
أصدر الروائي المخضرم فهد العتيق روايته الأخيرة (قاطع طريق مفقود) عن المؤسسة سعوديوم للدراسات والنشر في بيروت، نهاية يناير 2024.
تتناول الرواية أحداث وقصص وأسرار بيت عثمان الكبير من خلال مشاهد وحوارات يومية مشحونة بذاكرة واسعة ومؤثرة تكشف لنا هموم وتساؤلات ومصائر هذه الشخصيات. يقدمها لنا الكاتب باللغة الهادئة الممتعة التي عرف بها وقدم رواياته السابقة وكتب القصة القصيرة، وأشار العديد من الكتاب والنقاد والقراء إلى أنها لغة فنية تعتمد على التكثيف والإيجاز، البساطة، والعمق في نفس الوقت، بأسلوب البسطاء والممتنعين. اللغة الجذابة ذات انسياب عذب، مما يجعل القارئ يكمل النص بغض النظر عن موقفه من الرواية. أسلوب الكاتب فهد العتيق يميل نحو اللغة الرقيقة والمكثفة، بعيداً عن الحشو والانغماس في التفاصيل، وكأنه يترك الأمر لذكاء القارئ ليملأ الثغرات. يكتب العتيق بالشعر والإلهام، ولقصصه أجواء تشبه الأحلام، لكنه ماهر في نقل الأحلام وتطريزها فنيا بما يزيد من تصويرها وإيحاءاتها، ويبعدها عن أجواء ما قد يبدو مثل نوع من الاصطناعي.
وترتكز الرواية في فصولها الأدبية العشرين على تفاصيل الحياة اليومية والمواقف والظروف والأسئلة والأحلام التي أحاطت بهذه العائلة وشخصياتها من خلال بطل الرواية (رياض) وعائلته وأصدقائه، في فصول متتالية تعتمد على تكنولوجيا المشهد السينمائي الحديث على غرار أفلام يوسف شاهين. وجاء الكتاب في فصول تنوعت مشاهدها، منها: صندوق الذاكرة الأسود، بيت عثمان الأكبر، قاطع طريق مفقود، ثقب في جدار الزمن، الجدة، الأب، سارة، فارس، صديقي الخاتم المستعمل. ، أغنية عالقة في طريق المحطة، طريق الكويت، طريق شقراء، الليل. أيها القروي، الحياة تجدد نفسها.
كتب العتيق القصص والروايات والنصوص النقدية. أصدر 12 كتابًا في القصص والروايات. وقد عمل في قصصه ورواياته المعروفة على أحياء الرياض القديمة والحديثة والتحولات التي شهدتها هذه المدينة القديمة خلال المائة عام الماضية، خاصة في كتبه المشهورة مثل قليل من الامتثال ومسامير صغيرة، و الرواية الشعبية الكائن المؤجل، التي صدرت عام 2004 عن المؤسسة سعوديوم للدراسات في بيروت، وصدر عنها عدد من الأعداد. عدد كبير من الدراسات والمراجعات النقدية سعوديوم، ترجمتها إلى الإنجليزية الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بعنوان: الحياة في الانتظار. ثم رواية (اعتزال ملك الجاهلية) التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد عام 2016. وكتابه القصصي (ليلة ضائعة) 2018 عن دار روافد للنشر بالقاهرة، وكتاب عن أدب الأطفال. (ذاكرتي في دفتر ضائع) 2023، نشر عن دار أروى سعوديوم للنشر.
تقع الرواية في 184 صفحة متوسطة الطول، وتتميز تجربة العتيق الروائية بعمقها الإنساني وطرحها لأسئلة وجودية كبرى.