
شبه الفقيه والمؤرخ العربي أبو الفرج ابن الجوزي شهر رمضان المبارك بسيدنا يوسف عليه السلام في أبناء يعقوب. قال ابن الجوزي في كتابه جنة الوعاظ ورياض السامعين: «وقد قيل: الاثني عشر شهراً مثل ولد يعقوب عليهم السلام، وشهر رمضان مثل يوسف». بين إخوته. يوسف أحب الأبناء إلى يعقوب كما أن رمضان أحب الشهور إلى علام الغيوب.
وعن فضل الشهر الكريم قال: شهر رمضان ليس كمثله في سائر الشهور، ولم فضل به أمة غير هذه الأمة في جميع العصور. فيه تغفر الذنوب، ويعظم فيه السعي، وينفر المؤمن فيه، وينصرف عنه الشيطان، ويترك فيه الثقل والذنب، ويسكن قلب المؤمن بذكر الله، لقد تنبأ بإبادتك. عن قليل من رحل عنك، شاهد لك أو عليك، داعي لخبر شقاء أو سعادة، نقصان أو زيادة، وهو ضعيف ومسؤول من رب لا يتغير ولا يزول. ويبلغ عما يحرم منك وما يقبل. فالله هو الله. وأكرم نهاره بأداء الصيام، واقطع ليله بطول البكاء والقيام، حتى تنال دار الخلود والسكينة. مع النظر إلى وجه صاحب الجلال والإكرام ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم.
ابن الجوزي هو أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد القرشي التيمي البكري. وهو فقيه حنبلي، عالم حديث، مؤرخ، عالم لاهوت. ولد وتوفي ببغداد في القرن الثاني عشر الميلادي والسادس الهجري. كان يتمتع بشهرة واسعة ومكانة كبيرة في البلاغة والوعظ والتصنيف. كما ظهر في العديد من العلوم والفنون، ويعود نسبه إلى محمد بن أبي بكر الصديق..