ولعبت الأم وما زالت تلعب دوراً محورياً في حياة أبنائها، فهي رمز العطاء والصمود ومواجهة الصعوبات. واليوم، وبمناسبة عيد الأم 21 مارس، سنسلط الضوء على أمهات الأدباء والمثقفين اللاتي قدمن أهم الروايات والكتب والأشعار التي لا تزال خالدة وتتناقلها جيل بعد جيل، وفي ما يلي: سطور سنرصد ما كتبه الكتاب عن أمهاتهم..
نجيب محفوظ
وقال نجيب محفوظ عن علاقته بوالدته: “الحقيقة أن علاقتي بوالدتي كانت أقرب من علاقتي بوالدي لأسباب كثيرة، منها أن ابني كان مشغولا ودائما خارج المنزل في العمل، بينما كنت أتواجد باستمرار مع والدتي، وكانت والدتي فاطمة أمية ولا تجيد القراءة ولا الكتابة، لكنها رغم ذلك كانت تعتبره مخزنا للثقافة الشعبية، إذ كانت تحب زيارة مرقد سيدنا الحسين وكانت ترافقني في تلك الزيارات. وكانت تطلب مني في كل زياراتي أن أقبّل المقام وأقرأ الفاتحة، وكان ذلك يبعث فيّ مشاعر الرهبنة والتبجيل. توفي والدي عام 1937، وعاشت والدته بعده سنوات عديدة. حتى تجاوز عمرها المائة عام، وتوفيت عام 1968، وهو العام الذي حصلت فيه على جائزة الدولة التقديرية.
عباس العقاد
أما عباس العقاد فكانت علاقته بوالدته قوية. كان يجلس معها تحت قدمي أمه يدلكها ويتحدث معها حتى الساعة 9 و10 مساءا ثم ينام. وعندما توفيت والدته عام 1956، جاء إلى أسوان، وأمر أفراد أسرته أن يقولوا إن غرفتها مغلقة ولا يجلس فيها أحد أو يدخل غرفتها أحد حتى جلساته المسائية، التي كانت تعقد في غرفتها، كانت وينتقل إلى الغرفة الثانية، فيجلس مع أقاربه في هذه الغرفة، ويخرج وينزل إلى الغرفة دون أن ينظر إلى غرفة والدته.
احسان عبد القدوس
عبر الكاتب الكبير الراحل إحسان عبد القدوس عن مشاعره تجاه والدته في أول يوم عمله بجوارها في مجلة روز اليوسف. إنها المرأة الشهيرة فاطمة اليوسف، التي كانت لها تجربة صحفية كبيرة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، واستطاعت أن تجمع بين العمل الجاد وواجبها كزوجة وأم. وقال إحسان عبد القدوس: “أمي لا يمكن أن تكون مثل باقي الأمهات. بدأت أراها كبيرة – كبيرة جدًا – فهي ليست مجرد أم، لكنني بدأت أتحلل من نفسي من أجل متابعتها في أنشطتها، للارتقاء إليها. لا استطيع. في كل مرة خطوت فيها خطوة، رأيت أنها أعلى مما كنت أعتقد. لقد صنعتني أمي بيديها.” كما أنها خلقت مجدها بيديها.”