لا تعالج الجريمة.. بجريمة!

الجهل باللوائح لا يعفي من المسؤولية القانونية. من نشر ما التقطته كاميرات المراقبة لشخص ارتكب مخالفة لينشرها ويشهر بالفاعل فقد أثم بسوء فعله. معاملة الجريمة بجريمة لا يقرها النظام، ويعاقب مرتكبها لمخالفته نظام مكافحة جرائم المعلوماتية ونظام استخدام كاميرات المراقبة الأمنية.

المتحدث الأمني ​​باسم وزارة الداخلية العقيد طلال الشلهوب يحذر من تصوير ونشر الجرائم بكافة أنواعها. لأنها تعتبر مخالفة لنظام مكافحة الجرائم الإلكترونية، محذراً: «لا تعامل الجريمة بجريمة مهما كانت.. الوقاية أمان، وتصوير الجريمة ونشرها جريمة معلوماتية».

وأضاف الشلهوب: عند مشاهدة جريمة أو حدث معين وتوثيقه، يجب تقديمه إلى الجهات الأمنية، وإبلاغ رجال الأمن في مركز العمليات الأمنية (911)، وعدم نشره مطلقًا. حتى لا يندرج ذلك ضمن إثارة الرأي العام، إضافة إلى أنه يعتبر تشهيراً.

وأكد أن التوثيق لا يقتصر على التصوير فقط، بل يشمل نشر تسجيلات كاميرات المراقبة الأمنية في المتاجر والأسواق وغيرها، وهي مخالفة تطبق عليها عقوبات مخالفة نظام كاميرات المراقبة الأمنية، أسوة بالعقوبات الصادرة. في مواد الأنظمة الأخرى يتم تطبيقها.

20 ألف غرامة نشر تسجيلات الكاميرا

أكدت وزارة الداخلية أن نظام استخدام كاميرات المراقبة الأمنية يعاقب كل من ينقل أو ينشر تسجيلات الكاميرا بغرامة قدرها 20 ألف ريال، وأوضحت أنه يعاقب كل من يخالف أحكام نظام استخدام كاميرات المراقبة الأمنية بالبث أو النشر التسجيلات أو إتلاف أو تخريب معدات أنظمة كاميرات المراقبة. أمن وتسجيلات بغرامة 20 ألف ريال.

تُعرف كاميرات المراقبة الأمنية بأنها أجهزة ثابتة أو متنقلة مصممة لالتقاط الصور المتحركة. وبحسب أحكام النظام فإنه لا يشمل الكاميرات التي يضعها الأفراد داخل الوحدات والمجمعات السكنية الخاصة.

يُشار إلى أن نظام استخدام كاميرات المراقبة الأمنية يحافظ على خصوصية الأفراد، وذلك من خلال وضع قائمة بالمواقع التي يمنع فيها تركيب الكاميرات التي تتميز بالخصوصية الفردية، كما روعي عدم نقل أو استخدام أي التوثيق إلا بأمر من وزارة الداخلية أو رئاسة أمن الدولة، أو بأمر قضائي، بحسب الأحوال. لا يجوز مزاولة نشاط تصنيع أو استيراد كاميرات المراقبة الأمنية – المنصوص عليها في النظام – أو بيعها أو تركيبها أو تشغيلها أو صيانتها. إلا بعد الحصول على الموافقات اللازمة من الوزارة.

تستثنى المواقع التي تتميز بالخصوصية الفردية من تركيب كاميرات المراقبة. مثل: غرف الفحص الطبي والتنويم، وغرف العلاج الطبيعي، وغرف تغيير الملابس، والاستراحات، والصالونات والأندية النسائية، والوحدات السكنية في مرافق الإيواء السياحي، وغرف العمليات والأماكن الخاصة، وغيرها من الأماكن التي تحددها اللائحة وفقاً لأحكام اللائحة. نظام.

لا تبث فيديوهات الجريمة

حذر الخبير الأمني ​​اللواء المتقاعد مسعود العدواني من نشر فيديوهات الجرائم المرتكبة بحجة المساعدة في القبض على مرتكبيها، وأكد أن كاميرات المراقبة وضعت لأسباب أمنية وليس لنشرها على منصات التواصل الاجتماعي ل التشهير. وأكد أن نشر الجرائم قد يساعد مرتكبيها على الهروب أو الاختفاء، كما أنه قد يرشد النفوس الضعيفة إلى كيفية تنفيذها وبالتالي استخدامها في جرائم أخرى. كما أنها قد تستخدم للإساءة للوطن من قبل المتربصين بها، مطالبين بتسليم تلك المقاطع المصورة إلى الجهات المختصة للتحقق منها وضبطها. ومرتكبوها هم الدور المنشود للمواطن والمقيم دون المساهمة في زعزعة الأمن أو الإساءة للآخرين. ولا يقع التشهير إلا بأمر قضائي صريح.

السجن ينتظر المشوهين

وأكدت النيابة العامة أن التشهير بالآخرين والإضرار بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي جريمة تستحق عقوبات رادعة تصل إلى السجن لمدة عام، بالإضافة إلى غرامة مالية تصل إلى 500 ألف ريال، ومصادرة الأجهزة والبرامج والوسائل. لارتكاب الجريمة، مشيراً إلى أن التشهير بالآخرين، وإلحاق الأذى بهم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يعد جريمة معلوماتية تتطلب عقوبات جنائية رادعة. وأوضحت أن كل من حرض أو ساعد أو اتفق مع غيره على ارتكاب الجريمة المنصوص عليها يعاقب بما لا يجاوز الحد الأقصى.

قانونياً: الجهل لا يعفي من المسؤولية

حذر المستشار القانوني المحامي ماجد الأحمري من ممارسات يستهين بها الكثير من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي والأجهزة المحمولة. بما في ذلك إعادة النشر على منصات وشبكات التواصل الاجتماعي.

وأكد أن هذه الممارسات من الممكن أن تعرض مرتكبها للمساءلة باعتباره شريكاً مجرماً مع ناشر المقطع الرئيسي، حيث أن الجهل بالعقوبة لا يعفي من المسؤولية الاجتماعية والقانونية، مشدداً على أن الجهات المختصة قادرة على القبض على أي شخص يختبئ خلفها. شاشة الكمبيوتر أو الهاتف، حتى لو ارتكبها باستخدام اسم وهمي أو حساب مستعار. .

وقال: النشر على منصات التواصل الاجتماعي يخضع لعدة ضوابط قانونية. وأهمها عدم التعدي على خصوصية الآخرين من خلال نشر معلومات شخصية عن حياتهم، وحتى لو كانت هذه المعلومات صحيحة فإن ناشرها يتعرض للمساءلة. وفقا لقانون مكافحة الجرائم الإلكترونية، يتعين على أولياء الأمور توعية أبنائهم وبناتهم بضرورة الاستخدام الصحيح للهواتف المحمولة، وعدم استخدامها بطريقة غير صحيحة تعرضهم للعقوبة، حيث أن التصوير والنشر إعلامي. جريمة.

إعادة الإرسال جريمة

ونصت المادة الثالثة في فقرتها الرابعة والخامسة من نظام مكافحة الجرائم الإلكترونية على أن: “العقوبة هي الحبس مدة لا تزيد على سنة، والغرامة التي لا تزيد على 500 ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين؛ كل من ارتكب أياً من الجرائم المعلوماتية التالية: الاعتداء على الحياة الخاصة بإساءة استخدام الهواتف المحمولة المجهزة بكاميرا أو ما في حكمها، والتشهير بالآخرين، وإلحاق الأذى بهم، عبر وسائل تقنية المعلومات المختلفة.

وأوضح المحامي الأحمري أن نشر المقاطع والرسائل أو إعادة بثها يعرض صاحبها لعقوبة القانون، حيث أن إعادة بثها للإساءة أو التشهير أو التعدي على الحياة الخاصة لا يعفيه من المسؤولية القانونية.

وحذر من خطورة نشر مقاطع فيديو تظهر ارتكاب جريمة أو مخالفة، مطالبا بتسليمها إلى الجهات المختصة، وعدم بثها على منصات التواصل لأنها مخالفة للأنظمة. كما قد يتم استغلالهم من قبل ضعاف النفوس في الخارج لإهانة الوطن أو المساهمة في هروب واختفاء مرتكبيهم، فيما يساهم تسليمهم. إلى الجهات المختصة بسرعة القبض عليهم ومحاسبتهم.




مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى