مجزرة الطحين في غزة.. روايات إسرائيلية متناقضة وغضبة دولية

تأكيدا لحالة الهستيريا في صفوف قوات الاحتلال، تضاربت الروايات الإسرائيلية حول المجزرة التي استهدفت مدنيين يبحثون عن إغاثة لسد احتياجاتهم في دوار نابلس شمال غزة اليوم (الخميس)، والتي تسببت في استشهاد أكثر من 109 شهيد شخصاً، وإصابة أكثر من ألف فلسطيني.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن مئات الفلسطينيين اقتربوا من قواتنا أثناء تلقيهم مساعدات شمال غزة، ورد الجنود بإطلاق النار، موضحا أن تحقيقا يجري في الحادثة التي وقعت على دوار نابلس.

بينما وصف متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مقتل فلسطينيين أثناء توزيع المساعدات قرب مدينة غزة اليوم (الخميس) بـ”المأساة”، قال إن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الوفيات نتجت عن اندفاع سائقي توصيل المساعدات وسط الحشد المتزايد، بدعوى أن واحتشد الناس حول الشاحنات والأشخاص الذين قادوا الشاحنات، وهم سائقون مدنيون من غزة، وسط الحشود، مما أدى في النهاية إلى مقتل العشرات من الأشخاص.

وصف وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن جفير، جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين أطلقوا النار على تجمع للمدنيين الفلسطينيين في شارع الرشيد، بـ”الأبطال”، بحسب ما نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن الوزير المتطرف. : “علينا أن ندعم مقاتلينا الأبطال العاملين في غزة وسلوكهم الممتاز ضد… مجموعة من الغوغاء حاولت إيذائهم”.

وأضاف بن جفير أن نقل المساعدات إلى غزة يضر بجنودنا ويعتبر بمثابة الأكسجين لحماس.

من ناحية أخرى، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، إن الحركة تؤكد للإدارة الأمريكية والوسطاء أن المفاوضات ليست عملية مفتوحة، موضحا أن الحركة لن تسمح بمسار المفاوضات من خلال والتي نسعى لإنهاء المعاناة الإنسانية لشعبنا، والتي سببها الاحتلال، لتكون غطاءً لاستمرار العدو في جرائمه بحق شعبنا. في قطاع غزة.

وتصاعدت الإدانات الدولية للمجزرة، وقالت نائبة رئيس الوزراء البلجيكي بيترا دي سوتر إنها شعرت بالفزع من مجزرة اليوم التي راح ضحيتها أكثر من 109 فلسطينيين في قطاع غزة، وأضافت: إن مقتل الأشخاص الذين كانوا يصطفون لتلقي المساعدات هو جريمة قتل. انتهاك صارخ للقانون الدولي والتدابير المؤقتة لمحكمة العدل.

بدوره، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: إن الحادث الذي وقع شمال غزة خطير ونحن ندرس التقارير، مضيفًا: حادث اليوم يؤكد أهمية توسيع تدفق المساعدات إلى غزة.

وأشار إلى أن الوضع الإنساني في غزة يتدهور، حيث يحاول الأبرياء إطعام أسرهم. ونحن نعمل على مدار الساعة لتحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار.

وفي السياق نفسه، توقع الرئيس الأميركي جو بايدن وقف إطلاق النار في غزة الاثنين، مؤكدا أن حادثة المساعدات الغذائية في غزة اليوم ستعقد المفاوضات بشأن الرهائن.

من جانبه، أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أن الهجوم البري الذي تستعد له إسرائيل على مدينة رفح في قطاع غزة، سينتهك قرار أعلى محكمة في الأمم المتحدة.

وقال تورك: “لا أرى كيف يمكن أن تتوافق مثل هذه العملية مع الإجراءات التقييدية المؤقتة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية”، موضحا أن خطة إسرائيل لشن هجوم بري على رفح من شأنها أن تعطي بعدا جديدا للكابوس الذي يعيشه قطاع غزة. سكان غزة.

ولم تمض سوى ساعات على المجزرة قبل أن تبدأ تداعياتها داخل فلسطين. وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن إسرائيليين قتلا في إطلاق نار قرب مستوطنة إيلي جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية.

وتضاربت الأنباء حول عدد منفذي العملية. وقالت الإذاعة نفسها إن شخصا واحدا فقط نفذ عملية إطلاق النار، وهو من سكان قلنديا القريبة من مدينة القدس، فيما أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية أخرى أن خلية مكونة من 3 مسلحين نفذت عملية إطلاق النار في المستوطنة.

من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن الجيش فعّل التحذيرات في مستوطنة إيلي بسبب مخاوف من تسلل شخص آخر أحد منفذي العملية بعد انسحابه من المكان.




مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى