
اليوم ذكرى ميلاد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد. وهو من أهم القراء في تاريخ الإذاعة المصرية. ترك الشيخ عبد الباسط عبد الصمد مئات التسجيلات لسور القرآن الكريم. وكانت حياته الشخصية مليئة بالقصص والنوادر، منها ما تضمنه كتاب “حب الشيوخ.. قصص حب”. “زواج رجال الله” لأيمن الحكيم.
وكان الشيخ عبد الباسط، من مواليد عام 1927، هو الثالث في الترتيب بين إخوته الأربعة، وكان عمره 19 عامًا فقط عندما ذهب إلى والده يطلب منه الزواج منه. كان الزواج المبكر عادة راسخة في صعيد مصر بالنسبة للفتيات والرجال على حد سواء، لذلك رشحوا له ابنة عمه رسمية التي كانت أصغر منه سنا. وبعد ثلاث سنوات تزوجها وعاش معها في بيت العائلة بقرية المرازة، ورزقه الله منها ثلاث بنات. وكان هذا الأمر أثار قلق العائلة السعيدية التي رأت في إنجاب الذكور مصدر شرف لا غنى عنه، فاقترحوا عليه (تغيير عتبة) والزواج ممن يجلب له فخر الحياة الدنيا وزينةها. لكنه رفض رفضا قاطعا: الذرية رزق… وما آتاه الله فهو خير“.
وكان القارئ الشاب مشغولاً في ذلك الوقت بأشياء أهم من إنجاب الأطفال. لقد تخطى طموحه صعيد مصر وبدأت عيناه تتجه نحو المجد في القاهرة. وعندما انتشرت شهرته في العاصمة وبدأت الدعوات تنهمر عليه، وجد نفسه يقرأ في مسجد السيدة زينب وفي الإذاعة الرسمية. حمل طموحه وجاء ليستقر في شقة متواضعة بجوار مقام الزينبي. جاءت عائلته من الصعيد لتستقر معه، وعندما أصبحت شقته الصغيرة مزدحمة بهم، انتقل إلى شقة أكبر في المنيل، حيث رزقه الله بابنيه التوأم محمد وجمال. فانتقل إلى شقة أكثر اتساعاً في الروضة، حيث أنجبت زوجته ابنه الثالث خالد، وفي شقة الحديقة. ستي بارك الله له مع ابنه الرابع طارق، رائد شرطة ثم قارئ موهوب، ورث عن والده عذوبة صوته وأدائه..
ووصل عدد أبناء الشيخ عبد الباسط من الأولاد والبنات إلى العدد أحد عشر، أو أحد عشر كوكبا، على حد تعبير اللواء طارق، وحيث أنه لم يكن هناك شقة تتسع لهذا العدد، كان الحل هو شراء فيلا في العجوزة. وأضاف إليها مضيفة مستقلة لاستقبال وإيواء ضيوفه الدائمين من صعيد مصر، ولم يكن هذا خيارا. بل الواجب على أم محمد أن تتفرغ لإدارة شؤون البيت ورعاية الأسرة طوال النهار والليل. تستيقظ في السادسة لتحضير أطفالها للمدرسة، وفي التاسعة يجب عليها إيقاظ زوجها وإعداد إفطاره، والإشراف على مظهره قبل مغادرته. ثم تبدأ بالتحضير لوجبة الغداء، واستقبال الأطفال، ومتابعة دروسهم. وكان الشيخ يقيم حفلة في الليل، ولم تنام حتى تتأكد من عودته وتعد له العشاء، حتى لو تأخر حتى الفجر. وكان الشيخ لا يأكل إلا من يديها.