
في الوقت الذي اشتكى فيه عدد من المواطنين والسائحين من رفض عدد من المتاجر استخدام بطاقات الائتمان وتحديد آلية دفع محددة لا تشمل كافة طرق الدفع ومنها الدفع عن طريق الفيزا والماستر كارد والتي تعتبر الأكثر انتشارا وقبولا طرق الدفع الدولية حول العالم أكد المتحدث الرسمي لوزارة التجارة عبدالرحمن الحسين لـ«الوطن» أنه في حال وجود ملصق عند مدخل المتجر أو بجانب أمين الصندوق يحمل شعارات بطاقات الائتمان، فإن المتجر يلتزم بقبول الدفع عن طريق بطاقة الائتمان، ولكن في حالة عدم وجود هذا الملصق، فإن المتجر غير ملزم بقبول بطاقات الائتمان.
يشكل رفض العديد من المتاجر، بما فيها محطات البنزين، قبول الدفع عن طريق الفيزا، مشقة للعديد من زوار المملكة الذين يستخدمون الطرق البرية، حيث يتسبب رفض محطات البنزين لبطاقات الائتمان في تعطيل المستخدمين، مما يضطرهم إلى دخول المتاجر القريبة من المحطة لسحب المبلغ من البطاقة واستلامه نقداً لاستخدامه في الدفع.
مشاكل اقتصادية
وقال عدد من المواطنين لـ«الوطن» إن رفض المحال التجارية والمتاجر التعامل بالبطاقات الائتمانية أدى إلى تعطل أعمالهم لاقتصار تعاملاتهم المالية على هذه البطاقات. وطالب حسين محمد اليامي وعلي المنصور وسالم السالم الجهات المسؤولة والبنك المركزي السعودي والبنوك السعودية بحل المشكلة، حيث يرفض التاجر التعامل مع الفيزا والماستر كارد. لتأخير التحصيل المالي وفرض رسوم على التاجر، فهو يقبل بطاقات مدى لأنها خالية من الرسوم وتدخل إلى حسابه مباشرة، كما أن نسبة كبيرة من المواطنين والمواطنات يستخدمون بطاقة الفيزا والماستر كارد في التعاملات المالية داخل وخارج السعودية وفي التعاملات الرقمية عبر المواقع الإلكترونية، حيث طورت الدولة التعامل المالي الإلكتروني لتسهيل استخدام البيع والشراء عبر بطاقات الائتمان لحماية حساباتهم الشخصية من الاحتيال واستخدام البطاقات بطريقة آمنة. المعاملات الآمنة
وتأتي المطالبة بإلزام جميع نقاط البيع بقبول بطاقات الائتمان في وقت توسعت فيه الجهات الحكومية لتنويع طرق الدفع وتسهيل طرق الدفع عبر كافة الطرق لأتمتة المدفوعات والتحكم في مصادر الدخل ومحاربة الفساد المالي والإداري وتغطية وجميع الممارسات السلبية التي أثرت على الاقتصاد. ومع هذا الاتجاه، انخفض استخدام الأوراق. النقد وزيادة الاعتماد على الدفع عبر أنظمة الدفع الجديدة عبر بطاقات الصراف الآلي وبطاقات الائتمان وطرق الدفع اللاتلامسية عبر تطبيقات الدفع الإلكتروني مما يسهل المعاملات المالية للمواطنين والمقيمين والسياح.
معاناة السياح
رفض بطاقات الائتمان يسبب معاناة للسياح، حيث أن الكثير من السياح القادمين من دول الخليج، أو السياح الدوليين، لا يملكون وسائل دفع إلكترونية غير بطاقات الائتمان، ويضطرون للتعامل بالدفع النقدي بسبب رفض التعامل بالبطاقة الائتمانية مما يؤثر سلباً على حركة السياحة المحلية التي انتعشت بشكل ملحوظ. وكانت ملحوظة خلال الفترة الأخيرة في عدد من مناطق المملكة، وعلى مدار العام.
معدلات خصم عالية
ويبرر مهدي صالح اليامي، صاحب متجر، رفض بعض المتاجر الدفع بالبطاقات الائتمانية، بالقول إن التاجر لديه نسبة عالية من رسوم الفيزا والماستر كارد، والمشكلة أن هذه البطاقات تتقاضى رسوما تصل إلى 2.5% والتي تنقسم إلى 3 أطراف: شركة فيزا أو ماستركارد، ومصدر البطاقة وهو البنك. وأضافت الشركة الوسيطة، أن الدفع عن طريق بطاقات الائتمان ينعكس على أرباح التاجر، خاصة في البضائع ذات هامش الربح المنخفض، حيث تصل تكلفة المعاملة في بعض الأحيان إلى أكثر من هامش الربح.
وأوضح ساري عزيز، صاحب محل للهواتف المحمولة، أن العقد الموقع بين البنك والمتاجر قد يشمل قبول المتاجر لجميع بطاقات الائتمان، أو قد يقتصر على بطاقات مدى، لافتاً إلى أن تفعيل خدمة البطاقة الائتمانية فنياً يعتمد على بناء على طلب التاجر.
نمو قطاع المدفوعات
شهد قطاع المدفوعات في المملكة نمواً نوعياً خلال الأعوام الماضية، ومن المتوقع أن يستمر في النمو بمعدل سنوي مركب 15.4% خلال الفترة ما بين 2022-2027، حيث أطلقت المملكة العديد من المبادرات التي ساهمت في تعزيز المدفوعات الرقمية، بما في ذلك تمكين طرق جديدة لقبول المدفوعات، وإطلاق خدمات الدفع عبر الأجهزة المحمولة، مثل “Apple Pay” و”Mada Pay”، واعتماد أجهزة نقاط البيع لمنافذ البيع بالتجزئة، بالإضافة إلى اعتماد عدد من خدمات القيمة المضافة . وتشمل هذه الخدمات الدفع باستخدام التكنولوجيا البيومترية والأجهزة المستقلة والحلول. فريدة من نوعها مخصصة لقطاعات محددة مثل الضيافة والطيران والسياحة.
إجمالي المبالغ المدفوعة بواسطة البطاقات الائتمانية في المملكة “بملايين الريالات”