
كشف المبعوث الأميركي الخاص توم باراك تفاصيل عرض قدمته واشنطن لبيروت لنزع سلاح حزب الله وتحويله إلى كيان سياسي، لكنه قوبل بالرفض بسبب الانقسام داخل الحكومة.
وقال باراك في مقال بعنوان “سوريا ولبنان: الخطوة التالية نحو السلام الشامل في الشرق الأوسط”، نشر اليوم (الاثنين) على حسابه في “X”، إن “الولايات المتحدة اقترحت خطة لمحاولة أخيرة لنزع سلاح حزب الله تدريجياً مقابل حوافز اقتصادية، لكن الحكومة اللبنانية رفضتها بسبب نفوذ الحزب داخل مجلس الوزراء”، على حد تعبيره.
الفرصة لا تزال موجودة
واعتبر أن “الفرصة لا تزال قائمة. فإذا استعادت الدولة احتكار القوة عبر الجيش اللبناني، فإن الشركاء الإقليميين جاهزون للاستثمار”. وشدد على أن نزع سلاح حزب الله ليس ضرورة أمنية لإسرائيل فحسب، بل فرصة للبنان لاستعادة سيادته وتحقيق الانتعاش الاقتصادي.
وأشار المبعوث الأميركي إلى أن واشنطن “خصصت هذا الشهر أكثر من 200 مليون دولار لدعم الجيش اللبناني، وقدمت التغطية الدبلوماسية لتحول حزب الله إلى كيان سياسي سلمي”.
وأعلن باراك أن “هذه المبادرات توقفت، فيما تتسارع بقية دول المنطقة نحو طرد عملاء إيران”، على حد قوله. وشدد على أن “الآن هو الوقت المناسب ليتخذ لبنان خطوة حاسمة نحو السلام والسيادة”.
صفقة بايدن فشلت
ورأى أن لبنان لديه الآن الفرصة لنزع سلاح حزب الله والدخول في طريق السلام. وقال: “بينما تستقر دمشق، يبقى لبنان رهينة لهيمنة ميليشيا حزب الله التي تعرقل السيادة وتمنع الاستثمار وتثير القلق الإسرائيلي”.
وأضاف أن اتفاق خفض التصعيد المبرم في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، والذي رعته إدارة الرئيس السابق جو بايدن، فشل في تحقيق السلام بسبب غياب آلية تنفيذ حقيقية، واستمرار التمويل الإيراني لحزب الله، وانقسام الحكومة اللبنانية، بحسب قوله.
شراكة إقليمية جديدة
وأوضح باراك أن يوم 13 أكتوبر 2025 شهد لحظة تاريخية في دبلوماسية الشرق الأوسط، حيث اجتمع زعماء العالم في شرم الشيخ لدعم رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطموحة المكونة من 20 نقطة لإعادة بناء المنطقة وتحقيق الرخاء المشترك ووقف الحرب في قطاع غزة.
ورأى أن «ما بدأ كهدنة في غزة تحول إلى البداية الحقيقية لشراكة إقليمية جديدة، تقوم على التعاون بدلاً من الصراع، وعلى الفرص بدلاً من الخوف».
واعتبر باراك أنه على الرغم من التقدم المحرز، فإن سوريا “لا تزال القطعة المفقودة في فسيفساء السلام في المنطقة”، على حد تعبيره.
وأشار إلى أنه مع استعادة سوريا علاقاتها مع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل وتركيا، بدأت تشكل جزءا من نظام الأمن الإقليمي.
أخبار ذات صلة






