
اقترب العدوان الإسرائيلي على غزة من نهاية شهره الثاني، مع تجدد الغارات العنيفة بالطائرات الحربية والأحزمة النارية والقصف المدفعي الغاشم على جنوب القطاع، خاصة منطقة خان يونس التي تتعرض للتدمير، ما أدى إلى إصابة العشرات من المدنيين. قتلى وجرحى، وتحويل البنية التحتية إلى أكوام من الركام بهدف تفريغها. بالكامل من سكانها للتهجير القسري.
وفي هذا السياق، اعتبر الخبير الاستراتيجي اللواء سمير فرج أن مخططات إسرائيل لتدمير غزة أصبحت مكشوفة، وتتمحور حول تهجير سكان قطاع غزة وإنهاء القضية الفلسطينية وتصفيتها، مؤكدا أن هذه الخطة رفضتها الحكومة المصرية و الناس لأنه يساهم في التصفية النهائية للقضية. وجدد التأكيد على موقف مصر الثابت والداعم لقضية الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه وأرضه، رغم استمرار حكومة الاحتلال في تنفيذ خطتها لإخلاء ساحات قطاع غزة وتهجير سكانه، واصفًا إياه بالتهجير القسري. السياسة التي تنتهجها إسرائيل حاليا باعتبارها “جريمة حرب”.
واستنكر اللواء فرج في تعليق لـ “عكاظ”، استئناف قوات الاحتلال القصف العنيف ضد المدنيين بعد الهدنة الأخيرة، مؤكدا أن ما يحدث في مدن غزة يعد انتهاكا صارخا للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية. وتوقع المزيد من الهجمات على قطاع غزة، مما يزيد القلق بشأن الصعوبات الحياتية التي يمكن أن تحدث في جنوب غزة، حيث يريد الفلسطينيون مغادرة قطاع غزة دون أمل في العودة.
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن إسرائيل تنفذ “استراتيجية الجحيم” في غزة بدعوى قدرتها على الوصول إلى عناصر حماس وتحويل القطاع إلى مكان لا يمكن العيش فيه في ظل القصف المستمر وسياسة الحصار والتجويع. ودفع السكان للهجرة جنوباً نحو الحدود المصرية، وهو ما يسبب اضطرابات دولية. وإقليميا، في ظل رفض دولي قاطع لسياسة التهجير، محذرا من أن توسيع عملياتها العسكرية في قطاع غزة سيؤدي في النهاية إلى مزيد من القتل والإصابات بين الأبرياء، كما سيؤدي إلى توترات إقليمية ودولية واسعة النطاق.