علماء يكشفون أثر بذور الكتان في الوقاية من سرطان الثدي

في بحث علمي جديد، وجد علماء كنديون أن بذور الكتان ومركبات الليجنان الموجودة فيها قد تحمي من سرطان الثدي. كثيرًا ما يحذر الأطباء وأخصائيو التغذية من أن الأطعمة عالية المعالجة والنظام الغذائي الغني باللحوم قد يسبب السرطان. ولكن، في الوقت نفسه، بدأت الأبحاث تظهر أن هناك أطعمة يمكن أن تحمينا أيضًا من شر هذا المرض. وتناول هذا البحث على وجه التحديد سرطان الثدي الذي يصيب سنويا حوالي ربع مليون شخص ويؤدي إلى وفاة أكثر من 42 ألف شخص في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. إن الإصابة بهذا المرض الخبيث لها عوامل بيئية ووراثية، ولكن نمط الحياة والتغذية يمكن أن يكون لهما تأثير أيضًا.

وقد أظهرت الدراسات السابقة وجود علاقة بين استهلاك مركب ليفي موجود في العديد من الأطعمة النباتية وانخفاض معدل الوفيات بسرطان الثدي لدى النساء بعد انقطاع الطمث. الحديث هنا يدور عن اللينجان، وهي مركبات كيميائية توجد بشكل طبيعي في النباتات، وخاصة في بذور الكتان. لكن الأساس الجزيئي لهذه العلاقة لم يكن معروفا حتى الآن.

وفي دراسة نشرت في مجلة Microbiology Spectrum، ربما تمكن علماء من جامعة تورنتو من حل هذا اللغز. الحلقة المفقودة هنا هي ميكروبيوم الأمعاء. أجسامنا مليئة بالبكتيريا التي تلعب دورًا أساسيًا في صحتنا الجسدية والعقلية، والمعروفة باسم الميكروبيوم، والتي تتركز بشكل خاص في الأمعاء. تتغذى هذه البكتيريا على الطعام الذي نتناوله وتساعدنا على هضم المركبات التي لا يمكننا تفكيكها بمفردنا. وهي بدورها تنتج مجموعة من الجزيئات الجديدة التي ثبت أنها تلعب دورًا في أنظمة الجسم، بدءًا من شهيتنا وحتى صحتنا العقلية.

تعديل النظام الغذائي

تقول جينيفر أوشتونج، الأستاذة المساعدة في قسم علوم وتكنولوجيا الأغذية بجامعة نبراسكا، لينكولن، التي نسقت مراجعة الدراسة: “تلعب الكائنات الحية الدقيقة في الجهاز الهضمي دورًا مهمًا في تعديل العديد من مكونات نظامنا الغذائي للتأثير على صحة الإنسان”. ورقة ابحاث. من بين العديد من المهام، يساهم ميكروبيوم الأمعاء في هضم القشور الغذائية. لذلك قام فريق تورنتو بالتحقيق في كيفية تأثير المكملات الغذائية التي تحتوي على قشور بذور الكتان على الميكروبيوم لدى إناث الفئران الشابة، وكيف يمكن ربط ذلك بتطور سرطان الثدي.

وعلى وجه التحديد، وجدوا أن القشور تبدو مرتبطة بنشاط جزيئات تنظيمية صغيرة تسمى miRNAs. “لقد وجدنا ارتباطات بين الأنظمة الغذائية الغنية ببذور الكتان، وتكوين الكائنات الحية الدقيقة في القولون، وأشكال جزيئات ميرنا في الغدة الثديية التي تنظم العديد من المسارات، بما في ذلك تلك المرتبطة بتطور السرطان”، تواصل الباحثة جنيفر أوشتونج.

أفق جديد للعلاج والوقاية

في الدراسة، تبين أن قشور بذور الكتان تغير العلاقة بين الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء والـ microRNAs في الغدة الثديية، والتي تنظم الجينات المشاركة في نمو خلايا سرطان الثدي وهجرتها. تقول إيلينا كوميلي، الأستاذة في جامعة تورنتو، والتي شاركت في كتابة البحث: “إذا تم تأكيد هذه النتائج، تصبح الكائنات الحية الدقيقة هدفًا جديدًا للوقاية من سرطان الثدي من خلال التدخل الغذائي”. “هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم هذه الآليات بشكل كامل.” لكن هذه النتائج مشجعة وتفتح أفقاً جديداً لعلاج السرطان والوقاية منه في المستقبل.


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى