كيف أعاد العلماء بناء وجه رمسيس الثانى وتوت عنخ آمون بعد آلاف السنين.. صور – سعوديوم

يعتبر ملوك الفراعنة مادة غنية للباحثين في الآثار والتاريخ، ويوما بعد يوم يظهر لنا ما هو جديد في عالم بناء أهم الحضارات في التاريخ وهي الحضارة المصرية التي استطاعت أن تبهر العالم العالم أجمع، ومن بين ما تم في الآونة الأخيرة محاولة إعادة بناء وجوه الشعب الذي حكم مصر. وهذا ما سنستعرضه في السطور التالية.

خضعت مومياء الملك رمسيس الثاني لدراسات علمية عديدة في مصر وأيضا في فرنسا في السبعينيات، حيث سافرت مومياء الملك رمسيس الثاني إلى فرنسا للعلاج من عدوى فطرية بجواز سفر مكتوب عليه “ملك سابق” وكان استقبله في المطار بشرف رسمي.

كما تم فحص مومياء الملك رمسيس الثاني بالأشعة المقطعية عام 2009 ضمن مشروع فحص المومياوات الملكية التابع لوزارة الآثار المصرية، والذي أنشأه عالم المصريات الدكتور زاهي حواس، وشاركت فيه الدكتورة سحر سليم أستاذ و وشارك في المؤتمر رئيس قسم الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة، وعضو اللجنة العلمية للعرض المتحفي بمتحف الحضارة بالفسطاط. مكنت الأشعة المقطعية والتقنيات المتقدمة خبيرة أشعة المومياء الدكتورة سحر سليم من فحص مومياء الملك رمسيس الثاني، إلى جانب أربعين مومياء ملكية أخرى. من خلال تصنيع آلاف المقاطع الرقيقة للمومياء الملكية المصرية القديمة وتجميعها، حصلت الدكتورة سحر على العديد من الأشعة السينية ثنائية وثلاثية الأبعاد التي أعطت الكثير من المعلومات عن المومياء، مثل العمر عند الوفاة والحالة الصحية والحالة الصحية. طريقة التحنيط. قدمت الدكتورة سحر سليم المعلومات والصور المقطعية في تصميم العرض المتحفي بقاعة المومياوات الملكية بمتحف الحضارة بالفسطاط.

استخدمت الدكتورة سحر سليم تقنية الأشعة المقطعية لمومياء الملك رمسيس الثاني لإعادة تشكيل وجه الملك خلال حياته. قامت الدكتورة سحر سليم بعمل نموذج إلكتروني ثلاثي الأبعاد لجمجمة الملك رمسيس الثاني، واستعان سليم بأحد المتخصصين في الأنثروبولوجيا الشرعية من ليفربول بإنجلترا، لتثبيت العضلات على النموذج. صورة إلكترونية لوجه الملك وتصور لوجه الملك خلال حياته.

اختارت الدكتورة سحر سليم لون البشرة والشعر والعين بناء على البيانات الأثرية والعلمية من المومياء، وباستخدام التكنولوجيا الرقمية أظهر المشروع العلمي وجه الملك وهو في الأربعين من عمره، في ذروة قوته، وتدريجيا حتى بلغ التسعين من عمره عندما توفي، وتم تسجيل المشروع. إعادة تشكيل وجه الملك رمسيس الثاني في فيلم وثائقي من إنتاج التليفزيون الوطني الفرنسي (القناة الثالثة) احتفالا بالذكرى المئوية الثانية لعلم المصريات.

الملك توت عنخ آمون

خضعت مومياء الملك توت عنخ آمون لدراسات علمية أهمها الأشعة المقطعية عام 2005، ضمن مشروع فحص المومياوات الملكية التابع لوزارة الآثار المصرية، والذي أنشأه عالم المصريات الدكتور زاهي حواس وشارك فيه د. وشاركت سحر سليم أستاذ ورئيس قسم الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة وعضو اللجنة العلمية للعرض المتحفي. وفي متحف الحضارة بالفسطاط، حيث مكنت الأشعة المقطعية والتقنيات المتقدمة خبيرة أشعة المومياء الدكتورة سحر سليم من فحص 40 مومياء ملكية، من بينها مومياء الملك توت عنخ آمون.

استطاعت الأشعة المتقدمة إنشاء العديد من المقاطع التي قامت الدكتورة سحر بتركيبها للحصول على صور ثنائية وثلاثية الأبعاد تعطي الكثير من المعلومات عن المومياء مثل العمر عند الوفاة، الجنس، الحالة الصحية، طريقة التحنيط، وشكل الوجه.

قادت الدكتورة سحر سليم مشروعا علميا لإعادة بناء وجه مومياء الملك الذهبي توت عنخ آمون، باستخدام تقنيات الأشعة والتصوير المقطعي المحوسب لجمجمة مومياء الملك توت عنخ آمون. واختارت الدكتورة سحر سليم أعضاء فريقها العلمي الذي يتكون من عالم الأنثروبولوجيا من جامعة ويسترن أونتاريو الكندية، كما وظف الدكتور أندرو نيلسون النحات الكندي المتخصص كريستيان كوربيت.

وأوضحت الدكتورة سحر سليم، في تصريحات سابقة لـ”سعوديوم”، أنه تمت طباعة النموذج ثلاثي الأبعاد لجمجمة الملك توت عنخ آمون باستخدام الذكاء الاصطناعي، ومن ثم تم بناء عضلات الوجه على النموذج باستخدام نسب الوجوه المصرية. وكانت نتيجة المشروع العلمي لاستعادة وجه الملك مذهلة، حيث تم تجسيد الملك توت عنخ آمون بملامحه المصرية النبيلة إلى العالم مرة أخرى بعد أكثر من 3000 عام مرتديا تاج معركة خاباريش.

وأضافت الدكتورة سحر سليم: هذه النتيجة في إعادة بناء وجه الملك توت عنخ آمون هي الأكثر دقة من الناحية العلمية، حيث اعتمد هذا المشروع على قياسات الوجوه المصرية، على عكس المحاولات السابقة التي استخدمت فيها قياسات وجوه الشعوب غير المصرية. تم توثيق المشروع العلمي لإعادة بناء الوجوه. وجه الملك توت عنخ آمون في فيلم وثائقي لشركة صورة، من إخراج المخرج المصري حسام أبو المجد، وبثته قناة PBS الأمريكية يوم 23 نوفمبر.

توت عنخ آمون