ويعتبر الشيخ مصطفى عبد الرازق أول أزهري يتولى مشيخة الجامع الأزهر. وحمل راية التنوير والإصلاح الديني. كما تولى وزارة الأوقاف 8 مرات. اليوم ذكرى وفاة الشيخ مصطفى عبد الرازق، المفكر والأديب المصري، الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم 15 فبراير، عام 1947، وُصف بأنه مبتكر الفلسفة الإسلامية في العصر الحديث. ألف العديد من الكتب، منها “مقدمة لتاريخ الفلسفة الإسلامية”، وكتاب “فيلسوف العرب والمعلم الثاني”، وغيرها.
ولد الشيخ مصطفى عبد الرازق بقرية أبو جرج بمحافظة المنيا عام 1882. نشأ في رعاية والده حسن عبد الرازق الذي كان عضوا في المجالس شبه البرلمانية التي عرفتها مصر منذ عهد الدولة العثمانية. الخديوي إسماعيل، كما أنه أحد مؤسسي جريدة الجريدة وحزب الأمة.
بدأ مصطفى عبد الرازق حياته بحفظ القرآن الكريم، وعندما بلغ العاشرة انتقل إلى القاهرة، ليلتحق بالأزهر الشريف ليحصل على العلوم الشرعية واللغوية. درس الفقه الشافعي، وعلوم البلاغة، والمنطق، والأدب، والعروض، والنحو، وغيرها. ومنذ عام 1903م بدأ يتردد على دروس الإمام محمد عبده، ليصبح فيما بعد أحد تلاميذ الإمام.
وبعد حصول الشيخ مصطفى عبد الرازق على الشهادة الدولية من الأزهر وهي درجة البكالوريوس عام 1908م، شارك في الجمعيات العلمية والأدبية، ثم سافر إلى باريس عام 1911م لإكمال دراسته العليا. التحق بجامعة السوربون لدراسة اللغة الفرنسية، ثم انتقل إلى “جامعة ليون”. لدراسة أصول الشريعة الإسلامية، عاد إلى مصر عام 1914م، بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، ليُعيَّن موظفاً في المجلس الأعلى للأزهر، ومفتشاً في المحاكم الشرعية، ثم مدرساً. حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة بالجامعة المصرية، ثم وزيراً للأوقاف مرتين، ثم عين شيخاً للأزهر خلفاً للشيخ عام 1945م..
وللشيخ مصطفى عبد الرزاق العديد من المؤلفات. وله دراسة أدبية عن البهاء زهير الشاعر المعروف، وأصدر كتابه “مقدمة في تاريخ الفلسفة الإسلامية”. كما ألف «فيلسوف العرب والمعلم الثاني» في سيرة الكندي والفارابي، وكتاب «الإمام الشافعي» الذي جاء ضمن سلسلة. أعلام الإسلام كتاب “سيرة الشيخ محمد عبده” وكتاب مذكرات مسافر وكتاب مذكرات مقيم.