نبوية موسى إحدى رائدات التعليم والعمل الاجتماعى.. رحلة عطاء أول ناظرة – سعوديوم

ولدت نبوية موسى في إحدى قرى محافظة الشرقية في مصر لأب كان ضابطا في الجيش المصري برتبة يوزباشي. سافر إلى السودان قبل ولادة النبوية بشهرين ومات هناك.

بدأت نبوية موسى تتلقى تعليمها في منزلها، حيث تعلمت القراءة والكتابة بمساعدة شقيقها الذي كان يدرس في إحدى مدارس القاهرة، وانتقلت أسرتها للعيش معه. عارضت عائلتها رغبتها في التعليم والتحاقها بالمدرسة، فلم يكن أمام نبوية موسى سوى سرقة ختم والدتها من أجل التقدم للالتحاق بالمدرسة. وذكرت في كتابها (حياتي بقلمي) أن نبوية التحقت بالمدرسة السنية للبنات بالقاهرة، كما ورد في موقع الملك فاروق الأول.

حصلت نبوية موسى على الشهادة الابتدائية عام 1903م، ثم التحقت بقسم المعلمين السنة وأكملت دراستها عام 1906م وعينت معلمة بمدرسة عباس الابتدائية للبنات بالقاهرة.

حصلت نبوية موسى على شهادة البكالوريا، لتكون بذلك أول فتاة مصرية. تمكنت نبوية موسى من اجتياز الامتحان والحصول على شهادة البكالوريا عام 1907م. وأثار هذا النجاح ضجة كبيرة واكتسبت نبوية موسى شهرة واسعة بسببه.

وفي هذه الفترة، بدأت نبوية في كتابة المقالات الصحفية التي تناولت القضايا التربوية والاجتماعية والأدبية. قامت بتأليف كتاب دراسي بعنوان “ثمرة الحياة في تعليم البنات” والذي تمت الموافقة عليه من قبل هيئة مراقبة المعارف للقراءة سعوديوم في مدارسها. بعد افتتاحها عام 1908، تم تعيين نبوية موسى في الجامعة الوطنية المصرية مع ملك حفني ناصيف. لبيبة هاشم تلقي محاضرات في الجامعة المعنية بتعليم نساء الطبقة العليا.

وفي عام 1909م، تركت نبوية موسى خدمتها في وزارة التربية والتعليم، وتولت مديرة المدرسة المحمدية الابتدائية للبنات بالفيوم، وهي مدرسة أنشأتها مديرية الفيوم، لتصبح بذلك أول مديرة مصرية لمدرسة ابتدائية. واستطاعت نبوية موسى أن تنجح في مهمتها في نشر تعليم البنات بالفيوم، وهو ما ظهر في الإقبال الكبير وزيادة أعداد الطالبات. تلميذات في المدرسة.

وفي عام 1910م، رشحها أحمد لطفي السيد مديرة لمدرسة معلمي المنصورة، فتولت إدارتها واستطاعت النهوض بهذه المدرسة حتى حصلت على المركز الأول في امتحان كفاءة المعلمين الأولي.

ولم تصمد نبوية طويلا في المنصورة، حيث تم نقلها إلى القاهرة لتعيينها في وزارة المعارف نائبة لمعلم بولاق في ديسمبر 1914م. ثم تمت ترقيتها عام 1916م مديرة لمدرسة المعلمين الورديان بالإسكندرية، وظلت في هذا المنصب حتى عام 1920م، ونجحت بالاتفاق مع أعضاء جمعية النهوض بالبنات. وبإنشاء مدرسة ابتدائية مجانية للبنات بالإسكندرية، تولت النبوية إدارتها.

شاركت نبوية موسى في العديد من المؤتمرات التربوية التي عقدت خلال النصف الأول من القرن العشرين لمناقشة مشكلات التعليم. كما قامت بتأليف بعض الكتب الدراسية المعتمدة من وزارة التربية والتعليم. كما كان لها دور كبير في الدفاع عن حقوق المرأة، حيث أصدرت عام 1920 كتابًا عن المرأة. كما شاركت في الحركة النسائية وكانت ضمن وفد المرأة المصرية المسافر إلى مؤتمر المرأة العالمي الذي عقد في روما عام 1923م. وبعد رحلة طويلة من العطاء رحلت عن عالمنا عام 1951م.