
ورغم الاضطرابات العالمية وما يعانيه الاقتصاد العالمي، واصلت ميزانية المملكة للعام الثالث على التوالي تسجيل قيمة تريليونية، بإيرادات بلغت 1.17 تريليون ريال، مع تقديرات نمو بين 4.7% و7.4% بين عامي 2025 و2025 2026، حيث تشير تقديرات الموازنة العامة لعام 2024 إلى أن قيمة الإيرادات المتوقعة في عام 2025 ستصل إلى 1.22 تريليون ريال، وسترتفع إلى 1.25 تريليون ريال في عام 2026.
يشهد اقتصاد المملكة سعوديوم السعودية مرحلة تحول محورية تعتمد على منظومة متكاملة من الإصلاحات الاقتصادية والمالية لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030. وتتجه المملكة بشكل أساسي نحو توسيع الإنفاق الاستراتيجي على القطاعات والمناطق، وتسريع الإنجاز في تنفيذ المشاريع بهدف تنويع القاعدة الاقتصادية لتصبح أكثر استدامة، مع تعظيم العوائد والمكاسب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بالإضافة إلى التركيز على تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين وتمكينهم من خلال نظام الخدمات الاجتماعية، في حين الحفاظ على الاستدامة المالية على المدى المتوسط والطويل.
الإصلاحات مستمرة
تؤكد الميزانية العامة للدولة للعام المالي 2024، أن حكومة المملكة ستستمر في استكمال عملية الإصلاحات الهيكلية على الجانبين الاقتصادي والمالي في ضوء رؤية السعودية 2030، وتحقيق الاستدامة المالية على المدى المتوسط والطويل، مما يعزز قوة ومتانة اقتصاد المملكة في مواجهة التحديات والتطورات الاقتصادية العالمية.
كما تواصل الحكومة دعم تنويع القاعدة الاقتصادية للمملكة من خلال إطلاق العديد من البرامج والمبادرات للاستفادة من كافة الموارد واغتنام الفرص المتاحة لتنمية وتطوير مختلف القطاعات. وأطلقت أربع مناطق اقتصادية خاصة بناءً على المزايا التنافسية لكل منطقة. المساهمة في دعم الاقتصاد المحلي والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مختلف مناطق المملكة وتعزيز الابتكار.
نمو القطاع الخاص
وتعزز القدرات الاقتصادية التي تدعم نمو القطاع الخاص دوره في نمو اقتصاد المملكة على المدى المتوسط والطويل، حيث تسعى المملكة إلى تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 من خلال مجموعة من الأذرع الاستثمارية بما في ذلك القطاع العام. صندوق الاستثمار الذي يعد أحد المحركات الأساسية للاقتصاد والاستثمار في المملكة. وذلك من خلال تطوير مشاريع رائدة كبرى محلياً وعالمياً، وإطلاق قطاعات جديدة تساهم في تحقيق أهداف التنويع الاقتصادي.
الزيادة في الناتج المحلي
وأشار تقرير موازنة 2024 إلى أن البيانات الفعلية خلال النصف الأول من عام 2023 أظهرت نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 2.5%، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مدعوماً بنمو الأنشطة غير النفطية بمعدل 5.4%، انعكاس ناجح لجهود المملكة في تعزيز دور القطاع الخاص لقيادة النمو في اقتصاد المملكة. في حين شهد الناتج المحلي للأنشطة النفطية تراجعا بنسبة 1.3% لنفس الفترة، ويعود ذلك إلى التزام المملكة بتخفيض حصص الإنتاج المتفق عليها ضمن اتفاقية أوبك بلس طوعا. تشير التقديرات الأولية لعام 2023 إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي سينمو إلى 0.03% بنهاية عام 2023، مدفوعاً بزيادة الناتج المحلي الإجمالي للأنشطة غير النفطية، حيث من المتوقع أن يسجل زيادة بنسبة 5.9%، وهو ما يعكس النمو المستمر والتوسع الذي شهدته كافة القطاعات خلال العام الحالي. . وفيما يتعلق بالمستوى العام لأسعار المستهلك، فمن المتوقع أن يصل متوسط معدل التضخم إلى 2.6% بنهاية عام 2023، ويعتبر هذا المعدل منخفضاً نسبياً مقارنة بالتضخم العالمي.
موازنة 2024
وتشير التقديرات الأولية لعام 2024 إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 4.4%، مدعوماً بنمو الناتج المحلي الإجمالي للأنشطة غير النفطية، نتيجة الإصلاحات الاقتصادية والجهود المبذولة لتسريع عملية التنويع الاقتصادي لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، بالإضافة إلى البرامج والمبادرات الممكنة والمحفزة للقطاع الخاص. أن نكون المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي، والمساهمة في خلق فرص عمل جديدة ومستدامة في سوق العمل، مع الاستمرار في تنفيذ برامج ومشاريع رؤية السعودية 2030 كأداة رئيسية لتحقيق أهداف التحول الاقتصادي.
تطوير الأداء المالي
أما بالنسبة لتطورات الأداء المالي في 2023، فمن المتوقع أن يصل إجمالي الإيرادات إلى نحو 1.193 مليار ريال، بزيادة قدرها 5.6% مقارنة بما كان مقدراً في الميزانية. ويعود ذلك إلى نمو الإيرادات غير النفطية، وهو ما يعكس نمو الأنشطة الاقتصادية غير النفطية، والتطور المستمر في إدارة الضرائب، وتحسين إجراءات التحصيل.
ومن المتوقع أيضًا أن يصل إجمالي الإيرادات في عام 2024 إلى نحو 1.172 مليار ريال، ليصل إلى 1.259 مليار ريال في عام 2026. وتعتبر هذه التوقعات متحفظة، وذلك تماشيًا مع النهج الذي تتبعه الحكومة في بناء تقديرات الإيرادات النفطية وغير النفطية في الموازنة تحسبا لأية تطورات قد تطرأ على الاقتصاد. المحلية والعالمية.
ومن المتوقع أن يصل إجمالي النفقات لعام 2023 إلى ما يقارب 1.275 مليار ريال، بزيادة قدرها 14.5% عن الميزانية المعتمدة. وترجع هذه الزيادة بشكل رئيسي إلى حرص الحكومة على حماية المواطنين من موجة التضخم المستمرة التي يشهدها الاقتصاد العالمي من خلال تعزيز الإنفاق الاجتماعي، مع الاستمرار في تطوير مستوى الخدمات. الخدمات العامة المقدمة للمواطنين والمقيمين، بالإضافة إلى الاستمرار في تنفيذ العديد من المشاريع والاستراتيجيات التي من شأنها تحقيق تغييرات هيكلية إيجابية تؤدي إلى توسيع القاعدة الاقتصادية وتنويعها.
التوسع في الإنفاق
وتعتزم الحكومة خلال العام المقبل وعلى المدى المتوسط، من خلال سياساتها المالية، توسيع مستويات الإنفاق الموجه بشكل أساسي إلى البرامج والمشاريع التنموية والاستراتيجيات الإقليمية والقطاعية التي تدفع النمو الاقتصادي المستدام، بالإضافة إلى تحسين ورفع مستوى الإنفاق. جودة الخدمات العامة وتطوير البنية التحتية في مختلف مناطق المملكة مما يساهم في رفع جودة الحياة وفق رؤية المملكة 2030، بالإضافة إلى تمكين القطاع الخاص، وتحفيز البيئة الاستثمارية، ومواصلة تحسين منظومة الدعم الاجتماعي الإعانات. كما تواصل الحكومة جهودها لتعزيز كفاءة الإنفاق والتخطيط المالي من خلال المراجعة الدورية لسياساتها المالية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وبناء بنية اقتصادية تضمن الاستدامة المالية المتكاملة. وعليه فمن المتوقع أن يصل إجمالي النفقات إلى نحو 1.251 مليار ريال لعام 2024م، ويصل إلى نحو 1.368 مليار ريال في عام 2026م.
قيمة العجز
وتشير التقديرات المحدثة لموازنة 2023 إلى عجز متوقع بنحو 82 مليار ريال، أو 2.0% من الناتج المحلي الإجمالي. ومن المقدر أن يصل عجز الموازنة في 2024 إلى نحو 79 مليار ريال، أي 1.9% من الناتج المحلي الإجمالي، مع توقعات باستمراره عند هذا الحد. وتعكس المستويات على المدى المتوسط توجه الحكومة نحو تبني الإنفاق التوسعي.
خطة الاقتراض
ومن أجل تلبية الاحتياجات التمويلية، ووفقاً لخطة الاقتراض السنوية المعتمدة، من المتوقع استمرار عمليات الاقتراض المحلي والخارجي لتمويل عجز الموازنة المتوقع وسداد أصل المبلغ المستحق خلال عام 2023 وعلى المدى المتوسط، و للاستفادة من الفرص المتاحة حسب ظروف السوق لتنفيذ عمليات تمويل استباقية إضافية لسداد أصل المستحقات للسنوات. لتمويل بعض المشاريع الاستراتيجية، والاستفادة من فرص السوق لتنفيذ عمليات تمويل حكومية بديلة بهدف تمويل الإنفاق التحويلي للمشاريع الرأسمالية والبنية التحتية، وبالتالي من المتوقع أن يصل إجمالي رصيد الدين العام إلى نحو 1.024 مليار ريال، أي ما يعادل 24.8 النسبة من الناتج المحلي الإجمالي عام 2023م. كما تشير التقديرات إلى أن حجم الدين في العام المقبل 2024 سيصل إلى نحو 1.103 مليار ريال، أي ما يعادل 25.9% من الناتج المحلي الإجمالي، وأن ينمو بمستويات مستدامة على المدى المتوسط لتلبية الاحتياجات التمويلية.
الاحتياطات الحكومية
وتهدف موازنة 2024 إلى تعزيز المركز المالي للحكومة من خلال الحفاظ على مستويات آمنة من الاحتياطيات الحكومية لتعزيز قدرة المملكة على التعامل مع الصدمات الخارجية، كما تهدف السياسة المالية إلى الحفاظ على مستوى الاحتياطيات الحكومية لدى البنك المركزي السعودي (ساما). لتصل إلى نحو 395 مليار ريال بنهاية عام 2024.
وتم إعداد عدة سيناريوهات للإيرادات في عام 2024، مع الأخذ في الاعتبار التطورات العالمية والمحلية، وحالة عدم اليقين بشأن تداعيات الأوضاع الجيوسياسية القائمة ومعدلات التضخم. وتضمنت السيناريو الأساسي -المعتمد في الموازنة- بالإضافة إلى سيناريوهات ذات إيرادات أقل وأعلى من السيناريو الأساسي، وفي ظل وجود حيز مالي مرن. ; وتساهم هذه السيناريوهات في تحسين التخطيط المالي وتمكين الحكومة من التعامل مع أي منها.
المالية العامة في المدى المتوسط (مليار ريال)
إجمالي الإيرادات:
الفعلي 2022 = 1.268
موازنة 2023 = 1,130
توقعات 2023 = 1.193
موازنة 2024 = 1.172
تقدير 2025 = 1.227
تقدير 2026 = 1.259
إجمالي المصاريف=
الفعلي 2022 = 1.164
موازنة 2023 = 1.114
توقعات 2023 = 1.275
موازنة 2024 = 1,251
تقديرات 2025 = 1300
تقدير 2026 = 1.259
عجز/فائض الموازنة=
الفعلي 2022 = 104
موازنة 2023 = 16
توقعات 2023 = – 82
موازنة 2024 = – 79
تقديرات 2025= -73
التقديرات 2026= -109
كنسبة من الناتج الإجمالي =
الفعلي 2022= 2.5%
موازنة 2023 = 0.4%
توقعات 2023= -2%
موازنة 2024= -1.9%
تقديرات 2025= -1.6%
تقديرات 2026= -2.3%
الدين العام:
الفعلي 2022 = 990
موازنة 2023 = 951
التوقعات 2023 = 1.024
موازنة 2024 = 1.103
تقديرات 2025=1.176
تقدير 2026 = 1.285
كنسبة مئوية من الناتج الإجمالي:
الفعلي 2022= 23.8%
موازنة 2023 = 24.6%
التوقعات 2023 = 24.8%
موازنة 2024 = 25.9%
تقديرات 2025 = 26.2%
تقديرات 2026 = 26.9%