كيف انتهت حياة الفيلسوف اليونانى سقراط بتجرع السم؟ فى ذكرى وفاته – سعوديوم

اليوم 15 فبراير، ذكرى وفاة الفيلسوف اليوناني القديم سقراط، الذي أُعدم بشرب السم عام 399 قبل الميلاد. ويعتبر سقراط أحد مؤسسي الفلسفة الغربية، بعد أن سعت حكومة الطغاة الثلاثين إلى مطالبة سقراط وأربعة آخرين بتنفيذ حكم الإعدام الظالم على حاكم سلاميس. كما حوكم بتهمة إنكار الآلهة وإفساد أخلاق الشباب.

ولد سقراط عام 470 قبل الميلاد، وأجبره والده على العمل نحاتا عندما كان في الرابعة عشرة من عمره وتركه للمدرسة، حتى تحول سقراط لاحقا إلى اهتمامه الخاص بالفلسفة والمنطق، حيث أسس منهج الجدل الذي وقد عُرف فيما بعد باسم “المنهج السقراطي”، والذي اعترف بأنه إذا حدثت أي مشكلة، فلا بد من طرح الأسئلة، التي ستساهم الإجابة عليها في حل المشكلة.

خاض سقراط خلال حياته عددًا من المعارك ضد السفسطائيين الذين أرادوا تغيير قواعد الصواب والخطأ في المجتمع، واعتمدوا في ذلك على براعتهم في قلب الحقائق. كما حارب كل من تمسك بالخرافة والجهل وأراد نشرها في مجتمعه، ورحل عن عالمنا، ولا يوجد دليل على الشكل أو الأسباب وراء ذلك. وجاء ذلك بعد الحكم على أشهر فيلسوف يوناني بالإعدام. وقد وصف اثنان من معاصري سقراط، وهما أفلاطون وزينوفون، تلك المحاكمة بأنها من أهم المحاكمات في العصر القديم.

وكانت الاتهامات الموجهة إلى سقراط هي أن سقراط ارتكب خطأ ما، حيث رفع البصر إلى السماء وما فيها، ثم مرره تحت الخزفية، وهو يلبس الباطل حق. والتهمة الثانية هي أن سقراط كان مرتكباً للرذيلة، ويفسد الشباب، ويكفر بآلهة الدولة، وله آلهة خلقها لنفسه. خصوصاً.

ويقول أفلاطون إن تلاميذ سقراط كانوا يذهبون إليه كل يوم في السجن. قبل يوم النطق بالحكم، ويوم وفاته، ذهبنا مبكرًا. دخلنا وكان هناك زوجته، Xantepe، وابنهما الصغير. وكانت تبكي وتكرر الكلمات التي تقولها النساء عادة: آه، سقراط، هذه آخر مرة تتحدث فيها مع أصدقائك وهم يتحدثون معك! فنظر سقراط إلى كريتو وقال: يا كريتو، فليحضرها أحد إلى المنزل، فقام بعض رجال كريتو بجرها بعيدًا وهي تبكي وتضرب صدرها.

أما سقراط فجلس على الكرسي، وطوى ساقه، وبدأ يفركها، وبدأ يتعرف على الفرق بين الألم واللذة.

وبعد أن فرغ من كلامه قال له كريتون: هل لنا من تعليمات بخصوص أولادك؟ هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ فأجاب سقراط: اعتنوا بأنفسكم، فسأله كريتون: كيف تفضل أن ندفنك؟ آه، كما تريد، إذا لم أتمكن من الهروب منك. ثم ضحك بهدوء، وقال: أيها الأصدقاء، كريتو يخاطب الجثة التي سأصبحها ويسأل كيف سيدفنها. كن شجاعًا يا كريتو وادفنه بالطريقة الصحيحة.

فجاء الحارس الذي كان مكلفا بإعطائه السم الذي يشربه وقال له: يا سيدي، أنت تعرف ما عليك أن تفعل، أما أنا فلم أعرف رجلا أشرف منك في هذا المكان. ثم انفجر في البكاء وغادر. وودعه سقراط قائلاً: حظاً موفقاً. سأفعل ما تقوله. كم هو جميل هذا الإنسان منذ أن دخلت السجن، كان يزورني كل يوم ويتحدث معي. والآن، ها هو يبكي من أجلي. تعال يا كريتو، أعطني السم إذا كان جاهزًا، أو اطلب من الرجل أن يعده. لكن كريتو قال: إن الشمس لم تغرب بعد، فليكن لديك المزيد من الوقت. قال سقراط: سأحتقر نفسي يا كريتون إذا تمسكت ببضعة لحظات أخرى. تعال، أعطني السم. ثم رفع الكأس بهدوء وشرب منه.


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى