مهرجان الكتّاب والقرّاء يعيد الحياة والجمهور للثقافة والأدب !

بمشاركة كتاب ونقاد وصناع سينمائيين ومترجمين من مصر والعراق وتونس والكويت وسلطنة عمان بالإضافة إلى كتاب ونقاد سعوديين، قدم البرنامج الثقافي في مهرجان الكتاب والقراء في نسخته الثانية بخميس مشيط وعودة الحياة والجمهور إلى المسرح، حيث شهد البرنامج الثقافي (المنصة والرقمية) المصاحب للمهرجان حضوراً لافتاً وحوارات ثقافية. جادة في الفن والأدب، الجوائز، الشعر الشعبي والسينما، في شقة المنبري، ومنوعة في البرنامج الرقمي المصاحب للمهرجان، حيث تم تسجيل العديد من الحلقات حول مواضيع أدبية وثقافية مختلفة في أدب الأطفال، الترجمة، الشعر والأدب بشكل عام.

الطبيعة وصناعة السرد

وشهدت جلسات برنامج المنبري الثقافي حضورا لافتا، حيث تحدث في الجلسة الأولى مجاب العدواني، وسعود الصعيدي، وحسن العامر، وأدارها أحمد المرعي. وكان عن تأثير الطبيعة على صناعة السرد السعودي، حيث أكد مجاب العدواني أن الطبيعة كانت مصدراً للاهتمام بالأدب، وأن هناك علاقة بين… القصيدة الجاهلية من جهة، والرواية سعوديوم من جهة أخرى، وهناك حضور للطبيعة من الصحراء والجبال والبحر والقرية في الروايات السعودية. وأشار إلى أن هناك العديد من الدراسات التي درست علاقة الطبيعة بمكونات البيئة الأخرى ضمن المكون الأدبي أو الشعري، فيما رأى سعود الساعدي أن منطقة عسير قد تكون من أفضل الأماكن في هذا الصدد، لأنها تضم المكان الطبيعي بمعالمه الجميلة الواضحة والبارزة في الأدب. وأضاف: في خلق الروايات هناك آفاق أوسع للطبيعة. فهناك آفاق ذات طبيعة جبلية، وبحرية، وصحراوية، وسهلية. هذه هي الآفاق التي تدخلنا في عالم السرد. ثم ندخل من المكان الطبيعي إلى المكان الثقافي، وكيف ينقل الكاتب هذا المكان إلى السرد.

أما حسن العامر فأكد أن الطبيعة الجميلة كانت أكثر شيوعا بين الشعراء في قصائدهم من الروايات، وأن البيئة بما فيها التراث والفنون والحياة لها تأثير كبير على الأعمال الأدبية. وأشار إلى أن حضور القرية في الأعمال الأدبية انعكس في اللغة والفكرة. ورأى العامر أن القرية ستختفي من الأعمال الأدبية بعد 20 عاما. بسبب تحول القرى إلى مدن.

الأدب والجوائز

أما الندوة الثانية التي تحدث فيها الشاعر محمد إبراهيم يعقوب والروائي العماني زهران القاسمي وأدارها إبراهيم مدوح، فقد تناولت تأثير الجوائز على أعمال الأدباء من النواحي الإبداعية والتسويقية وارتباطها بالأدب والحداثة. الكاتب وأثرها الإيجابي على الإنتاج الأدبي. وشدد القاسمي فيه على أن الجوائز تختلف باختلاف المنصات المتعددة، فبعضها موجه لأعمال كاملة، وبعضها موجه لأعمال متنوعة.

وأضاف: الحالة النفسية للكاتب مع الجائزة إما أن تحد من إبداعه أو تقلل من عزيمته. لذلك يجب على الكاتب الأدبي ألا يقارن أعماله السابقة بالقادمة، فهذا ما يضعه في منطقة توتر دائمة. وأكد القاسمي أن لغة الشعر مكنته من وصف المشهد الروائي، وأنه كتب وما زال يكتب الشعر والروايات، لكن لم يطغى أحدهما على الآخر، ولم تتداخل لغته الشعرية في السرد الروائي.

أما الشاعر محمد يعقوب فأكد على أهمية النقد للمبدع الحقيقي. لأنه يحدد بعض النصوص ويأخذ بيد بعض الكتاب. وأضاف: في الماضي كان الناقد والشاعر يعملان معاً بالتوازي، أما الآن فقد اختفى الناقد، وحلت محله الجوائز التي تعتبر بديلاً أفضل للشاعر للتعريف بنفسه. ويرى يعقوب أن الجوائز ليست تأكيدًا حقيقيًا للشعر من عدمه، لكنها مهمة في تحقيق الشهرة والانتشار.

وأعادت الندوة الثالثة إلى الأذهان الأدباء الراحلين في منطقة عسير بفيلم وثائقي تم فيه عرض أبرز الأحداث عن ثمانية أدباء من المنطقة في مقدمتهم المغفور له يحيى المعلمي، محمد بن حميد، أحمد مطاعن، عبدالله الزمزمي، محمد علي علوان، ومحمد زايد الألمعي، بالإضافة إلى سعد بن جدلان وعلي بن عبد الله الايثوابي (ابن خبية). فيما تحدث ضيوف ندوة «أدب الراحل» أحمد عسيري، وغازي الألمعي، وعلي فاي، وأدارها يحيى العلقمي، عن علي آل عمر العسيري، يحيى بن إبراهيم الألمعي، ومحمد بن علي البريدي.

بدأ أحمد عسيري الندوة بالتأكيد على أن علي العمر كان شديد الحساسية وورث قلق الخالق وتوتر المعاناة. ونفى عسيري أن يكون العمر نرجسيا، لكنه يقدر نفسه ويكتفي بالكتابة للناس. بينما ذكر غازي الألمعي أن والده يحيى بن إبراهيم الألمعي كان متنوعا في اهتماماته، وأن شعره كان مرتبطا بالواقع، وأن بدايته كانت بقصيدة ألقاها وهو في العشرين من عمره.

أما محمد بن علي البريدي، فأكد علي فايع أنه كان بريئا من الباطل، مسلحا بالقلم، وأنه لم يمت. ولأنه لم يكرر نفسه، كانت كتاباته منفتحة وحيوية، ولم تكن مقالاته مقالات شعبوية رغم أنه كان يكتب عمودا يوميا، وطالب فاي عائلة البريدي بنشر مقالات محمد وأرشيفه المكتوب للمهتمين ومن سيفعل ذلك. ترغب في طباعتها. لأنه يعلم أنها محفوظة ومرتبة وجاهزة للنشر.

الكتاب وصانعي الأفلام

وفي ندوة حول الأدب والفن، انقسم المتحدثون إلى فريقين. ومثل فريق الأدب شتيوي الغيثي، وأحمد العياد، وفراس الماضي، فيما مثل فريق السينما كل من عبد العزيز المزيني، وهناء العمير، ومها سلطان. وتحولت هذه الندوة إلى مناظرة كان القاضي فيها محمد بازيد.

الخرافات والحكايات الشعبية

في الندوة الحوارية حول دور الأساطير والحكايات الشعبية في تشكيل الوعي الجمعي، شارك فيها الناقد والمفكر العراقي الدكتور عبد الله إبراهيم، والكاتب عاصم التخيس، والمخرج المسرحي والكاتب أحمد الصرعاوي، وهي وأدارها مشعل الشمري.




مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى