكتب الإعلامي للمجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب، إن البيان أوضح أن المسجد الأقصى هو كل الأسوار المحيطة به، والطرق والبوابات المؤدية إليه، المباني المبنية على أسواره الخارجية، وجميع ساحاته المكشوفة والمباني المغطاة، وتبلغ مساحته 144 دونماً (الدونم 1000 متر مربع). ويشمل هذا التعريف ما تحت الأرض وما فوق الأرض، وقد اعتمدت اليونسكو هذا التعريف بكل تفاصيله، حيث جاء في قرار اليونسكو أن المسجد الأقصى وما حوله هو أثر إسلامي بحت.
وبذلك فهو يدحض ادعاءات سلطة الاحتلال الإسرائيلي بأن الساحات الفاصلة بين معالم المسجد الأقصى المختلفة، مثل المسجد القديم، والمسجد القبلي، ومسجد قبة الصخرة، ومسجد عمر، ومسجد الأربعين، صلاة النساء، والصلاة المروانية، وباب الرحمة والتوبة (الباب الذهبي)، وعشرات القباب التي بنيت في صحن المسجد وغيرها. من المعالم الكثيرة هي منافع عامة، ومن هذا المنطلق، لا يحق لهم اعتبارها مناطق سياحية تستغلها سلطة الاحتلال، كما لا يحق لهم اقتحامها، حيث تعتبر تدنيساً للحرمات. المسجد الحرام، وأول القبلتين، وثالث الحرمين، والموضع الذي نزل فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
وبذلك يصحح البيان الخطأ الشائع حول تقليص المسجد الأقصى إلى ما يعرف بالمسجد القبلي والجنوبي، وتسمية المسجد الأقصى بكامل المنطقة، وعدم قطع جزء منه وترك باقي أجزاءه. المسجد وكأنها لا علاقة لها بالتخطيط العام للمسجد.
وأوضح د. ريحان أن البيان صحح الكثير من المفاهيم الخاطئة القائلة بأن المسجد الأقصى بني ليلة الإسراء والمعراج. والحقيقة أن المسجد كان موقعا وليس مبنى معماريا. أما البناء المعماري الأول للمسجد فكان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب أثناء فتح القدس سنة 15هـ/636م، بإجماع المؤرخين. ولما جاء الخليفة عمر إلى القدس قال لبطريرك المدينة صفرونيوس: أعطني مكانًا أبني فيه مسجدًا. ونصحه ببنائه بالقرب من الصخرة المقدسة، علماً أن عمر بن الخطاب كان يعلم علم اليقين بوجود المسجد الأقصى كموقع وليس بناء، بحسب الآية الكريمة.
وأضاف د. ريحان أن البيان يدحض ادعاءات سلطة الاحتلال بأن المسجد الأقصى بني على بناء مزعوم. وقد دحض بعض المستشرقين أنفسهم، مثل كريسول، هذه الادعاءات. وقد اعترفت جميع الروايات التاريخية التي تعود إلى فتح القدس بأن الموقع كان خرابا مع تراكم الرمال والغبار، وأن الخليفة عمر بن الخطاب هو أول من أزال الركام من الموقع وأقام مسجده. ولم يتعدى المسلمون في القدس على أي بناء يعود إلى ما قبل الإسلام. والدليل على ذلك العهد العمري، وهو الوثيقة الأمنية التي كتبها عمر بن الخطاب لقوم إيليا (القدس) عند فتح القدس. لا يوجد أي علامة على ذلك. تشير الأدلة التاريخية إلى أن المسلمين هاجموا الكنائس والمعابد غير الإسلامية أثناء فتح القدس.
كما يصحح البيان ما تداوله البعض في الإعلانات وحتى في الندوات والمؤتمرات العلمية من صورة قبة الصخرة فقط تعبيرا عن المسجد الأقصى، ويؤكد أن المسجد الأقصى هو كامل المنطقة المذكورة، و يجب وضع الصورة الكاملة للمسجد الأقصى. ومما يدل على ذلك أن العامل الديني كان العامل الأول في تحديد بناء المسجد العمري. وفي القدس نواة المسجد الأقصى، حيث نصحه جماعة من أصحاب عمر بن الخطاب، بعد أن انتهوا من تنظيف الصخرة، أن يسير بها في اتجاه القبلة، أي أن يواجه الصخرة كواجهة. القبلة عند الصلاة. ورفض عمر بن الخطاب موضحا أن الهدف هو بناء مسجد وجعل الصخرة في نهاية المسجد.
كما حددت أوراق البردي التاريخ الحقيقي لبناء المسجد الأقصى، حيث تم العثور على رسائل متبادلة على ورق البردي بين حاكم منطقة “أفروديتو” في منطقة صعيد مصر وبين قرة بن شريك ووالي مصر في سنة 90هـ/715م، حيث تشير البردية رقم 1403 إلى نفقات الحرفيين المهرة الذين كانوا يعملون. وفي مسجد القدس كانوا ثلاثة أشخاص لمدة 12 شهرا، وكذلك البرديتين رقم 1414 و1435، كل هذا يؤكد أن الوليد بن عبد الملك هو من بنى الأقصى مسجد وليس والده عبد الملك ب مروان.