
وقال الشاعر محمود الحلواني، رئيس تحرير المسلسل، على غلاف الديوان: “هذه من الديوانات التي نحرص على تقديمها بين الحين والآخر، لكي نضرب عصفورين بحجر واحد”. لنضيف أعمالًا مميزة إلى إصداراتنا، ومن ثم – وهذا هو الأهم – للوصول إلى شعر المجتمع العامي المصري. نرمم، الواحد تلو الآخر، جسوره وأعمدته التي غرقت بفعل عدد من العواصف العنيفة التي عصفت به منذ فترة طويلة، تاركة الكثير منه ينبت، دون أرض نظيفة أو بقاء في الخلف!
ولأننا نعلم أن هذا الدور لا يقوم به إلا أعظم أهل الصنعة، الذين يعرفون خباياها وعمومياتها، فقد اخترنا أن نقدم في هذا العدد شاعرا كبيرا جمع فنون العامية من حوافها، واستطاع أن يشكل منها منها نسيج متجانس أثرى قصيدته وميزها، وحافظ على هويتها، ووقع اسمه. ويميزها بشكل بارز الشاعر مسعود شومان، تجربة – مثل منزل عائلي يطل على أربع زوايا.
من أجواء المكتب:
لا أستطيع تحمل اللون الأسود
لا أستطيع تحمل اللون الأبيض
أمشي وحدي كأنني خيال
اعتقدت أنني سأكون عتبة مخلصة
والحزن في القلب يعض
يا نجم، ليس لديك ما تطير به تحت الليل
كأنك خطاف مربوط بدرع فوق الرمال
انا عندي صوت حزين مثلك
حاييم هنا في وسط المباني
والحرف في الضلمة ضخم