وتشهد الأسواق الشعبية المنتشرة في المحافظات المصرية، خلال هذه الأيام، إقبالاً من الأسر وربات البيوت، على تخزين ما يحتاجونه من السلع الغذائية، استعداداً لشهر رمضان المبارك، لزيادة الاستهلاك فيه، رغم الظروف الاقتصادية التي وتمر بعض الأسر بتقليص عملية الشراء بكميات كبيرة إلى حد ما. كما كانت تعمل خلال الأعوام الماضية، في ظل ارتفاع الأسعار، ما دفع البعض إلى شراء الأساسيات فقط، أو شراء ما يكفي الأسبوع الأول من شهر الصوم، لكثرة «الدعوات» العائلية.
وتشتهر الأسواق الشعبية في مصر – التي لا تزال تثبت نفسها ويتزايد زوارها يوما بعد يوم – بتوفير كافة احتياجات الشهر الكريم من الأطعمة والخضروات والفواكه. وترفع هذه الأسواق شعار «من الإبرة إلى الصاروخ». وبالإضافة إلى الاحتياجات الغذائية، فإنها توفر “زينة رمضان” وأدوات منزلية و”فوانيس رمضان” ومحلات بيع الأعشاب التي تبيع العصائر والبهارات والبطاطا والتمور وغيرها.
وتفضل الأسر المصرية هذا العام «الأسواق الشعبية» لشراء احتياجات رمضان، لأن أسعارها رخيصة، حتى لو كانت أقل بجنيه واحد من أسعار «المحلات التجارية» وسلاسل «السوبر ماركت» والمتاجر الكبرى.
وغير الفقراء ومحدودي الدخل بشكل خاص اتجاههم إلى أماكن «أهلا رمضان» التابعة لوزارة التموين في عدد من المحافظات المصرية، ومبادرة «المواطن أولا» التابعة لوزارة الداخلية المصرية، فضلا عن «سوق العبور» بمحافظة القاهرة، والعديد من منافذ البيع والمعارض المشاركة و«الموظفين». في بيع وشراء مستلزمات رمضان المنتشرة في جميع المحافظات المصرية.
ويأتي رمضان هذا العام للشعب المصري في ظروف استثنائية، مما دفع بعض الأسر إلى رفع شعار “لا للدعوات” و”ترشيد الاستهلاك”، حيث أكدت نفيسة محمود (معلمة) أن الإجراءات الاقتصادية فرضت نفسها بقوة خلال شهر رمضان. مؤكداً أن الأسواق الشعبية أصبحت هذا العام مقصد العديد من ربات البيوت نظراً لرخص أسعارها. وأضافت عبير حماد (موظفة)، أنه في ظل ارتفاع الأسعار، فضلت العديد من الأسر الشراء من الأسواق الشعبية، واتجهت إلى صناعة السلع في المنزل، مثل “الزبادي” و”الفول” للسحور بدلا من الشراء، لأنها أرخص وأكثر وفرة. وأشارت أسماء عيد (ربة منزل) إلى أنه قبل شهر رمضان، تقوم ربات المنزل بتخزين بعض المستلزمات البسيطة للشهر الكريم، لكن معظم الأسر فضلت تخزين ما يكفي لمدة أسبوع فقط، على أن يتم شراء مستلزمات الأيام المتبقية كل أسبوع أو كل ثلاثة أيام، حسب الحاجة. يحتاج.
ويشير عادل فتحي (موظف قطاع خاص) إلى أن الأسواق الشعبية «بسيطة وحنونة» وتجذب العملاء بعروضها، وأسعارها أقل من «المولات» و«السوبر ماركت»، وتتوافر فيها كافة احتياجات الأسرة وخاصة المواد الغذائية والخضروات والفواكه، ولذلك هناك شريحة كبيرة من الناس يفضلون الشراء من هذه الأسواق.
