هل تستدرج إسرائيل «حزب الله»؟

لقد تجاوزت المواجهات بين إسرائيل وحزب الله «قواعد الاشتباك» المتفق عليها، وبدأ جيش الاحتلال في إنهاك واستدراج الطرف اللبناني، ما يهدد بإشعال الجبهة الجنوبية، ومن ثم توسيع نطاق الحرب.

شكلت جريمة اغتيال القيادي في حزب الله وسام الطويل في تل أبيب إحدى أشد الضربات إيلاما للحزب من حيث تصنيف الشخص المستهدف ضمن هيكلية الحزب وطريقة الاستهداف، كما قال المسؤول في “وحدة الرضوان” والتي تضم النخبة، لم يتم استهدافها أثناء تنفيذ عملية ضد أهداف إسرائيلية. إلا أن تصفيته تمت عبر قصف مباشر من طائرة إسرائيلية مسيرة على سيارته وسط بلدته في قضاء “بنت جبيل”، ما أدى إلى مقتله.

وقاد الطويل، الذي يعتبر أعلى مسؤول عسكري حزبي يقتل في جنوب لبنان منذ اندلاع الاشتباكات على الحدود، عددا من العمليات وصفت بـ”المحددة” ضد مواقع إسرائيلية على الحدود.

وبحسب مراقبين، فإن اغتيال الطويل وتصفية القيادي البارز في حركة حماس صالح العاروري، يشكلان نقطة تحول في الوضع المشتعل منذ نحو ثلاثة أشهر. ورأوا أن هذا التطور ضرب «قواعد الاشتباك» في القتلى، ويمثل تجاوزاً للخطوط الحمراء، ما يشير إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من اشتعال واتساع المواجهات في تلك الجبهة، وسيكون الشعب اللبناني بالتأكيد هو الأكبر. الخاسرين.

وهناك من يرى أن الردود المتوقعة من حزب الله على هذه الأهداف لن تتجاوز «الحدود المنضبطة»، رغم التجاوزات الإسرائيلية والتغيير الجذري في معادلة قواعد الاشتباك منذ اغتيال العاروري. وتساءلوا: كيف يمكن لحزب الله أن يتجنب الحرب بعد أن تم استهداف مناطقه؟

واعتبر محللون عسكريون أن جبهة جنوب لبنان أصبحت مكلفة على الحزب، إذ يتكبد ما بين 10 و12 قتيلا أسبوعيا تقريبا. لذا فإن السؤال هو: هل يستطيع نصر الله وحزبه أن يتحملوا المزيد من الخسائر والإصابات؟

ويؤكد مراقبون أنه مهما حدث التصعيد فإن معركة الجنوب ستبقى ضمن الحدود الآمنة، إذ يدرك الحزب ومن يقف خلفه أن المعركة هذه المرة لن تكون مثل سابقاتها. وأشاروا إلى رغبة إسرائيل في توسيع الحرب بهدف القضاء على مقدرات الطرف اللبناني، لكن الممول الإقليمي لا يرغب في ذلك؛ ولذلك فإن المواجهات ستستمر رغم سقوط العشرات في صفوف الحزب وخرق إسرائيل لما تم الاتفاق عليه.

وحذر مراقبون سياسيون من أن اشتعال الجبهة الشمالية الإسرائيلية، ودخولها في الحرب على غزة، قد يفتح أبواب الجحيم في المنطقة، حيث قد تصل الحرب إلى مناطق ومواقع حساسة للغاية داخل المنطقة.

يُشار إلى أن المواجهات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية أسفرت حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 176 شخصًا على الجانب اللبناني، بينهم أكثر من 130 عنصرًا من حزب الله. وأدى إلى نزوح نحو 76 ألف لبناني من البلدات الحدودية. في حين أحصي الجيش الإسرائيلي مقتل 14 شخصا، بينهم 9 جنود.




مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى