
ومع تحرك الحكومة المصرية لتقنين الواردات وضبطها ضمن إجراءات احتواء أزمة شح الدولار، قفزت أسعار جميع الأجهزة الكهربائية بنسب كبيرة خلال الفترة الماضية، لتتجاوز مستوى 250% في بعض الأجهزة.
وكشف تجار في مصر عن تراجع كبير في إجمالي المبيعات. بسبب الارتفاع غير المسبوق في الأسعار.
وقال محمود سليم، صاحب أحد المتاجر: «تراجعت المبيعات بنسبة تزيد عن 50% خلال الفترة الماضية. وفي المقابل ارتفعت أسعار كافة الأجهزة بنسبة تزيد عن 200%، وكل تاجر يتعامل بأسعار جديدة كل ساعة وليس كل يوم”.
وأشار في حديثه لـ”سعوديوم.نت” إلى أن السوق يعاني من نقص كبير في منتجات بعض الشركات ويعتمد على المخزون، وبالتالي التاجر الكبير هو من يحدد السعر وليس الشركة المنتجة.
وفي تصريحات حديثة، قال رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية بالغرفة التجارية بالقاهرة، جورج زكريا: “تنقسم الأجهزة الكهربائية إلى قسمين، أجهزة صغيرة وأساسية، والتاجر يتعامل مع الأجهزة الصغيرة كأنها تحمل مكاسب كبيرة، حتى لو قدم خصمًا على أسعارها.
أما بالنسبة للسلع والأجهزة الأساسية فإن التاجر يبذل عليها جهداً كبيراً سواء في شرائها أو تخزينها أو نقلها، ولذلك يعتبرها باهظة الثمن ولا تحقق له حجم المكاسب التي يمكن تحقيقها من الأجهزة الصغيرة . وأشار إلى أن الأجهزة الصغيرة شهدت ارتفاعا في أسعارها خلال العامين الماضيين بنسب تراوحت بين 200 و250%.
وذكر أن السوق المصري مر بمراحل عديدة خلال العامين الماضيين، وحدث طفرة في سعر الصرف، ومع ارتفاع أسعار صرف الدولار مقابل الجنيه، كانت الشركات تتسابق على زيادة الأسعار، حتى وأصبحت الأسعار عبئا على المستهلك.
وأضاف: “بدأت الأمور تهدأ بالنسبة لسعر الصرف، وما سبب الأزمة الكبيرة في أسعار الأجهزة هو أكثر من أمر: أولا: القادمون إلى مصر من الدول سعوديوم، حيث اشتروا الأجهزة وادخروا لأولادهم”. وكل ذلك يشكل عبئا على السوق.
وتابع: “هناك أجهزة في السوق وأخرى يتم طرحها ببطء شديد لأن متطلبات الإنتاج قليلة، وهناك صعوبة في الاستيراد. المشكلة هي المستهلك الذي يصر على شراء جهاز معين ولا يقبل شراء أجهزة بديلة”.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن إجراءات الرقابة على الواردات المصرية أدت إلى تراجع كبير في واردات السلع الاستهلاكية المعمرة، حيث شهدت الواردات المصرية من السلع الاستهلاكية تراجعا بنسبة 35.3%.
ووفقا للبيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، تراجعت الواردات المصرية من السلع الاستهلاكية المعمرة إلى نحو 2.255 مليار دولار خلال التسعة أشهر الأولى من العام الماضي، مقارنة بنحو 3.490 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام قبل الماضي. بانخفاض قدره 1.235 دولار. مليار دولار.