
يعتقد الكثيرون أن تناول المزيد من الفيتامينات ومضادات الأكسدة أمر جيد ومفيد في كبح الخلايا السرطانية. إلا أن دراسة حديثة كشفت عكس ذلك، حيث أن هذه الفيتامينات ومضادات الأكسدة بجرعات عالية تقمع الجذور الحرة التي يعتقد أن لها دوراً في زيادة انتشار السرطان، مما يؤدي إلى زيادة بروتين معين، وهو عامل نمو الأنسجة. التي تستخدمها الخلايا السرطانية في النمو وبناء الأوعية الدموية لتتوسع وتنتشر. مما يؤدي إلى نمو سريع وكبير للورم السرطاني. والمسألة الأخرى هي أن الغالبية العظمى من الفيتامينات الموجودة في السوق يتم تصنيعها في المختبر، ولا يتم استخلاصها من الطعام.
نصيحة طبية
وأوضح الدكتور غسان بوخمسين (صيدلاني أول): يجب التأكيد هنا على أمرين أساسيين: الفيتامينات لا تسبب السرطان، أي أنها ليست سبباً في حدوثه، ولكنها تزيد الحالة سوءاً بالنسبة للمصابين به. ولذلك يجب على المصابين بالسرطان أخذ المشورة الطبية من الطبيب المختص قبل التفكير في تناول أي مكملات غذائية.
الأمر الآخر هو أن الأغلبية الساحقة من الفيتامينات الموجودة في الأسواق هي فيتامينات مصنعة وليست طبيعية، أي أنها مصنوعة معمليا، وليست مستخرجة من الطعام، لذلك يعتبرها العلماء شكلا من أشكال الفيتامينات، وليست فيتامينات. فيتامين طبيعي، ولا تعطي التأثير الفسيولوجي للفيتامين الطبيعي الموجود في الغذاء، لذا فإن أفضل شيء هو تناول الفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تأتي من مصادر طبيعية من الخضار والفواكه. الفيتامينات الغذائية هي الشكل الطبيعي للفيتامينات التي يمتصها الجسم، وتؤدي الدور الفسيولوجي المطلوب منها، ولا تسبب تسمماً أو أضراراً صحية، فهي تتواجد بنسب طبيعية ومتوازنة في الغذاء. أما مكملات الفيتامينات والمضادات الحيوية فلا داعي لتناولها من قبل الشخص السليم والخالي من الأمراض، ولكن هناك حالات طبية معينة تتطلب ذلك، ويتم تحديدها من قبل الطبيب المعالج.
الصحة الذكية
صرح المستشار الإعلامي الصحي الصيدلي صبحي الحداد، أن الفيتامينات والمعادن مهمة جداً لصحة الجسم، حيث يجب الحصول على إمدادات مستمرة منها، حيث أن هذه العناصر الغذائية تقلل من خطر الإصابة بالأمراض، بما في ذلك السكتة الدماغية والسكري والسرطان. وهذه العناصر الغذائية لها دور في حماية الصحة والوقاية. ومن الأمراض، يجب تعزيز النظام الغذائي اليومي، ليشمل مجموعة كاملة من العناصر الغذائية، وذلك دون حساب أو مخاطر تناول الفيتامينات المتعددة أو المكملات الغذائية المتعددة المعادن، مؤكدا أن النظام الغذائي الصحي الذكي، الذي يحتوي على أطعمة لذيذة وصحية، هو الحل. أفضل وأسلم طريقة لتلبية احتياجات… الجسم غني بالفيتامينات والمعادن، ومن الأطعمة التي تعتبر أفضل مصادر هذه العناصر الغذائية، على سبيل المثال، البطاطس التي تحتوي على 50% من البوتاسيوم في كل حصة مقارنة بالموز، وأفضل مصدر لفيتامين C ليس الحمضيات، بل الفلفل الأحمر الحلو.
مرض قلبي
وأشار الحداد إلى ما تم نشره مؤخراً، حيث ذكر فريق عمل الخدمات الوقائية الأمريكي أنه بعد مراجعة 84 دراسة اختبرت تأثير الفيتامينات على ما يقرب من 700 ألف شخص، تبين أنه إذا كنت بالغاً وتتمتع بصحة جيدة، فهناك لا توجد أدلة كافية على أن هناك فوائد تفوق مخاطر استخدام المكملات الغذائية والفيتامينات. للوقاية من أمراض القلب والسرطان أو إطالة العمر، وأن مخاطر استخدام “البيتا كاروتين” أكبر من فوائده. لذلك أوصى فريق العمل بضرورة التركيز على الأنشطة منخفضة المخاطر والتي لها فائدة أعلى، بعد اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، والحفاظ على وزن صحي، وتجنب التدخين، مشدداً على أهمية استشارة الطبيب أو الصيدلي عند التفكير. تناول أي مكمل غذائي. والتأكد من وجود حاجة ضرورية تستدعي استخدام هذه المكملات.
لا ضرر ولا ضرار
أكد استشاري الأورام الدكتور خليفة الملحم أن هناك دراسة من جامعة كولورادو أظهرت أن الإفراط في تناول فيتامين أ (الكاروتين) يزيد من الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين، وهناك دراسة توصلت إلى أن الإفراط في تناول فيتامين أ (الكاروتين) يزيد من الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين، وهناك دراسة توصلت إلى أن الإفراط في تناول فيتامين أ (الكاروتين) إن تناول فيتامين ب (حمض الفوليك) يزيد من فرصة تكوين الزوائد اللحمية في جدار الرحم. القولون، وهذه الزوائد قد تكون نواة لحدوث أورام القولون والمستقيم، وتبقى دراسات متفرقة ونتائجها غير دقيقة، لكن الأهم هو عدم استخدام هذه الفيتامينات والمكملات الغذائية دون استشارة طبية، وهناك تشير الدراسات إلى أهمية تناول بعض الفيتامينات للمرضى الذين سبق أن أصيبوا بالأورام، وهو عكس فكرة أن هذه الفيتامينات تسبب ذلك، ففي النهاية لا ضرر ولا ضرار.
فعالية العلاج
وقال استشاري الأورام الدكتور منير البقشي: إن الفيتامينات والمعادن الموجودة في الطعام مفيدة، والإشاعات كثيرة، ولا يوجد دور للفيتامينات كحبوب أو مكملات غذائية في نشر السرطان أو التسبب فيه. لكن السؤال هو عن دور مضادات الأكسدة، مثل الفيتامينات، في علاج السرطان بالأدوية، حيث أنها تقلل من تأثير الأدوية على فعالية العلاج، كما تشير الدراسات العلمية الحديثة.