ترشحت الكاتبة السعودية رجاء عالم لجائزة البوكر 2024، وقد فازت بالجائزة من قبل، وهنا نعيد نشر مقابلتها مع الجائزة العالمية للرواية سعوديوم.
متى بدأت كتابة بهبول: مكة المتعددة الكون 1945-2009 ومن أين جاءك الإلهام لها؟
وخرج باهبيل من عبارة استقبلني فيها صديق مقرب وهو خليط من العباس والجن المقيم، ويتبادلون الوحي مع الجن..
العبارة: “كنت مشغولاً بدفن عمتي. اللهم لو كان الأمر بيدي لألقيتها في البحر ولم أسمح لها بدفنها».“
هناك جسر من الإلهام يمتد من تنهيدة الندم والألم في صدر عباس.
كان ذلك في عام 2009، قبل أن أفوز بجائزة البوكر، وبقيت هذه العبارة مدفونة في صدري، تأكلني، ومنها بدأت رحلتي في عوالم مكة التي انقرضت، عوالم نسائها العظماء و الرجال والجراح الكامنة في جوهر العظمة. هذه العوالم لا تشبه أي عوالم أخرى، وفي نفس الوقت هي نفس الألم والألم. توهج الإنسان في كل مكان ومحاولته اليائسة لمواجهة المجهول اللامتناهي الذي هو الحياة، الحياة الواسعة بتعقيداتها وفرصها النادرة والوصول والخسارة، كلها تختزل في رشفة واحدة..
نساء مكة توحي بالضعف، لكن في صمودهن قوة جبارة، كائنات خلقت الفن والأدب ونبض من العدم يذكرني برعشات فرشاة الفنان فان جوخ الذي يستقبل مباشرة من المجهول اللامتناهي. هناك فعل تلقي وتلقي الوحي الذي لا يعطي شيئًا، واللامعنى هو كل معنى. خلف الألم تحولات ولمحات القيامة لا تتوقف.
هل استغرقت كتابة الرواية وقتاً طويلاً؟ أين كنت تعيش عندما أكملته؟
منذ عام 2009 لقد كنت المتلقي تحميل تحميل) من نورية التي بدأت تمدني بالأحداث والصور، خاصة بأصوات اللهجة المكية التي لم تكن جزءاً من ثقافتي. استمر هذا التنزيل والرواية شبه جاهزة منذ 2012، لكني احتفظت بها في ملفاتي في انتظار ما بدا وكأنه إذن من نورية للنشر. لم أكن أريد إحراج أولئك الذين قد يكون لديهم ذلك. الرواية تفضحهم، وربما أستطيع أن أدعي أنني نسيت وجودها، لكن فجأة، في عام 2020، وكأنني وصلتني إشارة، وجدت نفسي أفتح ذلك الملف المنسي وأراجعه مرة أخرى في ضوء البث المتجدد ..
ثماني سنوات من الكمون والصمت أعقبها هذا الخروج، إذ لم أعد أتحكم في مصير هذه الرواية أو هذه الحياة. بدأت الرواية تعيش بمفردها وتحرك خيوط مصيرها دون تدخل مني..
ست سنوات من التحميل وثماني سنوات من الصمت هي مدة حمل بابل.
هل لديك طقوس الكتابة؟
أود أن أكرر أنني أكتب وكأنني على قيد الحياة. بالنسبة لي، الكتابة هي فعل وجودي يضاف إلى كل ممارساتي. يوجد مقهى صباحي في باريس ومقهى مسائي. أجلس مع جهاز الكمبيوتر الخاص بي وأراقب الحياة من حولي، والكتابة تراقبني. الكتابة تتجسس علي وتسجل تقاريرها التي قد لا تهم أحدا وقد تصدر من وقت لآخر. ثم مذكرات أو رواية.
أكتب في القطارات على هاتفي المحمول. إن فعل الكتابة يشبه فعل التجسس على الحياة، هذه الحياة التي تسكرني في كل لحظة، وتحول اللحظة إلى أبدية من المعنى..
ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟
مشروعي هو الحياة أو العيش دائمًا وأبدًا.
هناك تحول جذري في رؤيتي، (مكة، باريس، جبال البرانس، أو شمال اسكتلندا، حيث أحب أن أعتزل). وسلبت الأماكن أسمائها والطرق المؤدية إليها، إذ لم يعد المكان بالخارج أو على خريطة محددة، بل عاد إلى الداخل..
على حد تعبير جان إيف لولو ليلوب(من صدري جاء الطير، من الطير جاء الطيران، من الطيران جاء الفضاء، ومن الفضاء جاء الحضور.
هذا الحضور أو الحضور هو أنا وكل ما يجسدني أو يدمرني على شكل كتابة أو غير ذلك.
أتساءل أحيانًا: هل بقي ما يمكن قوله في مواجهة هذا اللغز الهائل للحياة وما بعدها، أم أن الصمت أبلغ؟