
ولم تمنعهم الزحام والطوابير الطويلة كل عام من الركض بشكل متكرر خلال الساعات الأخيرة من الليل لرؤية هلال رمضان، ليبدأوا من جديد التوجه نحو الأسواق والمتاجر لقضاء احتياجاتهم. وازدحمت الشوارع وتكدست السيارات في صفوف كثيفة، وأطلقت أبواقها، في مشهد يتكرر سنويا.
“ليلة الشك” التي يترقبها المسلمون في صيام الشهر الفضيل، تمييز الخيط الأبيض من الخيط الأسود، هي الليلة المفضلة لدى معظم المستهلكين والتجار للتسوق حتى قرب بداية الفجر.
رصدت «عكاظ» المحلات والأسواق والمجمعات التجارية في محافظة جدة ازدحاما بالمتسوقين ثم امتلأت الشوارع بهم، لشراء مستلزماتهم الغذائية التي كانت أكثر السلع مبيعا وأهمها التمور بجميع أنواعها، واللحوم، والخضروات، والفواكه، والحليب بمختلف أنواعه وأحجامه.
وقال صالح الزين (تاجر): «كل عائلة لديها قائمة بجميع مستلزمات شهر رمضان، يشترونها حتى نهاية الشهر، وأعتقد أن هذه مشكلة كبيرة؛ لأننا نشتري احتياجات الشهر بأكمله في يوم واحد؛ والسبب في ذلك هو غياب ثقافة التسوق لدى الكثيرين في المجتمع”.
وأضاف: «لو اشترى الجميع احتياجاتهم لمدة أسبوع واحد فقط، لما تسببنا في الزحام بالشكل الذي هو عليه الآن. والغريب أن كل الاحتياجات متوفرة في المحلات التجارية الصغيرة المجاورة للمنازل، ويمكنك الشراء منها، لكن ثقافة الذهاب إلى المولات مع العائلة لا يمكن الاستغناء عنها». وعلى الرغم من أنها تكلف الكثير، إلا أننا نشتري أشياء لا نحتاجها كثيرًا، ولكن من عادة شرائها”.
وقال علي الغامدي (مسؤول مبيعات في أحد المولات): «الازدحام الذي يشهده المركز قبل ساعات من شهر رمضان يجبر إدارة المركز على تكليف بعض الموظفين بالحضور لهم خارج أوقات دوامهم الرسمية ليتمكن الجميع من الوفاء احتياجاتهم في أسرع وقت ممكن. ومع ذلك، لم نتمكن من الحد من الازدحام. بالإضافة إلى الأخطاء التي تحدث في الحسابات بسبب ذلك.
وذكر: «لا شك أن هذا الازدحام الكبير يقابله زيادة في حجم مبيعات السلع، خاصة المواد الغذائية، وفي مقدمتها بالطبع البضائع المصنفة برمضان أو التي يكثر الطلب على شرائها خلال شهر رمضان». الشهر الكريم، من تمر وعصائر وقمر الدين وحلويات».